كان لي زميلة في منتصف العشرينات تؤجل شراء حذاء جديد رغم تمزقه لأنها ترسل مبلغًا شهريًا لوالدتها لمساعدتها في مصاريف المنزل تعمل في أكثر من وظيفة بدوام جزئي وتعيش على الحد الأدنى تُخفي تعبها وضعفها حتى لا تُقلق والدتها وتستمد صبرها من حبها لها وشعورها بالواجب تجاهها لم يكن ما تفعله بطولة ولا دراما بل كان امتدادًا لما يفعله كثيرين من حولنا أولئك الذين يضعون أنفسهم في المرتبة الأخيرة فبر الوالدين ليس محل نقاش لكن البر لا يعني أن نحرق أنفسنا أن نستدين لنمنح أن نؤجل احتياجاتنا الأساسية فقط لنبدو أمامهم أبناء صالحين كثيرون يعيشون هذا الصراع يوميًا بين قدرة محدودة وواجب لا يقبل التأجيل بين قلب يريد أن يعطي وجيب فارغ لا يستطيع رأيت أصدقاء يعملون ليل نهار ويسكتون على تعبهم النفسي والجسدي فقط لأن الأهل لا يعرفون حجم الضغوط وآخرين قرروا أن يضعوا حدودًا فواجهوا صمتًا باردًا أو كلمات قاسية من أقرب الناس شاركونا بآرائكم وتجاربكم الواقعية