أنت طبيب او معالج في مستشفى حكومي، وفرض عليك ممارسة القتل الرحيم وأنت ضد تطبيقه، كيف تتصرف؟
لو كنت طبيب، هل ستطبق القتل الرحيم؟
لا أستطيع وضع نفسي في منصب لست فيه. لكنني قد أظن أن المهنية ستفرض عليّ ممارسة هذا الأمر. علينا أن نعترف بأهمية المهنية في العصر الحالي، وأن تكون لدينا صرامة تجاه هذه المهنية. يجب أن نحل هذه الأزمات الأخلاقية التي بداخلنا قبل الالتحاق بالمهنة نفسها، وبالتالي يجب أن نضع لأنفسنا الحدود والأفكار المناسبة، ونتخذ على أساسها القرار قبل حتى أن نوضع في هذا الموقف. أمّا عن قراري النهائي غير المؤكّد حتى الآن، فهو أنني سأطبّق ما تمليه عليّ وظيفتي.
هل المهنية برأيك يجب أن تتجاوز المبادئ ؟ لنأخذ مثالاً آخر لتقريب الصورة .. تخيل أنك محامٍ يُطلب منك الدفاع عن مجرم ذو نفوذ .. هل ستفعل بداعي ما تطلبه منك المهنة، أم ستنسحب من القضية برمتها لأنها شكلت خطراً على مبادئك ؟
ماذا عن صحفي، تُملى عليه أخبار مضللة من جهات عليا في الصحيفة التي يعمل بها .. هل يُزال اللوم عنه إذا نشرها بحجة أنه يطبق ما تطلبته منه الوظيفة ؟
أرى أن القياس بمعيار المهنية وحده معيار أعوج، بالأخص أننا نتحدث عن مهنة قمة في الإنسانية والأخلاقية .. نتحدث عن الطب !
الطبيب لا يقتل .
ما رأيك ؟
هاذا ماكنت سأقوله تماما، لايمكن أن ندخل المهنة في الأمور الشخصية أو الدينية أو العاطفية، الموت بيد الله وحده ولايمكن لأي شخص أن يجزم عن هاذا حتى ولو كان موت المريض ي أفضل من عيشه نظرا لصعوبة أمره ، لربما يقدر الله له الشفاء بعد أن يعجز الأطباء على شفائه !!!!
ماذا عن صحفي، تُملى عليه أخبار مضللة من جهات عليا في الصحيفة التي يعمل بها .. هل يُزال اللوم عنه إذا نشرها بحجة أنه يطبق ما تطلبته منه الوظيفة ؟
لا اتفق مع هذا ، وظيفة الاعلام تتعرض في مبدأها مع الزيف والكذب، وتتقصى الحقيقة ما يعني ان من يطلب من صحفي نقل اخبار مظللة لا يكون بذلكذ قد طبق ما تتطلبه وظيفة الاعلام .
لكن الامر مختلف تماما في مهنة الطب، فالطب غايته ومبدأه هو تخليص الناس من الألم! والقتل الرحيم هو شكل من اشكال انهاء الألم، معنى ذلك أنه لا يتعارض في شيء مع مبادئ الطب .
في حال طلب مريض ما ان يموت موتا رحيما من طبيبه لكنه لم ينفذ طلبه يكون قد اخلف بقسم ابقراط الذي وعد به عند دخوله مجال الطب .
لكن الامر مختلف تماما في مهنة الطب، فالطب غايته ومبدأه هو تخليص الناس من الألم! والقتل الرحيم هو شكل من اشكال انهاء الألم، معنى ذلك أنه لا يتعارض في شيء مع مبادئ الطب .
غايته هو علاج الناس وليس قتلهم .. لنفترض أن المريض في وعيه وهو من وافق على أن يتم قتله، فهذا يعد انتحاراً ويعتبر الطبيب داعماً للإنتحار في هذه الحالة .. أما إذا لم يكن المريض في وعيه فهذا قتل، أن تسلب الحياة من إنسان قتل أياً كانت الأسباب والظروف .
لست على دراية حول مبادئ الطب التي تدرس في الجامعات وما إذا كان القتل الرحيم مباحاً وفقاً لما تنص عليه، ولكن ذلك لا يمنع النقض والرد لما فيه إضرار بالناس وتعدٍّ على حقوقهم، وكلنا نعلم أن الإنسان كلما اقترب من الموت كلما زاد تمسكاً بالحياة، وسلبنا الحياة منه -عند عدم وعيه كما في حالة الموت الدماغي- هو اعتداء على حقه بالحياة .
أتفق معك في كوني لا يمكنني تخيل نفسي في الأمر ، ولكن ألا تشعر إن كانت المهنية تتنافى مع الدين سيكون الأمر مجزوم به !
ألا تجد أن لو أملت عليك وظفيتك هذا الأمر يعتبر بمثابة جريمة ، لأنه ليس من حق إنسان إنهاء حياة قطة وليس إنسان أخر .وغالباً ما يتم القرار من الأشخاص المحيطين بالشخص وليس منه نفسه .
الأمر ليس له علاقة بالعواطف ولا الأخلاق الأمر متعلق بالدين فأتوقع من نفسي وأنا أستبعد أن أكون في محل كهذا رفض الأمر بشكل قطعي .
.وغالباً ما يتم القرار من الأشخاص المحيطين بالشخص وليس منه نفسه
هذا غير صحيح، القتل الرحيم له قواعده وقوانينه هو ليس مجرد قتل عشوائي كما قد يتبادر لذهنك ولا يمكن للاشخاص المحيطين ان يكون لهم هذا التأثير في حياة اي شخص دون ادنه.
من اهم قواعد القتل الرحيم ما يلي:
- اذا فقد الانسان اهليته عن نفسه، وكان قد طلب من أحد اهله او مقربيه انه اذا وصل لحد ما من عدم السيطرة على حياته او جسمه ان يعينه على انهاءها.
- لا يكون القتل الرحيم الا في الحالات الميأوس من شفائها كليا.
- المريض وحده من بقرر مصيره، ولا يحق لاي طرف ان يقرر عنه، لا اهله ولا طبيبه، الا اذا كان الطبيب في حالة غيبوبة تامة او فقدان تام للسيطرة والتقرير عن نفسه.
- لا يحق للطبيب تنفيذ القتل الرحيم دون موافقة الطبيب او اهله، واختراق هذا البند يعد جريمة يعاقب عليها القانون.
لم اكن على علم بهذه التفاصيل ولكن أيضاً أعتقد لو كان فعلاً سيريح الإنسان وسيكون الخيار الأفضل لكان شرعه الدين لدينا .
الإنسان حتى لو كنا نشعر انه ميؤوس منه ربما تكون أيامه الذي يريد أن ينهيها رحمة من الله له لتكفير خطاياه . فلو ربطنا الموضوع بالعقيدة والدين فأنا أرفضه البته بشكل شخصي . ولن أفترض أن أكون طبيباً يوماً ما لأني لن أكون .
لا يحق لأحد اتخاذ قرار الموت حتى لو كان الطبيب نفسه، الأعمار بيد الله ولو كان الله كتب على الشخص أن يعيش ألا يُشفى فهذا لحكمة منه وهو أعلم وأظرى بخلقه. أخلاقيًا لن أقبل هذا الفعل، ولو طُلب مني ك طبيب لن أقوم به ولو كانت النتيجة أن أبقى بلا عمل.
أتفهم أن الحالة ميؤوس منها وبعض الأوقات يكون الموت رحمة للمريض الذي لا يمكن شفاؤه لكن هذا قدر الله.
لا يحق لأحد اتخاذ قرار الموت حتى لو كان الطبيب نفسه، الأعمار بيد الله ولو كان الله كتب على الشخص أن يعيش ألا يُشفى فهذا لحكمة منه وهو أعلم وأظرى بخلقه. أخلاقيًا لن أقبل هذا الفعل، ولو طُلب مني ك طبيب لن أقوم به ولو كانت النتيجة أن أبقى بلا عمل.
المشكلة المطروحة هنا ليست في التقرير عن المريض عن حالته، بل عن مريض يريد بإرادته ووعيه الكاملين وضع حد لحياته.
لنفرض ان مريضة وضع وصية انه اذا وصل الى مستوى معين من المرض ولم تعد له طاقة لاكمال حياته فالتنفذ وصيته، في حالة كهذه كيف تتصرفين؟
وفرض عليك ممارسة القتل الرحيم وأنت ضد تطبيقه
هنا تفكيري غير مهني ولا اجتماعي، أنا مسلمة وأحكم الدين في مثل هذه الحالات والقرارات والله وحده الذي يمكنه قبض روح بشر وما دام هي متواجدة على هذه الأرض وتتنفس فلحكمة الله ولا يمكننا معارضة حكمة الله، القتل كبير من الكبيرة وحتى لو تم تخيري بين القتل الرحيم وترك المنصب فسأختار ترك المنصب، ومهما كانت حالة المريض.
هنا تفكيري غير مهني ولا اجتماعي، أنا مسلمة وأحكم الدين في مثل هذه الحالات والقرارات والله وحده الذي يمكنه قبض روح بشر وما دام هي متواجدة على هذه الأرض وتتنفس فلحكمة الله ولا يمكننا معارضة حكمة الله، القتل كبير من الكبيرة وحتى لو تم تخيري بين القتل الرحيم وترك المنصب فسأختار ترك المنصب، ومهما كانت حالة المريض.
ماذا لو ظهرت فتوى معينة تقضي بجواز تطبيق القتل الرحيم بتوصية من المرض وأهله؟ هل تطبيقين الامر؟
لا يمكنني !
ما زلت أرى أن كلمة قتل جريمة حتى وإن تبعتها كلمة رحيم لتلطيفها، والفاعل من القتل في اللغة هو قاتل/قاتلة وأنا لست كذلك .. ثم إنه ليس من حقي أو حق أي إنسان أن يقرر إنهاء حياة شخص بأكملها، ليس قرارنا وليس قرار أي طبيب على وجه هذه الأرض، فالطب وجد لعلاج البشرية لا لقتلها.
قبل الوظيفة يوجد الدين والمبادئ، وحولهما خط أحمر غليظ لا يمكن تجاوزه .
ما زلت أرى أن كلمة قتل جريمة حتى وإن تبعتها كلمة رحيم لتلطيفها، والفاعل من القتل في اللغة هو قاتل/قاتلة وأنا لست كذلك .. ثم إنه ليس من حقي أو حق أي إنسان أن يقرر إنهاء حياة شخص بأكملها، ليس قرارنا وليس قرار أي طبيب على وجه هذه الأرض، فالطب وجد لعلاج البشرية لا لقتلها.
قبل الوظيفة يوجد الدين والمبادئ، وحولهما خط أحمر غليظ لا يمكن تجاوزه .
اذا كان من حرمة في قتل حياة، فلماذا لا نحرم على انفسنا قتل نبات او حيوان وننتهكهم بدون اي شفقة او رحمة، عل حياة انسان اهم من حياة خروف او بقرة او عنزة او غرالة ما؟
من يعطي للبشر حق اعلاء قيمة الحياة عندهم وتحقيرها عند غيرهم؟
تحضرني الان قصّة رائعة عن هذا الأمر طُرحت في مسلسل الندم السوريّ، حيث عُرض ذات الأمر، في أنّ هناك مريض في معتقل يحتاج إلى موت رحيم، يطلبه من الطبيب بشدّة، على أنّ الطبيب يرفض ذلك بشدّة، (إلى أن يأتيه سبب يدعوه إلى ذلك ويقتله)..
برأيي في هذه المسألة بأنّ الأمر قبل هذه السنوات الأخيرة كان يُعد جرماً حقيقياً ولا يجب التهاون معه، لا يوجد قتل رحيم وقتل شرير، القتل هو القتل، ولكن في هذه السنوات الأخيرة صار لدى الناس قوّة تكنولوجية رهيبة تستطيع أن تبقي أي مريض مزمنة حالته سواء بالتنفس أو بالقلب ... إلخ تستطيع أن تحتفظ به لسنوات ولسنوات كثيرة وحتى لو لم يستطيع سحب نفسه أو كان في غيبوبة، فهذا الأمر اللانهائي يجعله ممكناً، يُبرر بعضاً من الجريمة أو هذا الفعل الصعب على الأقل.
في هذه السنوات الأخيرة صار لدى الناس قوّة تكنولوجية رهيبة تستطيع أن تبقي أي مريض مزمنة حالته سواء بالتنفس أو بالقلب
لكن هذا سيطرح سؤال أعقد، وهو هل يعد هذا المريض حيا؟ علينا ان نعيد التفكير في معنى الحياة في هذه الحالة؟ على الحي هو القادر على تأذية وظائفه الحيوية فقط؟ واذا كان كذلك ما الفرق بين حياة انسان وحياة شجرة مثلا؟
تستطيع أن تبقي أي مريض مزمنة حالته سواء بالتنفس أو بالقلب ... إلخ تستطيع أن تحتفظ به لسنوات ولسنوات كثيرة وحتى لو لم يستطيع سحب نفسه أو كان في غيبوبة، فهذا الأمر اللانهائي يجعله ممكناً، يُبرر بعضاً من الجريمة أو هذا الفعل الصعب على الأقل.
هذا لا ينطبق على كثير من الامراض التي تستدعي الموت الرحيم، فجل الامراض عالية الالم لا تحتاج الى تدخل أجهزة تنفس او قلب، مريض الزهايمر في حالته المتقدمة مثلا شخص سليم بيولوجيا لولا تلف دماغه، ولن يحتاج الى اي اجهزة، مرضى السرطان في انواع معينة لا يتحاج ايضا لهذا النوع من الاجهزة، المحروقين من درجات خطيرة والمعوقين والمشلولين بنسب تفوق 75 بالمية ، كلهم اشخاص قادرون على العيش بدون اجهزة.
ما يعني ان الاجهزة ليست معيارا ولا حلا.
ناهيك عن ان الاجهزة ستفتح امامنا مشكلات اخلاقية كبيرة اخرى يمكن ان نتحدث عنها في فرص اخرى.
سألجأ للحكم الشرعي فيه قبل التفكير، ثم تأتي المشاعر لاحقًا.
أتذكر قصة مجرم في أحد سكون أمريكا و الذي تم قتله بواسطة تطبيق الموت الرحيم أو القتل الرحيم. ناهيك عن الحكم الشرعي، لكن لا يوجد تهاون في المهنة، و الطب يحتاج إلى صرامة و قوة نفسية على التحمل . لا تنسي أبدًا الطبيب لا يقتل؟
ماذا عنك؟ هل الأساس في الطب القتل أن العلاج؟ و هل الأخطاء الطبية ستنتدج تحت هذا المسمى يومًا ما؟
التعليقات