تعدد الزوجات يظل من المواضيع الحساسة التي تنقسم حولها الآراء فبينما يعتبره البعض حقا شرعيا للرجل يراه آخرون خيانة لمشاعر الزوجة الأولى خاصة حين يتم بدون نقاش أو تمهيد أو حتى احترام لمكانتها فبينما يستند بعض الرجال إلى الدين والعرف ليبرروا اتخاذ زوجة ثانية ترى كثير من النساء أن الأمر فيه كسر للثقة ومساس بالمشاعر خاصة حين يحدث دون علم الزوجة الأولى أو دون مبرر حقيقي الواقع يخبرنا أن بعض الزوجات يكتشفن زواج أزواجهن صدفة بعد سنوات فتنهار العلاقة ليس فقط بسبب طريقة الإخفاء بل لأن التعدد في حد ذاته يُشعر المرأة بأنها ليست كافية وأن مكانتها يمكن استبدالها في أي لحظة وهذا ما يجعل الجرح أعمق والثقة أصعب في الترميم إحدى القصص التي لا تنسى روتها سيدة قريبة مني بعد زواج دام خمسة عشر عاما كان زوجها خلالها يظهر التقدير والوفاء ويساعدها في تربية أبنائهما ويشجعها على عملها كمعلمة ذات يوم وخلال مراجعتها لإجراءات بنكية خاصة اكتشفت بالصدفة أنه فتح حسابا مشتركا باسم امرأة أخرى لم تمر أيام حتى تبين أنها زوجته الثانية منذ أكثر من عامين دون أن يخبرها أو يلمح بأي شيء سقطت ثقتها في كل لحظة جمعتهما وشعرت أنها كانت تعيش في فيلم من تأليفه كما قالت حرفيا تقول "كنت أظن أن الاحترام المتبادل يعني المصارحة حتى في أصعب القرارات" ويبقى السؤال هنا هل التعدد في زمننا الحالي يعكس حاجة حقيقية وظروفا استثنائية أم أنه يستخدم كغطاء مريح للرغبات الشخصية حتى لو كان الثمن مشاعر زوجة وأمان أسرة شاركونا بآرائكم وتجاربكم
الزوجة الثانية: خيانة مقنعة أم حق مشروع؟
أرى أن مشكلتك ليست مع فكرة الزواج بحد ذاتها، بل مع المبررات التي يقدمها الناس. فأنتِ مقتنعة أن الزواج حلال، وأنه من شرع الله.
سوف ننظر إلى الأمر من أكثر من جهة:
الجهة الأولى: أن التبريرات التي يقولها الشخص ليست إلا محاولة لإظهار نفسه على أنه على حق،
لكن المشكلة الحقيقية أنه غير مضطر أصلاً، لأن الله قد شرع الأمر.
الجهة الثانية: هل فعلاً يجب أن يتزوج (الزوج) حتى في حال كانت الزوجة الأولى قائمة بكل شيء، وعلاقتهما ممتازة؟
في حال رغب، نعم، لكن بشرط أن تكون هناك مصارحة صحية وصادقة مع الزوجة حول هذه الرغبة هذه.
طيب، ما السبب الذي قد يدفع الزوج للزواج بثانية؟
خلينا نكون واضحين مع أنفسنا: هو ليس بعد عن الحرام، لأنه بالفعل متزوج، ولن يقع في الحرام.
لكن، رغبته في التعدد غالباً تكون ناتجة عن رغبة في التنوع (نقولها بصيغة مهذبة):
رغبته قد تكون في الطويلة، أو القصيرة، أو النحيفة، أو في الشقراء، أو البيضاء… إلخ.
أنا لست ضد فكرة التعدد لأنه أمر أباحه الله بشرط العدل والنية الصادقة لكن ما تتحدث عنه من رغبة في التنوع هو تحديدًا ما يجعل كثيرين يرفضون التعدد لأنه يتحول في هذه الحالة من حل لمشكلة حقيقية إلى وسيلة لإشباع رغبة فقط الشرع لم يُنزل ليُستخدم لتبرير الأهواء الشخصية بل شرّع التعدد لأسباب حقيقية مثل كفالة الأرامل واليتامى أو في حالة وجود ضرر واضح في العلاقة الأولى لكن حين يكون الدافع مجرد ملل أو رغبة في التغيير فهذا لا يُعد مبررًا مقنعًا وفيه ظلم كبير للزوجة الأولى وغالبًا لا يكون هناك عدل حقيقي ولا مصارحة ما يحدث حينها هو استخدام للشرع كغطاء لغرض شخصي وليس للهدف الذي شُرع من أجله وهذا ما يؤذي مشاعر الكثير من الزوجات ويهدم أسرًا دون سبب جوهري
تحدث هذه الاضطرابات والأخطاء الكثيرة بسبب تراكم الجهل والفوضى في المجتمع، حيث الرجل يخاف من مجرد التصريح برغبته في التعدد لسبب أو لآخر، يخاف من المجتمع، يخاف من وصمه بالعار، يخاف من الهجوم الجماعي الذي سيتعرض له من الجميع.. فيلجأ لمثل هكذا حلول (الزواج سرا، هذا إذا لم يلجأ للحرام والعياذ بالله).
التعدد في زمننا الحالي من ناحية الرجل أرى أنه يعكس حاجة حقيقية فعلا بسبب طغيان الفتن ووصول الرجل إلى مرحلة لا يستطيع معها أن يضمن نفسه من الوقوع في الحرام، فيكون التعدد (ولو بسلوك خاطئ) أقل الأضرار بالنسبة له حتى لا يقع في المحرم.
على أننا لا نستبعد من يستخدمه كغطاء للرغبات الشخصية.
لكن الأصح أن يكون الرجل أشجع من هذا، وإذا كان هدفه فعلا تقوى الله واجتناب الحرام أن يواجه الجميع بالحقيقة ويقوم بالأمور بالطريقة الأصح، وهي أن يأخذ الإذن من زوجته الأولى ويراضيها ويبين لها أنه ما فعل هذا إلا لأنه خاف على نفسه الفتنة وأن يراعي مشاعرها ومشاعر أولاده ويجبر خواطرهم...
ولكن يا أ/هارون: ماذا سيختلف زواجه الثاني عن الأول من ناحية الرغبات الشخصية؟؟ زواج هو نفسه يعني مسؤولية ويعني التزامات مادية وغيرها، إذن نقطة إنه يتزوج ثانية بسبب الفتنة فقط أمرًا غير مقنعًا في نظري، ولا سيما إنه لديه التزامات مادية وأبناء (زواج 15 عام).. ومن المفترض أن الرجال في الأربعينيات يكون ميلهم للاستقرار والحفاظ على الممتلكات أكبر، فلما يكلّف نفسه عناء الانفاق على بيتين بدلًا من بيت واحد؟؟ هل الخشية من الحرام سبب كافِ؟
نعم، الخشية من الحرام سبب كافي إذا كان أغلب الظن أنه سيقع فيه، وكل يعلم من نفسه درجة ذلك.
لأن الوقوع في الحرام يعني خسارة الآخرة، والله تعالى في القرآن يقول: "ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
فمن يختار الحلال (بشرط أن يكون فعله هذا خالصا لله وليس تغطية لرغبات أخرى) يوفقه الله ويفتح له أبواب الرزق ويعنه على كفالة عائلتين وربما أكثر.
لذلك قال ربنا جل وعلا في القرآن الكريم: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"
يجب أن يكون الرجل مسؤولا عن قراراته، وأن يجتهد أقصى ما يستطيع ليحفظ حق زوجته الأولى وأولاده قبل أن يقرر فتح بيت ثانٍ.
إذا رفضت الزوجة الأولى التعدد، في هذه الحالة (من منظور شخصي) أنصح الرجل أن يقيم وضعه: أهو في ضرورة للتعدد أو لا؟
- فإذا كان في ضرورة للتعدد (أي غلب عليه الظن أنه سيقع في الحرام) فهنا يقدم ولو رفضت، لأن درئ أكبر المفسدتين أولى في الشرع.
- إذا لم يكن في ضرورة للتعدد، ويمكنه الصبر، فهنا يترك الأمر ويصبر ويحتسب الأجر من عند الله.
هذا هو رأيي.
بالضبط أ.إيرين لأن فكرة الزواج الثاني لمجرد الخوف من الوقوع في الحرام لا تكون كافية خصوصًا إذا كان الرجل يعيش حياة مستقرة مع زوجته وعنده التزامات وأبناء لأن الزواج مش مجرد حل لمشكلة مؤقتة هو التزام طويل ومضاعفة للأعباء والمصارحة مع النفس في مثل هالحالات أهم من البحث عن مبررات تخفي رغبات شخصية تحت غطاء ديني
أعتقد أن مجرد خوف الرجل من الوقوع في الحرام لا يكفي ليكون سببًا للتعدد خاصة إذا كانت حياته الزوجية مستقرة وزوجته لم تقصر في شيء في هذه الحالة يصبح السؤال الحقيقي ما هو الدافع الفعلي وراء الزواج الثاني هل هو فعلا حاجة ضرورية أم مجرد رغبة أو هروب من مشكلة لم تُواجه بالشكل الصحيح في كثير من الأحيان يكون من الأسهل أن نلجأ للتعدد بدلًا من الحديث بصراحة أو البحث عن حلول تحافظ على العلاقة الأولى الزواج الثاني مسؤولية كبيرة ويتطلب وضوح وشجاعة ليس فقط مع الزوجة الأولى بل أيضا مع النفس لأن استخدام مبررات مثل الخوف من الفتنة قد يكون تغطية على رغبات شخصية أو قرارات غير ناضجة وأنا أتفق أن الصراحة ضرورية لكن الأهم أن نراجع النية من البداية وأن نبحث عن حلول تحمي الأسرة وتحافظ على المشاعر بدل ما نترك الأمور تتعقد
أوافقك الرأي تماما في أن:
لكن الأهم أن نراجع النية من البداية وأن نبحث عن حلول تحمي الأسرة وتحافظ على المشاعر بدل ما نترك الأمور تتعقد
لكن لا يجب أن يؤدي بنا هذا إلى محاربة التعدد كليا، لأنه وللأسف الشديد في هذا الزمن، الحقيقة أن معظم الرجال (الذين لهم دين وضمير حي) يعانون بسبب الفتن، وإلا فلو تتبعنا أكثر لوجدنا الأغلبية الساحقة من الرجال لا يلجؤون للتعدد ولا حتى يفكرون فيه، يسمحون لأنفسهم بنفوس باردة بالخيانة والمحرمات دون أدنى تورع، والواقع يشهد بذلك.
أظن أنه علينا أن نتفهم أكثر وأن نفتخر بالرجل الذي لجأ للتعدد ولم يلجأ للحرام في كل الأحوال، ثم أن نحاول حل المشكلة بنظرة تعاطف مع كل الأطراف لا بنظرة انحياز دائم إلى المرأة ووضع الرجل في خانة الاتهام الدائم.
كلامك يحمل الكثير من الحكمة والواقعية التعدد في هذا الزمن ليس مجرد رغبة شخصية فقط، بل قد يكون تعبيراً عن صراع داخلي وخوف من الانزلاق في الحرام، وهذا يجعل الرجل أمام تحدٍ كبير بين واجباته الدينية والاجتماعية.
لكن كما ذكرت، الشجاعة الحقيقية تكمن في الصراحة والصدق مع الزوجة الأولى ومع النفس، لأن الزواج شراكة تحتاج إلى تفاهم ووضوح حتى لا يتحول الأمر إلى جراح وانكسارات خفية.
والواقع أن المجتمعات بحاجة إلى فتح حوار صريح حول هذه القضايا بعيداً عن الأحكام السطحية، كي تتفهم حاجات الناس وتجد الحلول التي تحمي الأسرة وتحفظ كرامة الجميع.
في النهاية التوازن والنية الصادقة هما الأساس، سواء في العلاقة الزوجية أو في التعامل مع المجتمع.
أنا عادة أحب التحدث في تلك الموضوعات حسب كل موقف على حدة، حتى وإن كان رأيي الشخصي مخالف تمامًا لمبدأ التعدد، ولذلك في القصة التي ذكرتيها، أنا موقفي متوافق مع الزوجة بالطبع، لأنه من حقها معرفة رغبة الزوج في زوجة ثانية -مهما كان السبب- ومن حقها أيضًا دراسة موقفها وبناء قرارها على الموقف كله: هل زواجه الثاني يؤثر فيها نفسيًا؟ من الناحية المادية: هل لديها القدرة المالية على الإنفاق؟ هل لديها أبناء لديهم ظروف مرضية خاصة ويحتاجون مبالغ مالية كبيرة؟ هل قرار الانفصال سيكون مدروسًا جيدًا مع الأبناء والزوج أم لا؟؟ بالنسبة إليَّ، الأسئلة كلها عسيرة التقبّل في وضع قريبتك، وللأسف زواجه دون علمها هو فعلًا عدم احترام أو تقدير لهذه السيدة، حتى لو كانت زوجة غير صالحة في نظره، فما زال من حقها معرفة وجود زوجة أخرى.
نعم موقف الزوجة كان طبيعي جدًا في ظل ما حدث لأن معرفة الزوجة بوجود زوجة ثانية ليس مجرد أمر ثانوي بل هو حق أساسي يتعلق باحترامها وكرامتها وحتى إن كان لدى الزوج أسبابه أو مبرراته فالصراحة والوضوح هما ما يصنعان الفرق في طريقة استقبال الزوجة للخبر وقرار الزوج بالإخفاء غالبًا ما يهدم الثقة ويجعل أي حوار لاحق أكثر صعوبة قد يرى البعض أن التعدد حق شرعي وهذا صحيح من الجانب الديني لكن ممارسته دون مراعاة لمشاعر الطرف الآخر يجعلنا نخسر جوهر العلاقة الزوجية التي يجب أن تقوم على المشاركة والوضوح وليس على المفاجآت أو الإخفاء
سبحان الله أصبح التعدد بالحلال خيانة مقنعه أما وجود الصديقات والعشيقات فأمر عادي، نعصي الله ونطيع الشيطان تحت حجج كاذبه نصدقها لنقنع بها أنفسنا بأننا على حق.
انا لست ضد تعدد الزوجات لأنه أمر أباحه الشرع لكني لا أوافق على أغلب المبررات التي تُستخدم لتبريره في وقتنا الحالي خاصة عندما تكون بعيدة عن الحاجة الفعلية أو تفتقر إلى العدل وفي المقابل أرفض تمامًا وجود صديقات أو عشيقات خارج إطار الزواج لأن هذا النوع من العلاقات لا يمكن تبريره أصلًا خصوصًا إذا كان الرجل متزوجًا ما الذي يدفعه للبحث عن علاقة أخرى وهو يعيش حياة زوجية بل وحتى الزواج الثاني أحيانًا لا يكون له داع واضح إذا كانت العلاقة الأولى قائمة على التفاهم والاحترام القضية ليست في التعدد بحد ذاته بل في الغاية من ورائه وفي مدى الصدق والعدل مع النفس ومع الشريك
رغبتك هي شيء أباحه الشرع دون شك لكن هل تستطيع أن تعدل بين أربع نساء ليس فقط في المال والهدايا بل في الوقت والمشاعر والاحترام والدعم النفسي التعدد ليس مجرد عدد بل هو مسؤولية كبيرة لأنك ستتعامل مع أربع قلوب وأربع شخصيات وأربع بيوت وكل واحدة لها احتياج مختلف الله سبحانه وتعالى قال فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أي أن الأصل في الزواج أن يكون بزوجة واحدة والتعدد استثناء مشروط بالعدل والعدل هنا لا يكون فقط بالنية بل بالفعل والقدرة ووجود أكثر من زوجة لا يعني دائمًا راحة للرجل بل قد يزيد من الضغط والمسؤوليات والتوتر خاصةً إذا لم تكن العلاقة مبنية على وضوح ورضا من الجميع إذا كنت ترى أنك قادر على هذا الحمل الكبير ونيتك صادقة لا أحد يمنعك لكن فكر جيدًا في أثر هذا القرار على حياتك وحياة من حولك ولا تجعل الرغبة الشخصية وحدها هي المقياس
يا سيدتي ،كل ما يتعلق بالموضوع هو اقتدار الرجل المادي فقط ،وكل ما تكنه المرأة للرجل من حب ومشاعر يتلاشى تدريجيا مع وجود الاولاد لأن تصب كل عاطفتها واهتمامها للاولاد وتهمل زوجها وخاصة عندما ينقضي فترة زمنية على زواجهم ،اما الخوف من عدم عدل بين الزوجات فيختص فقط بالمال والمبيت اما المشاعر فلا يستطيع طبعا الرجل أن يعدل فيها وهو امر غير مطلوب منه اصلا
لنبتعد قليلا عن الجانب الديني ولو انه حلل تعدد الزوجات ولكن لم يفرضه لذى ليس من الضروري تنفيذه ولنتجه الى جانب الحياتي والاجتماعي في مجتمعنا
هذه الفكرة بالذات ورغم تحليلها في الشرع لم تقبل عند غالبية النساء وبما ان المرأة هي ام المجتمع فكما يقال الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق فان فكرة الزواج من نساء اخريات يؤثر على المرأة الاولى ويدفعها للبحث عن السبب الذي جعل الرجل يريد زوجة اخرى مما يؤدي الى تشوشها واهمالها اطفالها وبيتها مما يؤثر على صحتهم النفسية وذلك بسبب غياب دور الام واذا كل رجل تزوج على امرأته واحذت مشكلة كهذه سوف يدمر المجتمع بعيدا عن احتمالية طلب الطلاق مما يدمر المجتمع
اما من طرف الجنس الاخر فانا لا ارى حاجة له في الزواج اذا وجد راحته مع الزوجة الاولى لانه اذا تزوج اثنين او ثلاتة فسوف يشتت بين بيتين او اكتر فيتعب نفسيا وجسديا كما في كثير من الاحيان لا يتمكن من العدل بين زوجاته فيقع في ذنوب هو غنى عنها فرغم تحليل التعدد الا ان له شروط منها ايضا موافقة الزوجه الاولى فالزواج سرا دون علم الزوجة الاولى يعتبر من الانكحة الفاسدة
انا من وجهة نظري افضل ان يختار الرجل شريكة حياته بشكل جيد والتركيز على التفاهم المنطقي بينهم ويبني بيتا واحد يحسن تاسيسه افضل من ان يعدد وتبقى هذه حرية شخصية فبعض النساء يقبلن ذلك
أتفق معك تمامًا الفكرة ليست في إباحة التعدد من الناحية الشرعية فالجميع يعلم أنه مباح لكن القضية في طريقة تطبيقه والظروف التي يتم فيها لأن الواقع يثبت أن كثيرًا من الزوجات يتعرضن لأذى نفسي كبير حتى وإن ظن الزوج أنه لم يخطئ وفي المقابل الزوج نفسه يتحمل ضغوطًا ومسؤوليات إضافية وقد لا يستطيع التوفيق بينها بالشكل المطلوب وهذا ينعكس على الأسرة كلها من وجهة نظري العلاقة الناجحة تقوم على التفاهم والاحترام والتقدير المتبادل وليس على التعدد كحل لأي ملل أو خلاف بسيط ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أثر القرار على استقرار الأسرة وعلى نفسية الأبناء قبل التفكير فيه
كلامك يا مي عميق ومؤلم في آن لأنه يلامس جانبًا حساسًا من العلاقة الزوجية حيث تتقاطع المشاعر الإنسانية مع النصوص الشرعية وتتشابك الحقوق مع الاحتياجات النفسية
التعدد بحد ذاته ليس المشكلة فقد شرّعه الدين بضوابط واضحة وشروط عادلة لكن المؤلم فعلًا هو الطريقة التي يُمارس بها أحيانًا حين يتحول من خيار استثنائي إلى قرار فردي يخلو من الحوار ويُتخذ بمنطق المفاجأة أو الإخفاء كأن مشاعر الزوجة لا تستحق الشرح أو التمهيد أو حتى الاحترام
والله عز وجل لم يفتح باب التعدد إلا مقرونًا بشرط العدل بل حذر من الميل فقال في كتابه الكريم
(فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)
وهذا يؤكد أن الأصل ليس في عدد الزوجات بل في القدرة على العدل وهو عدل يشمل المشاعر والاهتمام والاحترام والصدق في التعامل
ما يؤلم المرأة في كثير من هذه الحالات ليس الزواج الثاني بحد ذاته بل الإقصاء من المعرفة والخيانة الصامتة التي تشعر معها أن كل ما بُني بينهما يمكن هدمه دون مقدمات ودون أن تُؤخذ كرامتها ومشاعرها بعين الاعتبار
قصة السيدة التي ذكرتِها تختصر الكثير من التجارب المشابهة وتُظهر كيف يمكن لثوانٍ معدودة من الصدمة أن تُطيح بسنوات من الثقة والرفقة
في النهاية التعدد قرار شرعي لكنه في التطبيق الإنساني يحتاج إلى وعي عاطفي وصدق في النية واحترام عميق للمرأة التي وقفت يومًا شريكة لا مجرد خيار يمكن تجاوزه في لحظة
التعدد ليس محرما لكن لا ينبغي أن يكون وسيلة للهروب من المسؤولية أو لتجديد المشاعر على حساب استقرار أسرة كاملة ما يؤلم الزوجة في هذه المواقف ليس فقط فكرة زواج زوجها من أخرى بل شعورها بالإقصاء والتهميش وكأن مشاعرها لا تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار وهذا هو ما يجعل الصدمة مؤلمة إلى هذا الحد في رأيي أي رجل يفكر في التعدد عليه أن يسأل نفسه سؤالا واضحا هل أنا قادر فعلا على العدل هل أستطيع أن أكون صريحا وواضحا وأتحمل كل تبعات القرار أم أنني أبحث فقط عن مبرر لرغبة شخصية إذا لم تكن الإجابة واضحة وصادقة فالأفضل أن يحافظ على زوجته ويمنح العلاقة بينهما فرصة حقيقية للنضج بدلا من فتح صفحة جديدة على حساب القديمة
كلامك يا مي يعبّر عن حس إنساني عالٍ وفهم عميق لطبيعة العلاقة الزوجية واحتياجاتها العاطفية والنفسية
التعدد في أصله ليس محرمًا كما ذكرتِ لكنه ليس أيضًا مخرجًا سهلاً أو خيارًا يُؤخذ بخفة دون تبعات
لفت انتباهك لنقطة الإقصاء والتهميش في مشاعر الزوجة مهم جدًا لأن الألم لا ينبع من التعدد بحد ذاته بقدر ما يأتي من الطريقة التي يُدار بها القرار ومن غياب الحوار والاحترام في الموقف
سؤالك عن نية الرجل في التعدد وهل هو قادر فعلاً على العدل وتحمل المسؤولية أم أنه يهرب أو يبرر رغبة عابرة هو سؤال جوهري يحتاج كل من يُقبل على هذه الخطوة أن يطرحه على نفسه بصدق
أحيانًا لا يكون الحل في البديل بل في الإصلاح، ولا في الهروب بل في المواجهة الناضجة
شكرًا لمشاركتك المتزنة التي تفتح الباب لحوار واعٍ حول موضوع حساس يحتاج إلى كثير من العقل والرحمة
1. حكم التعدد وشروطه
أباح الإسلام للرجل أن يتزوج ما يصل إلى أربع نساء في آن واحد، بشرطين أساسيين:
- العدل: وهو شرط إباحة التعدد. ويُقصد به العدل المادي في النفقة، والكسوة، والمبيت. أما العدل في المحبة والميل القلبي، فلا يُكلف به الرجل.
- القدرة المالية: يجب أن يكون الرجل قادرًا على الإنفاق على جميع زوجاته.
2. الحكمة من إباحة التعدد
شرع الإسلام التعدد لمجموعة من الأسباب والمصالح التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع:
- حلول للمشكلات الاجتماعية: يساهم التعدد في حل مشكلة ارتفاع عدد النساء على الرجال، مما يقلل من أعداد العوانس ويوفر الحماية للمرأة من الانحراف.
- أسباب فردية وعائلية: يُشكل حلًا للرجل في حال كانت زوجته لا تنجب، أو كانت مريضة بمرض مزمن، أو إذا كان لديه حاجة فطرية لا تفي بها امرأة واحدة.
- فوائد للمجتمع: يساعد التعدد على زيادة نسل الأمة، مما يعود عليها بالقوة الاقتصادية والعسكرية. كما يمكن أن يُستخدم لتوثيق الروابط بين العائلات.
3. دفع الاعتراضات
- اعتراض عداوة الضرائر: هذا النزاع لا يُعتبر سببًا لمنع التعدد؛ لأن النزاع قد يقع بين زوجين فقط. كما أن التعدد له فوائد أكبر، ولكل زوجة الحق في مسكن مستقل، مما يقلل من الخلافات.
- اعتراض تعدد الأزواج للمرأة: حُرم على المرأة الزواج بأكثر من رجل، لأن ذلك يؤدي إلى اختلاط الأنساب وضياعها، ويهدم الأسرة، ويحط من كرامة المرأة وطفلها.
المرجع لقراءة المقال كاملا بالتفصيل
أكيد لسنا ضد ما أحلّه الله وشرعه لكن المشكلة حين يتحول التعدد إلى استغلال للشرع بعض الرجال يتزوجون أكثر من واحدة دون قدرة حقيقية على العدل أو النفقة فيظلمون الجميع في النهاية التعدد رخصة مشروعة لكنه ليس واجبًا على كل رجل والعدل فيه شرط أساسي لا يمكن تجاوزه برأيي كثير من الاعتراضات اليوم ليست على أصل التعدد بل على سوء تطبيقه وعدم مراعاة مقاصده
أنا أرى أن هناك خلطًا كبيرًا يحدث حين نتحدث عن التعدد والعلاقات خارج الزواج فالتعدد شرعه الله بشروط واضحة وأهمها العدل والنية الصادقة وليس لمجرد هوى أو ملل أما العلاقات مثل الخليل أو الصديقة أو العشيقة فهي مرفوضة تمامًا شرعًا وعقلًا والمفارقة أن هناك من يرفض التعدد لأنه يعتبره خيانة لكنه في نفس الوقت يتقبل وجود علاقة خارج إطار الزواج وكأنها أمر طبيعي ما يحدث هنا ليس تناقضًا فقط بل هو مساواة بين الحلال والحرام بشكل غير منطقي أنا لست ضد التعدد كتشريع لكنني ضد استخدامه كذريعة للهروب من المسؤولية أو كمجرد تسلية وفي الوقت ذاته أنا بالتأكيد ضد أي علاقة خارج الزواج مهما كان اسمها الاحترام والوضوح والتفاهم بين الزوجين هما الأساس وأي خلل بينهم يحتاج مواجهة وليس هروبًا أو خيانة
التعليقات