في الكثير من الثقافات العالمية يُنظر إلى خيانة الرجل كـنزوة، خطأ عابر ، بينما يُنظر لخيانة المرأة كـفضيحة أخلاقية لا تُغتفر، وبينما المجتمع يعطي للرجل عشرات الفرص للتحسين من نفسه والتوبة عما يفعله، ويلتمس له الأعذار، لا يفعل نفس الشيء مع المرأة، فالمرأة لا يتم إعطاءها أي فرصة لتصحيح خطأها في حال تم كشفها.

المرأة الخائنة تعبتر عار على كل العائلة، وحتى الي الحي الذي تسكن فيه، بينما الرجل الخائن يتعبره المجتمع رجل، لعبي، عينو زايغة خفيف- عكس المتزن الثقيل الراسي- بل ويتم تقديمه بصفة توحي بالإيجابية، فيقال " شقي " أو " نسونجي" التي تحمل معاني عدة منها أنه مقبل على الحياة ويحب الجمال واللطف، جنتل، مرغوب وقادر على ملاعبة النساء وخطف قلوبهن بذكاءه وذهاءه......... بينما المرأة، لا يقال عنها رجالية أو عينها زايغة أو شقية ، لااااااا بل يتم وصفها بالشيطانة، سراقة الرجالة، لفعة، وكلام شيء يهين شرفها وكرامتها.

ما زيد الأمر سوء ويدعوا للحنق والغيظ، الأغلبية الساحقة ممن يهاجمون المرأة الخائنة بهذه الصفات هن نساء أصلا، وأغلبية من يدافعون عن الرجل الخائن أيضاً هن النساء، فتجد من الأمور التراجيدية في المجتمع أن المرأة الخائنة تنبذها عائلتها، ويتبرأ منها والديها وأخوتها، أو يتجنوبها على الأقل، بينما نجد أهل الرجل الخائن يعززونه، فتجد أم الزوج الخائن أو أخته - عادة ولا نعمم- تبرر لأبنها ما يفعل وتعيب زوجته (عادة ما يقال أنو زوجته مش كافيته هي لي خلاته يروح لغيرها)، بل وتساعده وتدعمه ماديا، وترقع مصائبه، وتسعى دائما إلى أقناع زوجته بالصبر عليه وتقبل شخصيته، بدعوى أنها نزوة وحتعدي، وأنه لم يكبر شوي رح يهدأ، وغير ذلك من أنواع الترقيعات.

هذا التناقض ليس عفويًا، بل له جذور أنثروبولوجية وتاريخية عميقة، نريد أن نعرفها معكم، شاركونا رأيكم في أسباب هذه الظاهرة؟