في عالمٍ معقد يتناقض فيه الحقائق بالأوهام، وتتشابك الواقعية بالتصورات المتخيلة، يُطرح تحدٍ كبير أمام البشر وهو التمييز بين الحقيقة والوهم.

من الواضح أن هذا الأمر يمثل تحديًا حقيقيًا بالنسبة لمجموعة من الناس الذين يتعاملون مع الوهم على أنه حقيقة واقعية، مما يجعلهم يرون الأمور بطريقة مختلفة عن الواقعية التي يعتمدها الآخرون.

أعتقد أننا عندما نتعامل مع أصحاب هذه الآراء المتطرفة أو المتشددة، قد يكون من الصعب علينا تقبل وجهات نظرهم حيث يميل هؤلاء الأشخاص إلى تفسير الواقع وفقًا لآرائهم وتصوراتهم، ويمكن أن يكونوا على استعداد لتجاوز الحقائق الملموسة من أجل دعم مواقفهم الشخصية.

وفي هذا الصدد أذكر لكم تجربتي مع صديق مقرب لي تُسلط الضوء على هذا النقاش الدائر بين الحقيقة والوهم. كان اسمه محمد، وكانت وجهات نظرنا دائمًا تختلف في أمور عديدة، ولكن أبرز تلك الاختلافات كانت حول فكرة التمييز بين الحقيقة والوهم.

كنت أنا أؤمن بأن الحقيقة تتجلّى فيما يحدث بالفعل، وأنه يجب الاعتماد على الحقائق الملموسة والأدلة الواضحة. بينما كان محمد يفضل التفكير في أفكاره المتخيلة والتطلعات المستقبلية، حيث كان يعشق التفكير في أمور غير ملموسة.

هذه الاختلافات في وجهات نظرنا كانت تظهر بشكل واضح خلال مناقشاتنا حول المواضيع المختلفة، بما في ذلك موضوع ساري الطرح آنذاك وهو تأثير التطور التكنولوجي على المجتمع. كنت أنا أركز على الواقع الحالي والتحديات التي نواجهها، بينما كان محمد يتحدث عن تطور تكنولوجي مذهل يمكن أن يحدث تحولًا كبيرًا في المستقبل.

تأكدت يقيناً حينها أن الحقيقة ليست دائمًا واضحة ومحددة بشكل قاطع، بل قد تختلف بناءً على وجهات النظر والتجارب الشخصية.

فهل هناك حقيقة مطلقة نعتمد عليها لتمييز الواقع عن الوهم؟ أم أن التمييز بينهما يعتمد على منظورنا الشخصي وتجاربنا الفردية؟ وهل يمكن للوهم أن يكون أحيانًا جزءًا من الحقيقة التي نعيشها؟