هذا السؤال سألني إياه ابني ذو الست سنوات، ولوهلة اندهشت كيف تضع مستر بيست هذا بمقارنة مع إيلون ماسك، ورددت مسرعة طبعًا إيلون ماسك، ماذا يفعل مستر بيست هذا، قال لي بلغته لديه ملايين المتابعين ومشهور جدا ولديه سيارات كثيرة جدا لامبورجيني وفيراري وبورش وتسلا -فابني عاشق للسيارات- وبالنسبة له هذا معيار نجاح لكن إيلون ماسك لديه تسلا فقط، فرددت عليه ببساطة أن مستر بيست يشتري هذه السيارات لكن إيلون ماسك هو من يصنعها. طبعًا هو لم يقتنع ويرى أن مستر بيست أنجح من إيلون ماسك.
لكن مع التدقيق بحوارنا، وجدت أن الأمر يتجاوز مجرد مقارنة بين شخصين مختلفين تمامًا في المسار والتأثير.
فمستر بيست أعاد تعريف القوة الجماهيرية في عصر السرعة من خلال محتوى بسيط ولكن وصل للملايين عبر الترفيه أو حتى المبادرات الخيرية التي يقوم بها، بينما إيلون ماسك يمثل القوة الكلاسيكية التي تغيّر الواقع الصناعي والعلمي من الجذور. الصورة التقليدية التي اعتدنا عليها نحن كجيل قديم للنجاح، لكن هذه المقارنة تكشف عن معضلة أعمق؛ هل ما زلنا نقيس النجاح بحجم المصانع التي تُبنى، والاختراعات التي تُطلق، أم أصبح التأثير على ملايين العقول والقلوب نجاحًا لا يقل قيمة؟ فالعالم تغيّر، ومعه تغيرت منصات التأثير، وأصبح بإمكان شخص بكاميرا وأفكار مبتكرة أن يغير واقعًا، كما يفعل صاحب مصنع أو مخترع. لهذا، قبل أن نحكم من الأنجح، ربما ينبغي أن نسأل أنفسنا هل نحن بحاجة لإعادة تعريف مفهوم النجاح بما يناسب هذا العصر؟
التعليقات