خلال امتحانات الثانوية العامة التي أُجريت في مصر مؤخرًا، قام أحد مراقبي الدور بمغادرة مكان عمله والذهاب مسرعًا إلى منزل إحدى الطالبات التي لم تحضر إلى الاختبار في هذا اليوم في أول ساعاته. يقول إنه كان يلاحظ انتظام الطالبة في حضور الاختبارات السابقة، ولكنه لم يرغب في أن يفوتها هذا الاختبار الذي قد يؤثر تغيبها عنه على القادم من حياتها سلبًا.؛ فقرر أن يذهب إلى منزلها، وبالفعل حين وصل وجد أفراد العائلة جميعهم يغطون في نوم عميق، واستيقظت الفتاة مسرعة لترتدي أول شيء تجده أمامها وتذهب ركضًا إلى لجنة الاختبار.
الموقف الذي رواه بطل القصة بنفسه أثار تعاطفي وإعجابي بسرعة بديهته وحرصه على مصلحة الطالبة المسكينة، ولم أكن وحدي من نظرت للموقف من هذه الزاوية؛ فعلى المنشور الأصلي لصاحب القصة ما يقارب من 15 ألف إعجاب من أشخاص يعدون هذه الإنسانية في نظرهم. إلى أن تفاجأت بأن هناك آخرين ينظرون للأمر من زاوية أخرى، ويتهمون الشخص بعدم الإحساس بالمسؤولية والتخلي عن الدور الحقيقي له لأجل دور ثانوي. فلنتخيل أنه ذهب لإيقاظ الطالبة، ووقعت حوادث غش في عدم وجوده!
يعني لو أسقطنا هذا بحياتنا قد يقع أي منا في منصب يتطلب المسؤولية ويتعرض لمواقف قد تتطلب الإنسانية، ومنا من يلتزم بمسؤولياته أولا كونها قد تتأثر بمبادىء الإنسانية، وآخرين قد يفعلوا حتى لو تأثرت مسؤولياتهم قليلا.
أثار هذا الموقف فضولي لمعرفة الحد الفاصل بين كل من المسؤولية والإنسانية؛ فمتى تتعارض المسؤولية مع الإنسانية من وجهة نظرك؟
التعليقات