عندما كنت في الجامعة كان واحد من الأساتذة كثيرا ما يعلق على تأخر طلبته عن دخول الساعات الصباحية الأولى، ويقول إنكم جيل ينام ولا يشبع، وقاد كان لي حديث معه بعد ذلك عن كيفية تحضيره للبحوث الأكاديمية، وكيفية تنظيم وقته، فقال أنه ينام من ثلاث الى أربع ساعات ثم يستيقظ قرابة الساعة الواحدة او الثانية فجرا، فيبدأ في البحث والكتابة والعمل، للصراحة كان الأمر مدهشا بالنسبة لي فأنا شخص لا ينام أقل من سبع ساعات إلا فيما ندر، ومع ذلك يبقى شعور التعب يصاحبني طول النهار.

في رمضان يصبح الجسم أكثر هشاشة واضطرابا، بفعل التغيير المفاجئ في ساعات النوم، وكيفيته، فأنام ستة ساعات كأني لم أنم أصلا، والأمر يزيد سوء كلما تقدمت أيام رمضان وتراكم علي التعب، لكن قصة الأستاذ دائما تتكرر في عقلي، كيف يستطيع هو أن ينام 3 ساعات، بينما أنام نصف يومي تقريبا دون طائل؟ وكيف احسن نومي وكيف أعيد اعداد ساعتي البيولوجية وفق ما يخدم مصلحتي؟

يبدوا أن بعض البحوث العلمية كذبت علينا، أو على الأقل لم تعطينا الحقيقة الكاملة للنوم، بعد مراجعة تاريخ الأديان والممارسات الطقسية سوف نلاحظ أن كل من وهبو حياتهم للدين والتعبد أو للحكمة والمعرفة، أو للاستنارة والشامانية، وهم كثر جدا، كانوا ينامون 3الى4ساعات فعلا، لم يكن يُعرف عن راهب أو ناسك أنه كان ينام 6 ساعات، ضف على ذلك أن لكل مكان طبيعته، والبشر ليسوا من طبيعة واحدة كما نعتقد، ولاختلاف الأعمار والأجناس دوره أيضا في تحديد ساعات النوم .

إذا كان الراهب البوذي والهندوسي والمعتكف والصوفي، والمغامر، الباحث، يستطيع أن ينام أقل من ربع ليله، فلماذا لا نستطيع نحن؟

السبب راجع الى أمرين: الأول هو تثيت الساعة البولوجية على عدد معين، والثاني هو الاعتقاد بوجوب نوم عدد طويل من الساعات للشهور بالاكتفاء وهذا نوع من النبوئات المنطقية الخطيرة، سنلاحظ قدرتنا العجيبة على النوم لساعتين فقط عندما يكون لدينا امتحان أو سفر أو عمل مهم جدا، وهذا يعني أننا قادرون على ذلك فعلا.

من أجل حل مشكلة تثيت الساعة البيولوجية يتنح العلم والمريدون والنساك على السواء بضرورة الصوم، لأن الصوم هو وحده من يقوم بفرمطة الساعة البيولوجية القديمة وترسيخ الجديدة التي نريدها.

في رأيك ماهو عدد الساعات المناسب للجسم بغض النظر عن ما يقوله العلم؟ماهو عدد ساعات نومك اليومي ؟ هل يمكن للإنسان الطبيعي أن يستمر في النوم لمدة ثلاث ساعات مدى الحياة دون أضرار؟