.... ومن مشاكل المرأة أيضا، تقييدها بعمر محدد للزواج، وتقييد اختياراتها بناء على هذا العمر، وقد أصبح هذا أمراً بديهياً لدرجة أن المرأة نفسها تأثرت بهذا التقييد وأصبح يبدوا لها كما لو أنه ذوقها الخاص واختيارها الحر، والقاعدة بسيطة جدا هي: عزيزتي المرأة تزوجي من هو أكبر منك بغير حساب للعمر فالرجل لا يعيبه تقدم عمره، لكن إحذري أن تتزوجي من هو أقل منك ولو بالشهور، لأنه سيتم النظر إليك بعين الدونية على أنك امرأة مشبوهة تشتهي الشباب الصغير .

وكما العادة، الرجل لا يلام على اختيار الصغيرة، بل كلما زاد صغرها زاد ميوله لها، ولا مشكلة لذيه أو لذى المجتمع في زواجه من الكبيرة، وبينما يؤول المجتمع زواج المرأة من الرجل الأقل منها سناً على أنها نزوة أو ضعف شخصية أو شهوانية وقدرة على التلاعب أو حتى وصمة أخلاقية ستلازمها تاريخها كله، سيُفسَّر زواج الرجل من إمرأة كبيرة أنه ذكاء ونضج وبعد نظر( لأنه سيتفيد من خبراتها ومواردها المادية وعلاقاتها والامتيازات التي تمنحها له)، والأهم أنه صاحب فحولة جنسية وقدرة على تطويع الكبيرة، كما يفسر زواجه من الأصغر سناً على أنه نجاح وفحولة أيضا وتجديد للشباب.

هذا التناقض لا يكشف فقط عن تناقض نفسي واودواجية في المعايير ، بل عن بنية ثقافية عميقة شديدة التعقيد تجعل جسد المرأة وعمرها محل مساومة ومراقبة( بدون أي منطق أو مبرر حقيقي)، كما لو أنها شيء أو مادة تُستهلك لا إنسان يُختار بإرادة....... المشكلة أن الكثير من النساء يتبنين هذه الرؤية دون وعي، فيصبحن سجينات "خوف المقارنة" بدل أن يعشن اختياراتهن بحرية، ثم يكرسن بقية حياتهن للدفاع عن اختيارات لم يخترنها أصلا.

هنا السؤال الذي يجب أن يُطرح:

علاااش ...........

لماذا يُمنح الرجل حرية التجريب والاختيار دون قيود، بينما تُحاسب المرأة على كل خطوة .... حتى على عمرها وتوقيتها العاطفي وكأنها تمثل شرف المجتمع بأكمله؟ وكيف يمكننا أن نعيد صياغة علاقتنا بالعمر والزواج بعيداً عن هذه الازدواجية السامة؟