هناك أمور أخذناها بطفولتنا وأمور فقدناها، أمور قدمها الآباء وأمور لم يقدموها، ما الدرس الذي كنت تتمنى لو أن والديك اختصروا الطريق عليك وعلّموك إياه؟
ما الدرس الذي كنت تتمنى لو أن والديك اختصروا الطريق عليك وعلّموك إياه؟
أن ليس كل البشر طيبين، وأن هناك بشر قد تكرهك دون أن تفعل لهم شيء، فكانت أكبر مشكلة واجهتني عندما كبرت، أني كنت أتعامل مع الكل على أنهم جيدين جدا، ويملكون قلبا طيبا، فلما لا؟ ولكن الواقع غير ذلك بكثير، وتكتشف بالتعامل العديد من الشخصيات والمعادن، ولكن تعلمت ذلك بالدروس التي ربما تكون قاسية نوعا ما
هذه مشكلة كبيرة فعلًا، وهي توقع الخير من كل الناس بطريقة قد تميل أحيانًا للسذاجة، وشخصيًا لي تجارب سابقة علمتني ألا أحكم على أي شخص من موقف واحد فقط، ولكن الأفكار غالبًا ما تحتاج لتعمق أكثر حتى تظهر حقيقتها. لكن برغم ذلك، أنا ممن يتبعون نهج أن كل شخص جديد يستحق فرصة جديدة، أحاول هنا أن أزن بين تحيزاتي الشخصية وبين إعطاء فرصة للفضول.
كنت أتمنى أن يزرعوا فيَّ مبدأ المغامرة دون خوف مبالغ فيه، بمعنى ألا يكون دائمًا الخوف هو المحرك الأساسي قبل التفكير المنطقي للمخاطر والمكاسب من أي تجربة، أتفهم منطق أهلي ولا ألوم عليهم، ولكن هذا المبدأ الذي اكتشفته في وقت متأخر في وجهة نظري، كان سيساعدني جدًا لو تبنيته في مرحلة سابقة من حياتي.
يعني قيمة الخوف قيمة مهمة وعالية ولا بأس برأيي بأن تبقى وأن يسهى عنها الأهل ولا يعلّموكي مواجهتها، لإنني أراها قيمة مثل قيمة الألم في الجسم، فالخوف ينذر بأمور صعبة قد نواجهها فنتجهز لنعدّ العدة ويجنبنا أمور كثيرة من أن نواجهها مثله مثل الألم الذي يشكّل إنذار حقيقي للجسم، بمعنى أن حهاز إنذار الجسم هو الألم والإنسان بحياته هو الخوف.
شوف، لما كنت صغير، كنت أتمنى لو والداي علموني أكثر عن كيفية إدارة الفلوس والتخطيط للمستقبل. يعني، كان المفروض يركزون علينا مو بس بالتعليم والشغل، بس بعد ب شلون ندير مواردنا المالية.
لأنه يساعدنه على بناء أساس متين لمستقبلنه، ويجنبّه هواي من المشاكل المالية اللي ممكن يواجهها.
كارثة ما يحصل معنا للأسف فعلاً، لا الأسرة تعلمنا كيف ندخر ونستثمر وندير أموالنا ونفقاتنا ولا الجامعة والمدرسة، علّمت نفسي بنفسي هذه الأمور وأضعت بالتأكيد وقت كبير كان غير قد تعلّم فيها هذه الأموى من أهله فمن الطبيعي اليوم أن يكون أكثر قوة مني بالسوق في المال والنفوذ، قد بدأ قبلي، هل أثّر هذا الأمر من أهلك كثيراً في حياتك وكيف تتوقع أن تكون لو علّموك هذا الدرس؟
كنت أتمنى لو رسموا لي صورة الحياة بطبيعتها أنها ليست جميلة كما قالوا، وإن الإنسان يجب أن يقاتل ويسعى سعي من يحاول النجاة من الموت كل يوم حتى يصل لأهدافه، لو كانوا فعلوا ذلك لكنت استطعت النجاة من فترة قاسية اسقطتني لمدة سنتين تقريباً.
ولكنهم لو قالوا لك وأقنعوك أن الحياة غير حميلة برأيي هذا غلط ١٠٠% - الحياة فيها جمال وفيها قبح وفيها راحة وفيها تعب وفيها حب وفيها كره وفيها نجاح وفيها فشل، الحياة مليئة بالتناقضات وأخذ أي زاوية من زوايا هذه الحياة من حياتنا الشخصية وتجاربنا يدل هذا الأمر على أننا لم نفهم الحياة فعلاً لهذه اللحظة.
أن ليس كل ما حولنا هو أفضل شيء متوفر، و إنما بتغيير البيئة و المكان و حتى الأصدقاء في بعض الحالات يكون أفضل حل يمكنك القيام به، و بالفعل بعد فترة من دراستي في الجامعة قررت بمفردي أن أغير إلى جامعة أخرى و بعيد عن العائلة بمئات الكيلومترات، وهذا الأمر ساعد على تحسني بشكل أفضل و حتى أن الوالدين إقتنعوا بهذا الأمر.
لا أقتنع بهذا الكلام بعد تجربته، لا شيء أفضل برأيي من شوارع كبرت فيها وأصدقاء أعرفهم فعلاً لا معارف بعلاقة باردة. ولا أجمل من أن تكون في بلد جنسيتك الأصلية ولست مضطر أبداً لأن تثبت اقامتك كل فترة للجهات الحكومية، وطبعاً فوق كل ذلك أرى أن الأمر يتحول لكارثة إذا ما قام الشاب بالسفر وأمه وأبوه على قيد الحياة وتركهم، هذه بالنسبة لي خسارة لا تعوض
ليس درسًا معينًا ولكن كنت أتمنى لو استثمروا أكثر في أمر تعليمي تعليمًا جيدًا منذ صغري، فالآن أجدني أفتقر للعديد من المهارات التي يتفوق علي فيها غيري لمجرد أن أهلهم اهتموا وأنفقوا على تعليمهم.
هذا درس يمكن تعويضه وأعتقد أننا بصراحة نحمّل الأهل ما لا طاقة لهم به أحياناً لا نفسياً ولا مادياً، بكل بساطة بعد نضجنا ووعينا يمكننا استئناف ما نريده فعلاً بعيداً عن أي موقف قد دخلنا به معهم أو تجاهل منهم، مشكلتنا كشباب أننا نرى الثلاثين نهاية على أنها بداية البداية في حقيقة الأمر.
لست مختلفة معك تمامًا. ولكن الأطفال الذين اهتم أهلهم بتعليمهم اختصروا عليهم أشواطًا في سوق العمل والحياة بوجه عام.
وسوق العمل في الوقت الحالي تنافسي على نحو كبير، إن لم تكن على قدر كبير من الكفاءة فلن تجد عملًا مناسبًا أبدًا.
ورغم أن هذه حقيقة مؤسفة، لكن السن عامل مهم رغم كل شيء، فبعض الوظائف مثلًا تطلب سنًا معينًا، وكذلك الزواج والانجاب، وحتى صحتنا تسوء بمرور العمر، فلو كنا نؤجل مثلًا السفر بسبب قلة الماديات، عندما تتوفر مثل تلك الماديات لن تكون عندنا صحة للسفر أصلًا.
التعليقات