هذا الكتاب تحديدًا من أكثر الكتب المقربة لقلبي، لأني احتجته كثيرًا في فترة هامة من فترات حياتي، فترة الوعي بما كان، لكي أحدد كيف سأكون.

يتحدث الكتاب عن صدمات الطفولة، الإساءة الأبوية بأنواعها واختلاف درجاتها والتي سببت تشوهات في الأجيال الناشئة، كيفية التعافي من الآثار، والخروج للحياة مرة أخرى، ويسرد في تفاصيله حكايات وحالات متأكدة أن منها ما يمسنا جميعًا.

في بدايات الكتاب كان أكثر ما علق بذهني حديث الكاتب عن أن الحب والقبول من الأبوين أهم بكثير من التربية، لأن الإنسان بداخله كل الآليات التي تساعده على أن ينشأ وينمو، هو فقط بحاجة للظروف المناسبة لذلك مثله كمثل النبات تمامًا، وهنا عندما نتحدث عن الظروف نقصد بها الحب والمشاعر الأبوية ليس أكثر، وجاء وصف ذلك في الكتاب نصًا:

وهنا لا نتحدث عن التربية أو تعليم المهارات لهذا الطفل لكي يجابه العالم، فالطفل ليس لوحًا أبيض فارغًا يكتب فيه الأبوان والمجتمع الأول ما يشاء، فالأب والأم لا يعلمان ابنهما شيئًا في الحقيقة، إنما كأننا نتحدث عن (برعم) أو عن (بذرة) تحمل بداخلها كافة إمكانات (الشجرة)، فقط تحتاج لتربة خصبة وبعض السماد وماء الري لنمو تلك الإمكانات منها...... والأبوان لو لم يفعلا شيئًا سوى توفير الحب الصحي والقبول وكف أذاهما؛ لكان الناتج أفضل كثيرًا وأكثر راحة وإتساقًا داخليًا من منتوجات المحاولة الشائهة للكتابة بالإساءة على لوح أبيض يظنان أنهما يمتلكانه.

فإلى أي مدى تتفقون أو تختلفون مع هذا الأمر؟ أيهما أهم لنشأة سليمة للإنسان، التربية في مفهومها "الأمر والنهي" أم الحب والعاطفة الأبوية؟ ما أكثر ما يحتاجه الأطفال من بينهما؟