قدرة شعب على صنع الكوميديا تعني تميزه بسرعة البديهة

 ما الذي يجعل بعض الأشخاص قادرين على الإضحاك، وبعضهم لا يمتلك هذه المهارة، وما الصفة الحقيقية التي تميّز الأولى عن الثانية؟

استعملتِ كلمة القدرة، وهذا جيد يا رغد، فالإضحاك هي مهارة بالفعل،أي أنها سلوك قابل للإكتساب والتدريب وليس فقط مجرد موهبة قد يولد بها البعض او لكاريزما معينة فيهم.

يختلف المهتمون بهذا الموضوع في تحديد الطريقة الاساسية في اكتساب هذه المهارة لكنهم يتفقون على مجموعة مقاط أساسية وهي أن الاضحاك هي مجموعة حيل نفسية ولغوية توقع عقل المستمع في حيرة،تلك الحيرة والاختلال الوقتي في عقل المستمع تجعل العقل يستعمل الضحك كحيلة دفاعية لحماية نفسه .

بعض الحيل التي تجعلنا قادرين على الاضحاك مثل:

- خلق تعبيرات متضاربة ومتناقضة في جملة واحدة مثال جزائري ( اقعد واقف هو مثال مضحك للاشخاص الذين لا يتكلمون الدارجة الجزائرية، معناه ببساطة قف!)

- خلق تون ورتم موسيقي في الجملة.

- مفاجأة العقل في وقت غير متوقع بكلمة غير متوقعة، وهذا ما يفسر سبب الضحك الهستيري للاطفال في الاشهر الاولى من حياتهم بسبب عدم توقعهم للاشياء ، فيمكن ان يضحك الطفل لدقائق فقط لأن احد يرمش بعينيه بسرعة أمامه او يصدر صوت جديد.

-التكلم برتم مدروس، بحيث يتم وضع سكتات داخل الكلام يعطي نوع من الغموض ويلفت الانتباه للمستمع ....

لقد قابلت نوعين من الناس تستطيع إضحاك الآخرين وهما : الذكي ، و التافه

الذكي يكون سريع البديهة ويستطيع تحويل الكلمات والتصرفات لمادة مضحكة قد تنتج عن سعة معرفته وادراكه وأن لديه محتوى غني لربط الأشياء ببعضها. بينما النوع الآخر هو النوع لاكثر انتشارًا والذي يعتمد على التهريج والحركات البهلوانية سواء في وجهه أو جسده من اجل إضحاك الآخرين. بالنسبة لي لا أفضل هذا النوع وأشعر أنه مبتذل فلا أحد يستحق أن أسخر من نفسي لكي يضحك إلا الاطفال .

الكوميديا تعبر عن سرعة بديهة كما أوضحتي وتعبر عن جرأة في التعبير، أعتقد أن الكوميديا أو موهبة الاضحاك نابعة من تقبل كل جوانب شخصيته في الأساس واستخراج ما يمكن أن يثير الدهشة من كل جانب.

ويدل كذلك على أن الشخص مبدع

أحيانا يتم استخدام النكات لقياس مهارات التفكير لدى الاطفال حيث لا يضحك إلا من كان ذكيا

أعجبني أحد العروض المسرحية ”ولاية بطيخ“ حيث يتم تقديم عرض مختلف كل يومين يقدمون محتوى هادف بشكل يبعث على الضحك ومن قبل كل الممثلين .. أحيانا يتفاعلون مع كلام الجمهور برد كوميدي ومبهر

قارن هذا بمسرحية تكون مملا في العروض الأولى وخلال أعوام يتم تحديث النص واضافة النكات مع النص من قبل شخصية كوميدية رئيسية واحدة

الفكاهة تعني أي اتصال بشري يجعل الناس يضحكون أو يشعرون بالسعادة، حيث إنها قدرة أو جودة الأشخاص أو الأشياء أو المواقف على استدعاء مشاعر التسلية لدى الآخرين.

وحس الفكاهة لا يعني حفظ النكات وإدخالها في المحادثات، بل هو القدرة على التحدث بشكل طبيعي بطرق إبداعية ومسلية.

وبشكل بسيط يمكن القول أن حس الفكاهة يمثل القدرة على إدراك المرح حتى في أكثر لحظات الحياة قسوة.

أعتقد أنها جينات وراثية تتوارثها بعض الأسر , والأجمل من ذلك قد تكون مهارة مكتسبة فى شعب كامل مثلاً كالشعب المصرى وهذا ينم عن ذكاء إجتماعى كبير جداً على النقيض الكثير من الشعوب بهم الكثير من المزايا لكن عند حس الفكاهة تجدهم كقطعة من الثلج لذلك لو تعرضوا لأقل المشاكل لا يتحملوها لافتقادتهم لحس الفكاهة والمرح .

قرأت في مرة معلومات غريبة تتعلق بالشخص الكوميدي، أول معلومة أن الشخص الكوميدي لديه كاريزما من نوع خاص، وثاني معلومة أن بإمكانه إضحاك الجميع ومن الصعب إضحاكه، وأخر معلومة أن الشخص الذي يسعد الآخرين هو في الأغلب شخص حزين.

كل المعلومات التي قرأتها اكتشفت أنها صحيحة بالفعل بعد ملاحظتي لأنواع مختلفة من البشر لديها مهارة إضحاك الآخرين، ولكن لأجيبك على سؤالك

ما الذي يجعل بعض الأشخاص قادرين على الإضحاك

الإجابة هي تلقائيتهم يعني كلامهم طبيعي وتعليقاتهم الساخرة عفوية، وهذا هو ما يميزهم؛ فلو قلتِ شيء بغرض إضحاك الآخرين -عن قصد- ربما ستفشل مساعيكِ في حين أن أغلبهم يقولون تعليقات وعبارات وحتى كلمات في نصف الحديث لا يضحكون عليها ولكنها تُضحك الآخرين.

اعتقد انها نوع من انواع الشخصيات يولد أناس معينون بها كنوع من انواع الموهبة واعتقد انه من الصعب اكتسابها لمن لم يوهبها.

واذكر في هذا الشأن صديقا لي رهيب في ردود فعله ففي اجزاء من الثانية يستطيع ان يحول الروح الكئيبة المسيطرة على المكان الى حالة من الضحك الهستيري للجالسين جميعا وليست فكاهاته سمجة او مبتذلة بل انها تكون رائعة و مبتكرة جدا.

اظن انها نوع من سرعة البديهة كذلك

يحتاج الأمر إلى أكثر من سرعة البديهية أن يكون الشخص من الأساس مرح خفيف الظل، وبالتالي عندما يرتجل موقف كوميدي تجد نفسك تضحك حتى وإن كان الأمر غير مضحك من الأساس. على عكس من لا يتمتع بهذه الصفات فهو وإن ارتجل موقف مضحك بصورة عظيمة، ولكن أداءه للأسف غير متناسب أبدًا مع الموقف. فلنلقي نظرة مثلًا على ممثلين كإيمي سمير غانم، أشرف عبد الباقي، سعيد صالح - رحمه الله - أحمد حلمي، وغيرهم لا أحد يمكن الاختلاف عليهما من حيث قدرتهم على اضحاك الجمهور. في المقابل ستجد مئات الأشخاص الذين حاولوا لعب أدوار الكوميديا ولكن فشلوا لدرجة جعلتني لا أذكر اسم أيًا منهم في هذه اللحظة.

برأيي أنّ القدرة على إضحاك الآخرين "مهارة" تستحق الوقوف عندها

وهذا ما يجعل الفنانين الكوميدين قلة، في أحد الحصص تتحدث عن الفنانين وتقوم بتقيمهم قال أحد المقيمين أن إضحاك الجمهور أصعب بمراحل من إضحاكه ولهذا الفنان الكوميدي يعتبر صاحب قدرات فنية أكثر من فنان الدراما أو غيره من الممثلين.

إضحاك الجمهور يحتاج ذكاء وقدرة تعبيرية وجسدية كبيرة لكن أحزانه فقط استحضر موقف صعب يحصل في الحياة اليومية وسيسهل عليك إدخاله في الدراما والحزن.

العبرة هي رغبة ،ماذمت تملك رغبة فأنت تستطيع أن تفعل مستحيل لأجل شخص وحتى بيئة التي تعيش بها