منذ عدة أيام أثناء تصفحي لأحد مواقع التواصل الإجتماعي، وجدت صورة لفتاة في حفل خطبة في الشارع، وعليها تعليقات ساخرة، لم أهتم بالموضوع في هذا الوقت .
مر يومين تقريبًا، ووجدت صورة هذه الفتاة تحت خبر فسخ خطبتها بعد التنمر عليها، ثم قابلني فيديو للفتاة تتحدث، لتكون هذه الفتاة تركت أثر داخلي لن أنساه في حياتي .
على لسان الفتاة أنها في عمر ال ٢٣، وكانت هذه الصور من خطبتها، ولا تعلم من الذي نشر الصور على موقع التواصل في حين أنها لم تملك حساب عليه من الأساس، وتفاجئت بالأمر عندما اصبح الجيران يتلامزون عليها دون أن تعرف السبب، حتى أخبرها بعضهم ان صورها تتصدر موقع التواصل الاجتماعي، وقرأت التعليقات التي انهالت على الصور من السخرية على ملابسها ومكياجها وشعرها دون معرفة أدنى ظروف هذه الفتاة .
تطور الأمر بين الرجال حتى أصبحوا يعايرون خطيبها الذي قال على لسانه ان رجولته جعلته لا يحتمل هذا الأمر فقام بفسخ الخطبة كي لا يقترن اسمه بها بعد هذا التشهير .
مجرد صورة وتعليقات، حولت سعادة هذه الفتاة إلى حزن ودموع حبيسة في عينها، لن انسى نظرتها الحزينه، بعد صورها الضاحكة .
في كواليس الصورة، فتاة فقيرة، اختارت الملابس التي رأت أنها جميلة في حدود امكانياتها، وصففت شعرها ووضعت مساحيق التجميل عند أحد جيرانها التي لا تفقه في صيحات الموضة، ولكنها فعلت ما بوسعها لإسعاد العروس، الصور كانت جميلة، لو كنا نظرنا لها من زاوية أخرى، وهي من جهة السعادة والفرحة التي كانت تبدو عليها .
انها لم تعد مواقع تواصل اجتماعي، بل إنها أصبحت مواقع القهر الإجتماعي!
في رأيك ما هي الطرق التي يمكن أن نستخدمها للحماية من مثل هذه التريندات التي تمثل خطر لمستخدمين السوشيال ميديا؟
التعليقات