أتذكون أحد أفلام الكرتون نسيت اسمها ،بطلها طفل صغير كان كلما كذب ،ازداد طول أنفه أكثرفأكثر،تخيلوا معي لو كنا نملك مثل هذه الصفة ،بينما نكون جلوسا مع أقاربنا والناس كافة ،سيكون من المحرج لنا أن نتحدث حديثا كذبا ،فتزداد أنوفنا طولا ،ونكون في قمة الحرج.سيكون الأمر أفضل من أي جهاز لكشف الكذب موجود بالعالم ،الأمر يبدو للوهلة الأولى مضحكا ،لكنها تقنية كفيلةبردع كل من يحاول الكذب،ويكشف معادن البشر ولكم أن تتخيلوا كيف يصبح مجتعنا من دون هذه الخصلة الذميمة ،التي نعاني منها في زمن المظاهر الخداعة .
ضبطتك أنت تكذب!
بونوكيو، كانت يا حليمة تبدو لي قصة سخيفة للغاية، رغم أن أنفه يزداد طولا، لا اعتقد أنه أمر كافي لنهي الأطفال عن الكذب، صدقي هذا الجيل تبرحينه ضربا ولاتزال أخلاقه صفرا، فما بالك بطول الأنف؛ سيقول لك ولو طال ووصل المريخ سأظل أكذب..
ألا تعتقدين أن قصص الجيل الذهبي لم تعد صالحة وأضحت مجرد خرافة ينبغي أن تتغير لأصلاح هذا الجيل الناشئ؟
قصص الجيل الذهبي كانت أكثر الهاما وعطاءا،ربتهم على الأخلاق السامية والمبادئ، والتي تغيب في كارتون هذه الأيام المشبعة بالعنف وكل أشكال التضليل ،والتي تفسد الأخلاق وتقزم الفكر ، الكارتون ياعزيزتي في جيلنا جيل الثمانينيات، علمنا الشيء الكثير ،أن الخير دائما ينتصر على الشر ولو بعد الحين ،علمنا التشبت بالأمل، علمنا أن نحلم ونحلم حتى نحقق أحلامنا الصغيرة عندما نكبر ،علمنا العشق للوالدين والأرحام والناس كافة،علمنا مساعدة المحتاجين على نوائب الدهر ، والقائمة طويلةوطويلة...
وهذا الجيل لاعلاقة له بجيلنا ،مختلف معنا في كل شيء ،فهو لم يشاهد ما شاهدناه ،ولم يعبر من نفس الطريق الذي عبرناه ،ولم يستوعب ما أصبح لدينا الأن مبادئا وقيما ومسلمات راسخة ،لاتتغير مع الأزمنة ومن هذه السلسلات الكرتونية أذكر لك: الرحالة الصغير،ليدي،سالي،يا صاحب الظل الطويل،زورو،طوم سايير،بيل وسبستيان،صوفي وفيرجيني،الماسة الزرقاء...واللائحة طويلة .
كانوا أبطالا في أذهاننا الصغيرة ،ومرروا الينا رسائل لا تنسى ،من دون أن يبرحونا ضربا أو شتما أو يكسروا رؤوسنا ،فقط بالدعوة الحسنة ، واستنباط العبرة والفائدة مما قدموه لنا.
دمت في حفظ الرحمان .
أعتقد أن الفكرة يا عفاف كانت إسقاط عن القُبح الموجود في الكذب، تخيلي كيف يبدو شكل الشخص مع أنف طويل لا يتوقف طوله بسبب كثرة كذبه، تخيلي أن هذا القبح نفسه هو الشكل الباطني للشخص الكاذب بإستمرار، قُبح وشخصية لا منطقية وغير مقبولة من الأخرين!
،بطلها طفل صغير كان كلما كذب ،ازداد طول أنفه أكثرفأكثر
إنه بينوكيو :)
ولكم أن تتخيلوا كيف يصبح مجتعنا من دون هذه الخصلة الذميمة ،التي نعاني منها في زمن المظاهر الخداعة .
ربما كانت لتنجح هذه اللآلية لكن للأسف لا تطول انوفنا مع الكذب! الأمر يجعل من الكذب طبع آدمي ذميم منتشر وباقٍ. لكن ربما هناك آليات أخرى يُمكننا من خلالها كشف الكذابين!
والحقيقة لدي اليوم من الفارسة ما يُمكنني من اكتشاف كذب البعض في الأحاديث. ماذا أفعل حينها؟ لا شيء! أبتسم بصمت فقط فأنا أدرك أنه يكذب لكن لن ينفعني تكذيبه. فالبعض يستميت في الدفاع عن ادّعاءاته وحججه الكاذبة لدرجة تجعل من حوله يُصدّقه ويتعاطف معه وربما يُبادلنا نظرات اشمئزاز كوننا نطعن في صدقه!
وقد وصلتُ إلى قناعة مفادها ان من يكذب إنما يخدع نفسه قبل الآخرين.. ماذا يجني من ادّعاء أشياء لا تحصل سوى مكافآت وقتية؟
وربما يا حليمة صفة العصر الحالي هي الكذب والخداع! كل ذلك يبدو جليًا أمامنا في كل شيء!
حتى انف بينوكيو لن يحل المشكلة إن فضحهم! فالتلوّن صفة العصر الحالي ويُمكن أن يحتالوا حتى بطول الأنف!
وقد وصلتُ إلى قناعة مفادها ان من يكذب إنما يخدع نفسه قبل الآخرين.. ماذا يجني من ادّعاء أشياء لا تحصل سوى مكافآت وقتية؟
لقد وصفتِ شعوري تمامًا يا سها، فأنا أشعر دائمًا تجاه من يكذب أنه أغبى إنسان على وجه الكرة الأرضية، حيث يعتقد أن من حوله أغبياء تمامًا وستنطلي عليهم كذباته المتتالية (غير المحبوكة في كثير من الأحيان)، حتى أنه من عقاب الله له أن يوهمه بأنه أذكى الناس وأنه بالفعل ينجح دائمًا في تحقيق مُراده بالكذب، حتى يصل إلى مرحل يُصاب فيها بالعمى تمامًا..عافانا الله وإياكم..وقد تعاملت كثيرًا مع أمثال هؤلاء حتى أصبحت أعدّ عدد الكلمت الصادقة من وسط الكذب الذي يخرج من أفواههم..
ينطلبق هنا المثل القائل يا سارة: "حبل الكذب قصير".
فمهما كانت الكذبة محبوكة وتبدو منطقية وواقعية وحقيقية، إلا انه بطريقةٍ ما يجب أن تكون هناك ثغرة لتكشف كذبته وزيف ما يقول ويدّعي!
وفعلًا،، هم يستحقون الشفقة، فهم يظنون أنهم قد خدعوا من امامهم، ولا يخدعون إلا أنفسهم. والبعض منهم لكثرة ما يكذب يُصدّق نفسه قبل الآخرين بل يقتنع ويجزم أن ما حصل حقيقة!!
وقد تعاملت كثيرًا مع أمثال هؤلاء حتى أصبحت أعدّ عدد الكلمت الصادقة من وسط الكذب الذي يخرج من أفواههم..
وكيف كان موقفك منهم؟ هل جرّبتِ يومًا كشف شخص كاذب أمامه لأنه استفزّك بكثرة ما يؤلّف؟!
من خلال المُضيّ في الحياة والاحتكاك بالناس، فأبشركِ أن هذه التقنية التي تُشهِّرُ وتفضح الكاذب 'تقنية طول الأنف' موجودة! قد وصلتُ لقناعةٍ أنه 'ليس كل مرةٍ تسلمُ الجرَّة'، وأن الله يستر عبده مرةً واثنين وثلاثة، فإن استمرَّ في الكذب وصار كذابًا (صيغة مبالغة لكثرة الكذب) سيفتضح أمره ولابد، حتى وإن بذل كل أسباب الخديعة، وإن امتلك كل مهارات المراوغة والغش، فسيُفتضح أمره حتمًا في وقت ما.
بينوكيو هو اسم فيلم الكرتون ، هي تقنية رائعة لو أنها موجودة فأساس الكثير من المشاكل هو الكذب وعندما تشعر بأن الشخص المقابل لك يكذب عليك تشعر بعدم الراحة وقلة الأمان بصورة عامة .
وهنا نتمنى أن نجد جهاز لكشف الكذب بكل سهولة مثلما حصل مع بينوكيو.
تلك القصص أصبحت الآن لاتاتى ثمارها مع الاطفال فى اى شئ فالجيل الحالى يفعل ما يريده والاكثر هو البجاحة فإنه يفتخر بما يفعله.
تذكرت حينما كنت صغيرة، كانت أمى تقول أن من يكذب يتم الكتابة على جبينه كاذب! فى البداية كنت أصدق، وكلما كنت أكذب كانت أمى تكشفنى، وتقول أنها رأت فأسرع إلى المرآة كى أرى، لكنى لا أجد شيئاً!
مع الوقت أدركت الأمر، أمى كانت تفهمنا كثيراً، ببساطة حينما نكذب تعرف هى الحقيقة!
طول الأنف، والكتابة على الجبين ما هى إلا وسائل قديمة كى نشعر ببشاعة الكذب.
لكنها الأن لا تنطلى على أطفال الجيل الحالى!
فهم يفهمون أفضل منا حينما كنا فى أعمارهم، ما سبب ذلك يا حليمة فى رأيك؟
نعم حبيبتي رتاج الحق معك حل مشاكلنا بالرجوع الى دستورنا وديننا ،ففيه الدواء والشفاء كما قال تعالى: واذا تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول...كانت مجرد خاطرة أوقعتها على بني البشر.يا أجمل وردة في بستان حسوب .⚘
التعليقات