ويستمر البحث جاريا عن المفهوم الحقيقي للسعادة ،ويستمر ثلة من الباحثين في خوض هذه المهمة للتنقيب عن منابع السعادة ومراتعها.
السعادة كلمة صغيرة تحمل معاني عظيمة،فهناك جماعة من البشر شدوا الرحال للبحث عنها وبغية تحصيلها ولم يفلحوا .
وأتساءل في نفسي أين غابت عنا كل تلك الرسائل المحملة بالحنين والأشواق.
كانت الرسالة في زمن ليس ببعيد ، وسيلة اتصال متداولة بين الشعوب والأفراد،كانت مليئة بالتحايا والسؤال عن الأهل والأحوال.وكم كانت الفرحة كبيرة عندما كنا نلمح ساعي البريد ، يصول ويجول بالحي لتوزيع تلك الرسائل والطرود،كنا نراقب مروره بفارغ الصبر ولهفة لاستلام رسائل تحمل عناويننا.
أتذكون أحد أفلام الكرتون نسيت اسمها ،بطلها طفل صغير كان كلما كذب ،ازداد طول أنفه أكثرفأكثر،تخيلوا معي لو كنا نملك مثل هذه الصفة ،بينما نكون جلوسا مع أقاربنا والناس كافة ،سيكون من المحرج لنا أن نتحدث حديثا كذبا ،فتزداد أنوفنا طولا ،ونكون في قمة الحرج.سيكون الأمر أفضل من أي جهاز لكشف الكذب موجود بالعالم ،الأمر يبدو للوهلة الأولى مضحكا ،لكنها تقنية كفيلةبردع كل من يحاول الكذب،ويكشف معادن البشر ولكم أن تتخيلوا كيف يصبح مجتعنا من دون هذه الخصلة الذميمة ،التي نعاني منها في زمن المظاهر الخداعة .
أثناء حضوري لقاءا مع بعض الصويحبات ،تم طرح موضوع حول كتاب "مت فارغا"die emtyللمؤلف الأمريكي تود هنري ،الذي استلهم فكرة كتابه،عندما سأل مدير شركة الحضور قائلا: ما هي أغنى أرض في العالم؟ فبدأت الإجابات: بلاد الخليج الغنية بالنفط،وأضاف آخرمناجم إفريقيا الغنية بالأحجار الكريمة ...
ففند المديرإجاباتهم بقوله: بل إنها المقبرة،نعم المقبرةهي أغنى أرض في العالم،لأن ملايين البشريرحلوا اليها محملين بالكثير من الأفكار القيمة، التي لم ترى النور بعد،ولم يستفذ منها أحد سوى المقبرةحيث دفنوا.