الجندي هو موظف بمكتب سناء لا يكف عن تفحصها ومحاولة استمالتها بالكلام الغير لائق وحين تشجعت ورفعت ضده شكوى لمدير الإدارة قابل المدير الأمر بالضحك! وحين وجدها منزعجة حدثها حديثًا أبويًا ثم وبخها على صيغة الشكوى، وحين تكررت الشكوى ومَثل الموظف أمام المدير أقسم أنها هي من "تشاغله"! فسناء هي موظفة ضمن خمسة موظفات تم تعينيهن في مصلحة يعمل بها الرجال فقط منذ إنشائها، ومنذ اليوم الأول بدأت نظرات الاستغراب من الرجال الذين تركوا مكاتبهم واجتمعوا يتمازحون بشأن الوضع الجديد ويلقون بالنكات، ومكاتبهن الجديدة وضعت بجانب أبواب غرف العمل ليتم صفعهن كلما فُتح الباب! ثم هناك النظرات الفاحصة لكل واحدة فيهن والتهامس لاختيار أيهن الأجمل!
فلماذا لا يتم معاملة الموظفة كالموظف؟! فبدلًا من أن يُنظر لجسدها ويتم التفكير فيما إن كانت مرتبطة أم لا يجب التفكير في عقلها وهل تستطيع القيام بالعمل أم لا! وإعلانات التوظيف التي تطلب "آنسة حسنة المظهر"! نرغب منهم بتوضيح ما العلاقة بين المظهر والقدرة على العمل! ويجب وضع حد لتعرض النساء للتحرش حتى داخل العمل وأنها إذا قامت بالشكوى قد لا يُتخذ إجراءً حقيقيًا أو قد ينتهي الأمر كما حدث مع سناء باتهامها هي!
هذه الرواية التي كتبها يوسف إدريس نُشرت عام 1962م أي منذ حوالي 63 عامًا وما زالت مُعظم أحداثها مستمرة وتحدث للآن، فالتمييز ضد المرأة بالعمل كان وما زال موجودًا بالرغم من اختلاف الزمن، فما زال يتم النظر للنساء على أنهن أقل درجة في العلم، الكفاءة، الإتقان وغيره! وهناك وظائف وأماكن يكون راتب المرأة فيها أقل من الرجل حتى وإن كانا يقوما بنفس العمل!
التعليقات