أغلبنا لا نعرف ما يمكن أن يجعلنا سعداء حقًا. فأحيانًا نتوقع أن السعادة ستأتي بتحقيق إنجاز محدد أو الوصول لثروة محددة أو شراء سيارة أو شقة جديدة، ولكن حين نحقق بعض من تلك الأهداف أو جميعها، نجدها لم تُعطِنا السعادة التي توقعناها، بل تعطينا إياها لفترة محددة قبل أن تضمحل سريعًا.

حتى في التعامل مع مشاعرنا اليومية، وحين نشعر ببعض الحزن أو الملل، قد نتجه مثلًا لإحدى مواقع التواصل الاجتماعي اعتقادًا منّا أنها ستجعل شعورنا أفضل، ولكن غالبًا ما نكتشف أن شعورنا بعدها قد ساء بدلًا من ذلك.

لماذا نسئ لتلك الدرجة توقع ما يمكن أن يجعلنا سُعداء حقًا؟ في دورة تدريبية على كورسيرا بعنوان عِلم الرفاه الذاتي، تذكر عالِمة النفس لوري سانتوس ثلاثة أسباب لذلك:

1. تكيُّف المتعة: عقولنا مُصممة للتكيُّف مع أي حدث يحدث. فحين نحقق نجاحًا ما أو نشتري شيئًا جديدًا، فإن مستوى سعادتنا يرتفع بشكلٍ كبير (خاصةً لو كان هذا الشئ غير متوقع) وبمرور الوقت ينخفض تدريجيًا حتى يعود للمستوى المألوف حيث يصبح الوضع الجديد عاديًا بالنسبة لنا.

2. ‏التفكير في الفرصة البديلة counterfactual thinking: هل لاحظت من قبل في مختلف المسابقات أن الحاصل على البرونزية (المركز الثالث) يكون أكثر سعادة من الحاصل على المركز الثاني؟ هذا بسبب التفكير في الفرصة البديلة؛ فصاحب المركز الثالث كان أمامه خيارين: إما الحصول على ميدالية أو عدم الحصول تمامًا، أما صاحب المركز الثاني فكان تفكيره محصورًا بين المركزيّ الأول والثاني (وحصل على المركز الأقل) فكان أقل سعادة. وباختصار: نحن نفكر في الشئ الذي كان يمكن أن يحدث، فحتى إن حققنا شيئًا كبيرًا فنحن نفكر فيما إن كان يمكن أن نحقق أفضل من ذلك.

3. المقارنة الاجتماعية: نحن نفكر دائمًا بشكل نسبيّ. حين نحقق شئ ما فنحن نفكر: هل مَن حولنا حققوا أقل منّا أم أكثر؟ ذلك أننا نرغب دائمًا أن نكون في مكانة أكبر ممن حولنا.

ماذا عنك، كيف تحدد الشئ الذي إذا فعلته سيجعلك سعيدًا لأطول فترة ممكنة؟ وكيف تزيد من فترة سعادتك بتحقيق إنجاز ما أو شراء شيئًا جديدًا؟