في عصرنا الرقمي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، وأصبح الحب واحدًا من أكثر المشاعر تداولًا فيها. الحب على السوشيال ميديا له طعمه الخاص؛ فهو سريع، جذاب، ومتوفر على مدار الساعة، لكنه غالبًا ما يكون هشًا وغير مستقر رغم انه يمنح الإنسان شعورًا بالاهتمام والانتماء. رسالة قصيرة، لايك، تعليق، أو مشاركة صورة تحمل رسالة رومانسية، كلها أمور تمنح القلب دفئًا مؤقتًا. كما أن هذا النوع من الحب يتيح للناس التعبير عن مشاعرهم بسهولة، خصوصًا لأولئك الذين يجدون صعوبة في التواصل وجهاً لوجه. لكن وراء هذا الجمال تختبئ المخاطر. العلاقات الرقمية غالبًا ما تكون مبنية على الصورة والخيال أكثر من الواقع. يمكن للرسائل الجميلة أن تخفي نوايا غير واضحة أو شعورًا مؤقتًا. وفي بعض الأحيان، يتحول الاهتمام السطحي إلى تعلق عاطفي قوي، مما يسبب الألم عند أول غياب أو تجاهل.
الحب في السوشيال ميديا: بين الوهم والحقيقة
الحب على السوشيال ميديا له طعمه الخاص؛ فهو سريع، جذاب
هذا ليس حبا بل اهتمام، وهذه المشكلة الكبرى أن نرى الرسالة أو اللايك أو المدح حب، وهذا مختلف عن ذاك تماما، الحب أعمق بكثير من ذلك، حتى اللايك ما هي إلا إعجاب بما تقوله أو تنشره لكن لا ترقى أبدا لحب، الحب يحتاج لمواقف وتجارب، لذا المشكلة في من ينظر لهذه الامور على أنها حب ليس أكثر.
اتفق تماًمًا معكِ في هذا، فالحب يحتاج إلى حياة وتعاملات واقعية، وهذا مجرد نص من مقال طويل كتبته عن الحب الوهمي الذي لا يمكن البناء عليه والواقعي الذي يسير وفق ضوابط شرعيه،
لكن هذه ظاهره والكثير منغمس فيها والمرعب أن الجميع يمثل الحب وفي النهايه يصدق البعض ذلك ويدخل في نوع من الحزن والكآبه، وهذا شي مخيف جدًا أن يكون فئة كبيره جدًا تعيش في عالم منفصل عن الواقع وتسيطر عليه مشاعر وهميه وذلك عند الشباب الصغار وما دفعني للكتابه هو ما سمعته ورأيته من أنتشار لهذا الحب الوهمي .
ما كتبتهِ يلامس حقيقة نعيشها جميعًا، لكنّي أرى أن المشكلة أعمق من مجرد «حب» على السوشيال ميديا. في الواقع، الحب الحقيقي ليس له علاقة بالآخرين بقدر ما له علاقة بنا نحن. ما نسمّيه حبًا في منصّات التواصل غالبًا لا يتجاوز كونه انعكاسًا لرغباتنا الداخلية، ومحاولة لملء فراغ لا يملؤه حضور أحد.
نظن أننا نبحث عن نصفٍ يكملنا، بينما الحقيقة — كما يشير إليها بعض الفلاسفة الروحيين — أن الإنسان لا يكتمل إلا حين يعود إلى ذاته أولاً. كثير مما نفعله باسم الحب هو في جوهره هروب لطيف من مواجهة أنفسنا، وإهدار لوقت وطاقة كان يمكن أن تقودنا إلى وعي أعمق وتجربة أصدق.
فالحب الذي يعتمد على ردّ فعل من الآخر، على رسالة أو «لايك»، يظل هشًّا لأنه قائم على شيء خارجنا. أما الحب الذي يولد من الداخل، من صفاء الوعي واتزانه، فهو الوحيد الذي لا يهتز بظهور أو غياب.
كم اتمنى ان تعرف البشرية معنى الحب بالمعني الذي ورد في كتاب الحكيم اوشو "من الجنس الى الوعي الخارق" .. كانت معظم مشاكلنا اتحلت ..☺️💪☺️
لكن الحب الحقيقي لا يكون سريعًا ولا بهذه الطريقة أبدًا، ربما يمكن اعتبار ذلك نوع من الإعجاب أو الافتنان بشخص أو بفكرة الاهتمام عامةً وأن نجد من يستمع إلينا ويهتم بنا ونجده بجوارنا في أي وقت حتى ولو برسالة قصيرة، كما أن هذه العلاقات تكون في الغالب قائمة على افتراضات خيالية أكثر من الواقع ووبناء الشخص صورة معينة للطرف الآخر في مخيلته اعتمادًا على بعض الصور والأفكار ثم مع عدة تعاملات يصطدم بالحقيقة.
اعتقد مفهوم الحب لا يتناسب مع كلمة هش او ضعيفا ، اذا كانت هذه الصفات موجودة ولا يسمى حب ، لا اعترف نهائيا بالحب في السوشيال ميديا ، وحتى لو كان الطرفان يعرفان بعضهم في الحقيقة وقرر ان يتواصلو اكثر رقميا تظل العلاقة وجها لوجه هى المقياس الحقيقي لمفهوم الحب والترابط فيما بينهم ، معزم مشكلات الطلاق حاليا هو الكلام المزين في فترات التعارف والخطوبة وعند المواجهة الحقيقية يشعر الطرفان انهم لا يعرفون بعضهم البعض ، في الحقيقة الصفات السيئة والعيوب خرجت في هذه اللحظة لانها لحظة التواصل الفعال ، لكنهم ليس سيئين هما مخطئين في طريقة العلاقة وتقويتها ،
لذلك لا اؤمن بفكرة الحب الرقمى او حتى الاعجاب ما لم توثق في الحقيقة اكثر .
أرى الحب على منصات التواصل الاجتماعي غالبًا غير حقيقي لأنه يعتمد على المظاهر فقط الرسائل واللايكات والتعليقات تمنح شعور مؤقت بالاهتمام لكنها لا تعكس مشاعر صادقة وغالبًا تسبب خيبة أمل عند أول تجاهل الحب يحتاج تواصل مباشر وصدق في الواقع وليس مجرد شاشة الهاتف. الاعتماد على الحب الرقمي يجعل الشخص يعتمد على الاهتمام الافتراضي بدل بناء علاقات حقيقية تساعده على النضج العاطفي والسعادة المستمرة
شخصيا أشعر أن الحب على السوشيال ميديا يشبه الضوء الذي يلمع بسرعة ويختفي بالسرعة نفسها، فيه جاذبية وفيه دفء لكن لا يمكن الاعتماد عليه ليكون مصدر دائم للأمان. وهذه العلاقات غالبا ما يغذيها هو الحرمان العاطفي. ربما المشكلة أننا أصبحنا نركض خلف الاهتمام السريع لأننا نخشى الوحدة، فنمنح مشاعرنا لمن لا نعرفهم حق المعرفة
هذا ليس حبًا حقيقيًا، بل أشعر أنه شيء ثقيل الظل يجبرنا على الرد دون أن نرى تعابير الوجوه أو نسمع نبرة الصوت، ولا نعلم ما إذا كان حديثنا مرحبًا به بالفعل، والرسائل تتحول أحيانًا إلى واجب أكثر منها تعبيرًا عن مشاعر صادقة، وكأننا نتفاعل مع نصوص مجردة بدل أن نتواصل مع شخص حقيقي.
الكثيرون يقرأون الرسائل من الخارج ويؤجلون الرد، كأنها عبء لا بد منه، فتفقد العلاقة طبيعتها الحقيقية، ويصبح التفاعل مجرد روتين خالٍ من الدفء، والاهتمام الظاهر على الشاشات لا يعكس بالضرورة حضورًا أو اهتمامًا حقيقيًا، مما يجعل الحب الرقمي هشًا ومجهدًا أكثر من كونه مبهجًا.
التعليقات