على الرغم من أنني أحاول في المرحلة الأخيرة أن أكون أكثر تفاعليةً ونشاطًا على منصات التواصل الاجتماعي، وأنني لا أجد أي ضرر في هذا، فإنني لا أفهم الدوافع أو الأسباب التي قد تدفعني لمشاركة تفاصيل حياتي الخاصة على هذه المنصات. إن هذا المر من الممكن أن يحوّل حياة أيٍّ منّا إلى جحيم لا يحتمل.
لماذا يحرص الكثيرون على مشاركة تفاصيل حياتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي في رأيكم؟ ما السبب وراء ذلك؟
لماذا يحرص الكثيرون على مشاركة تفاصيل حياتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي في رأيكم؟ ما السبب وراء ذلك؟
في بعض الأحيان الفراغ يكون هو السبب في نشر الآخرين لحياتهم الشخصية حتى وإن كانت مزورة وليست حقيقية، يكون هدفهم نيل العطف أو إبهار المتابعين أو الخروج من الوحدة أو أهداف أخرى متنوعة على حسب شخصية الشخص والظروف التي يعيش فيها.
هناك من وجد مكسب من المواقع وليس لديه محتوى يعمل عليه بدأ بنشر الحياة الشخصية وبعد الشهر هذه المواقع تصبح مصادر أرزاق لهم دون مهارة أو علم سهلة المكسب ومخرج من مأزق.
كل تختلف أسبابه وعوامله والظروف المحيطة به، هناك من يريد مكسب مالي وهناك من يريد دعم نفسي.
لكن الأمر من جهة أخرى يا مريم لا يمكن التنبّؤ بآثاره، ولعل أبرز ما يمكننا الاستشهاد به في هذا الصدد كم الاضطراب والتوتر على صعيد العلاقات والحياة الشخصية الذي يعانيه الكثير من المؤثرين وذوي المتابعات غير المحدودة على منصات التواصل الاجتماعي. من هذا المنطلق يمكننا أن نحصل على تصوّر واضح حول التأثير السلبي غير المسوبق لهذا الأمر على حياتنا الشخصية. إن هذا السلوك كفيل بتدميرها.
لماذا يحرص الكثيرون على مشاركة تفاصيل حياتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي في رأيكم؟ ما السبب وراء ذلك؟
لا أعلم لكن الأمر مغرٍ بالفعل !
لقد كنت ممن يلتقطون الصور لكل شيء أقوم به وبالأخص الطعام، وكنت أشاركها مع الصديقات في السنابشات ولكن ذلك كان من باب أنني أحب أن أدخل صديقاتي إلى تفاصيل حياتي وأن لا تقتصر علاقتنا على الساعات التي نكون فيها معاً، وأحياناً كنت أقوم بذلك من باب التقليد .. لمَ لا الإعتراف بالحق فضيلة .. أردت فقط أن أكون مثل أي شخص يستخدم سنابشات ويشارك أدق تفاصيل حياته !
في الوقت الحالي أصبحت أهتم بشكل أكبر بأن أعطي كل لحظاتي الخاصة حقها من الخصوصية، أن أستمتع باللحظة وبالرحلة وبالوجبة دون الحاجة إلى أن أرفع الكاميرا لأصور وأتباهى بأمر يفعله الجميع .. لا أنكر أنني أحياناً أقوم بنشر بعض الصور من رحلاتي ولكن ليس من باب مشاركة تفاصيل حياتي بل فقط لأنني أحب التصوير والطبيعة وقد أصور الصورة وأنساها وأعود لأنشرها بعد أيام أي أنني تعافيت من فيروس التباهي المزعج ذاك .
أهم خطوة قمت بعملها هي تحديد المحتوى الذي أود أنشره في صفحاتي، فمثلاً على انستقرام أنشط بشكل أكبر في النشر عن الأوضاع في بلدي وقضايا حقوق الإنسان بالإضافة إلى الترويج لتدويناتي في المدونة أما سنابشات فأصبح من أجل التواصل مع الصديقات فقط وهكذا فصلت حياتي عن المحتوى الذي أنشره في مواقع التواصل الإجتماعي .
أما بالنسبة للأسباب فيمكنني أن أعدد لك بعض الأسباب المحتملة :
1-التقليد والرغبة في الإنجراف وراء التصرف السائد في المنصة .
2-محاولة لإثبات مدى روعة حياته وأنه ليس أقل من الآخرين ويشعره ذلك بالرضا .
3-يعامل مواقع التواصل أنها دفتر لتدوين كل ما يحدث في حياته وعليه أن لا يبقي ذلك ناقصاً .
4-المشاهدات واللايكات قد تجعل الشخص يشعر أنه شخصية مهمة وتفاصيل حياته تلقى رواجاً بين الناس .
تبعًا لهذه الأسباب يا تقوى يمكننا أن نرى مدى الضغط الاجتماعي الذي يمارسه الإنسان المعاصر على نفسه، وكيف يمكن لهذا النوع من الضغط أن يتسبّب في الكثير من المشكلات لدى أكثر من نوع من الشخصيات. وعليه، فإن الحد من استخدام هذه الأدوات أكثر من اللازم هو أمر ضروري وحتمي على كل شخص، فما هي أبرز الطرق التي تمكّننا من التخلّص من هذا الضغط الاجتماعي في رأيك؟ خصوصًا في فئة المراهقين والشباب؟
فما هي أبرز الطرق التي تمكّننا من التخلّص من هذا الضغط الاجتماعي في رأيك؟ خصوصًا في فئة المراهقين والشباب؟
ما أتبعه مع نفسي هو أسلوب الإستجواب ويبدو مقنعاً في كل مرة أقوم به فيها، فكلما هممت بتصوير شيء ما أو نشر منشور ما في إحدى حساباتي لابد لي أن أمرر هذا الفعل عبر عدة فلاتر ولابد أن أجيب على بعض التساؤلات الأساسية ألا وهي : هل سأقدم فائدة أو قيمة للمتابع ؟ هل يتوافق هذا المنشور مع مبادئي وأهدافي من إنشاء الحساب ؟ هل المتابع مهتم بمعرفة ما الذي أقوم به الآن ؟ ما الذي سأجنيه من نشر هذه الصورة ؟ ما الذي جعلني أفكر في تصوير هذه اللحظة ونشرها ؟ إذا عدت بعد عدة أعوام لمشاهدة هذه الصورة هل ستكون بمثابة ذكرى قيّمة لي أم هي فقط مجرد صورة عشوائية اندفعت لالتقاطها حينها ؟
إذا لم أقتنع بأجوبة أحد هذه الأسئلة أقوم بإلغاء العملية بالكامل، فلست مهتمة بتضييع وقتي ووقت متابعيّ في تفاصيل لا تهمهم ولن أخسر شيء بتركها ولن أكسب شيء بنشرها .
أمر آخر، مؤخراً بدأت أتنبه إلى اللحظات التي تسرقها منّا الكاميرات، فبعض اللحظات لا تعوّضها الكاميرا وبعضها لا يحتاج لعدسة توثقها لأن الغوص فيها كافٍ لإلصاقها في الذاكرة، على سبيل المثال عشت عدداً من التجارب الممتعة آخر شهرين ولم أحرص على التقاط الكثير من الصور بل انغمست كلياً في كل تجربة خضتها وهي الآن حبيسة ذاكرتي .. استرجعها كلما اشتقت لها وأبتسم .
بعض اللحظات تصبح أكثر سحراً عندما نحافظ على خصوصيتها، ليس كل شيء ينشر .. لابد أن نضع حدوداً واضحة لما ننشره حتى لا نقضي على خصوصيتنا وصفاء لحظاتنا بكثرة النشر والتباهي أمام الآخرين .
ومدى الأمان المتاح عبر هذه المواقع
أشرت إلى نقطة مهمة جداً مصطفى !
لقد شاهدت مقطع فيديو قبل ساعات لفتاة تروي تجربتها وكيف تعرضت للملاحقة من قبل أحد الشباب بمساعدة ما تنشره في مواقع التواصل الإجتماعي عن مكانها وما تفعله، فقد كان متابعاً حريصاً ينتظر أي صورة أو مقطع فيديو توثق فيه تواجدها في أحد الأماكن ليتبعها ويضايقها .. واستوعبت إلى أي مدىً يمكن أن تكون مشاركة تفاصيل حياتنا على الميديا أمر خطير وقد يعرضنا لمثل هذه المواقف وبالأخص نحن كفتيات .
للتفاخر والتباهي بمكانتهم الاجتماعية أو للتظاهر بمكانية اجتماعية عالية، للتفاخر بأجسادهم وجذب الاهتمام.
أحيانا قد يصبح الأمر مرض وإدمان على اللايكات (likes)
في الغالب من ينشر حياته بشكل مستمر على وسائل التواصل الاجتماعي تجده يعاني من مشاكل نفسية
ربما تفييدك هذه السلسلة من الفيديوهات
أتفق، في عالمنا الالكتروني أصبحت حتى الصفحات التي بدون محتوى تكسب لايكات وتظن أنها ذات محتوى ونفع مجتمعي. وبسبب سياسات بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل على رفع المشاهدات لهم فتعطيهم قيمة وهمية فقط. ويقعون بفضلها في الوهم المرضي الافتراضي.
طرْح هذه التدوينة لمسني بشكل شخصي، ربما كنت من الذين أطاحت بحياتهم لفترة اتباع مثل هذه العادات '( 😅
كوني شخصية أقرب للعفوية جعلني في فترة ما من حياتي وللأمانة كنت سعيدة بها جدًا، أن أشارك أحداثًا معينة، كأن شاركت في الكتاب المعين ادعوا لي بالسداد يا أحباب، اليوم تكرّمت عن حفظ القرآن وهذه شهادتي، اجتزت الكورس الفلاني ، إلخ.
أعرف أن دوافعي كانت بريئة جدًا وقتها، فتاة سائدة فقط لا أكثر، سبحان اللّه كانت فترة لمعان غريب لمستقبلي وأعقبها مباشرة فترة انتكاسة لم أذوق مثلها أبدًا ') فكري تشتّت، لم أكن أقوى على كتابة جملة واحدة ولا أطيق الأمر، تملكني الفتور أثناء تعليمي القرآن للطلاب ، حتى جسدي، واللّهِ لازمت فراشي فترة لا أريد أن أتذكر عواقبها وأثرها أبدًا.
قالت لي أمي، الناس يفسدون بهجتنا بالاشياء ، صارت البيوت تُخرب بالعيون، صار لقدسية روحك نافذة مفتوحة على الجميع ، أين قدسية أمرك ولمعة المجهول منكِ عن الناس يا نور ؟
وكانت واللّهِ مُحقّة ..
حتى الكتابات التي قد تنم عن حزن بدواخلي بدأت في الحد منها وذلك لاعتقاد البعض أني في حالة سيئة، فعلمتُ أيضًا أن لأحزاننا قدسية لا يطلع عليها سوى اللّه.
مفهوم الـ reality جميل ، ومُؤنس يا عليّ، وأصبحت أوقن أن لحظة واحدة أقضيها بصدقٍ في واقعي ، أفضل مليون مرة من عبث العوالم الافتراضية.
هذا حقيقي جدًا يا نورهان. لكن أمام هذه الحقيقة، لا نستطيع أن نجد لها مدخلًا مقنعًا لدى العديد من الأشخاص في مراحل سنّية عديمة الخبرة، وبالتالي فإن إقناع فئة من المراهقين والشباب بهذا الأمر، خصوصًا في إطار الحياة المنغلقة بعض الشيء التي نعيشها نظرًا للأعباء المادية الزائدة وخلافه، لا نستطيع أن نجد طريقًا مقعنًا بهذه الأسباب يحد من الاستخدام المفرض لهذه المنتجات الرقمية. تلك هي الأزمة الحقيقية في رأيي.
لم أتفهم المقصد من مصطلح الحياة المُنغلقة يا عليّ ..
+ أرى أن كثيرًا منهم حتى قد بنا قدوته في هذه المرحلة العمرية على من لا يليقون بها أبدًا، فتجدهم يحتذوا بأمثلة عجيبة على المنصات من رقص وانعدام مروءة واستباحة مشاركة الخصوصيات التي لا يجب أن يطلع عليها أحد وتزايد هذه الأمور يصيبني بالرعب حقًا.
أهذه البيئة ستصلح أن أُنشيء فيها أولادي في المستقبل وأنا مطمئنة !
صديقي العزيز ان الثقافة تلعب دورا كبيرا في ذلك، وكذلك الوعي الذاتي حول طبيعة المنصات وما هو المسموح فيها والغير مسموح او الجيد او الغير جيد ..
كما ان من ينشرون امورا خاصة بهم على صفحات الانترنت، وفي المنصات التفاعلية، قد يكونوا متقمصي أدوارا ليست لهم وقد يكون لديهم فراغ نفسي والبعض قد يكون بالفعل مكتئب ووجد في الفضاء هنا مساحة للتفريغ.
في كل الاحوال، وأثناء تفاعلي مع مثل هذه الموضوعات، كنت اتساءل هل بالفعل مطلوب منها ان نتوقف عند مثل هذه الموضوعات وهل الرد عليها مهم وواجب ام ان اهمالها هو الطريق الافضل.؟
بالتأكيد تجاهلها هو الحل الأمثل يا صديقي، لأنني من انصار الحفاظ على عملة الوقت أثناء التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، تلك العملة التي ندفع الكثير منها مقابل بقائنا على مثل هذه المنصات. لأننا بتناولنا هذه الموضوعات بصورة أكثر تفصيلًا من اللازم، فإننا بهذه الآلية نضطر إلى تحقيق ما تهدف إليه هذه النوعيات من المحتوى، وهو الحفاظ على انتباهنا تجاه المحتوى أو المنصة، حتى وإن كان هذا المحتوى مستفزًّا. لذا يجب علينا أن ندرك هذه النقطة.
هناك أسباب كثيرة بالنسبة لي قد ألخصها فيما يلي:
لذلك لا أرى أن الأمر سيء لهذه الدرجة مادام هناك فاصل بين الحياة الواقعية والرقمية والحرص على عدم نشر تفاصيل شخصية جدًا أو قد تضر في المستقبل وهذا يعتمد على من يرى المحتوى الذي تنشره في المقام الأول.
لذلك لا أرى أن الأمر سيء لهذه الدرجة مادام هناك فاصل بين الحياة الواقعية والرقمية والحرص على عدم نشر تفاصيل شخصية جدًا أو قد تضر في المستقبل وهذا يعتمد على من يرى المحتوى الذي تنشره في المقام الأول.
هو ليس سيئاً إن لم يتم بشكل مبالغ فيه، ولكن ألا تعتقدين أن مشاركة اللحظات السعيدة فقط دون الحزينة قد يؤثر على الشخص وعلى نفسيته وقد يجعله ضائعاً بين صورتين أو حياتين بمعنى أدق، الحياة الوردية التي ينشرها على السوشيال ميديا والحياة الواقعية التي جزء كبير منها عبارة عن عمل وتعب ومشاكل وكثير من المشاهير تحدثوا عن تأثير هذا الأمر عليهم وهم معتادون على الأضواء فما بالك بشخص عادي جداً لا يملك كثيراً مما يملكه المشاهير !
هذا بالإضافة إلى أن البعض ينسى أن يستمتع بما يقوم به وتفلت اللحظة من بين يديه لأنه رافعٌ هاتفه طوال الوقت محاولاً التقاط لقطات مناسبة لتثير اعجاب متابعيه وتمتعهم وينسى نفسه وأحباءه .
معك حق في هذه النقطة ولكن في الواقع أعتقد أن النقطة الأهم هي إدراك قاعدة أن الجميع يحاول الظهور بأفضل صورة له وبذلك يحاول عدم التأثر بقصته أو قصص الآخرين وربما الابتعاد عن الأماكن التي تسبب أذى له من هذه النقطة مثلًا قد ابتعدت عن انستجرام منذ مدة طويلة واكتفي ببعض المواقع الأخرى للتواصل التي تناسبني أكثر.
هذا بالإضافة إلى أن البعض ينسى أن يستمتع بما يقوم به وتفلت اللحظة من بين يديه لأنه رافعٌ هاتفه طوال الوقت محاولاً التقاط لقطات مناسبة لتثير اعجاب متابعيه وتمتعهم وينسى نفسه وأحباءه .
هذه نقطة مهمة أيضًا لكن من ناحية أخرى هناك تأثيرات إيجابية في توثيق تلك اللحظات للعودة إليها متى ما شئنا أو لتذكرها في اللحظات السيئة أو بعد مرور عام عليها مثلًا. فيجب إحداث التوازن إذن بين الأمرين وعدم ترك أنفسنا لهذه النقطة.
ولكن ذكرني حديثك بإحدى الأغاني التي وثقت ما تودين الوصول إليه بطريقة مبهرة وهي هذه الأغنية لذلك أعتقد أنها ستثير إعجابك(وربما تؤكد نقطتك)
إذا كنت تقصد مثل الصور أو إلي أين يذهبون أو السفر ...
أما إذا كنت تقصد مشاكلهم أو إيا من ذلك
فأنا أرى هنا الكثير يعرضون هذا الشيء كنوع من الفضفضه هنا
أو لأنهم يريدون المواساة بإعتقادي أو يريدون مشاركة شيء مع أحد فلا يستطعيون ولا يجدون أحد
فيشاركون بالمجهول أو أي اسم مستعار معتقدين أن لا احد يعرفهم ومؤمنين أنهم هكذا بهذه الطريقة بأمان
أما إذا كنت تقصد مشاكلهم أو إيا من ذلك
نعم هذا بالفعل ما أقصده، والذي أصبح من الطبيعي أن نجده في مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية بشتّى أنواعها. إضافةً، فإن الأمر قد تفاقم إلى درجة أن هذه التصرّفات تصل في بعض الأحيان بأشخاص إلى حد التشهير بأنفسهم.
فيشاركون بالمجهول أو أي اسم مستعار معتقدين أن لا احد يعرفهم ومؤمنين أنهم هكذا بهذه الطريقة بأمان
الأزمة أن الأمر لا يتوقّف عند حد الاعتراف المستتر تحت اسم مستعار لإظهار حل أو مشاعر معيّنة، وإنما أصبح مجموعة من التصرّفات التي لا غرض من خلفها سوى الشهرة للأسف، مما يولّد ضغطًا اجتماعيًا زائدًا لا تدرك هذه الفئة من الأفراد مدى خطورته.
برأيي الدافع الأول هو تقليد الآخرين، بعبارة أخرى المشي مع القطيع. الكل يفعل ذلك، فيجب أنا أن أفعله أيضا، سأكون مختلفا إن لم أفعل.
يمكن اعتبار أنّ بعض الأشخاص يشعرون بنقس في حياتهم فيحاولون نشر صور تبرهن أنّهم في أفضل الأحوال كنوع من الكذب على الذات، كما أنّ التعليقات الإيجابية تبرهن لهم ذلك. إضافة لحب التفاخر و التباهي.
شخصيا، لا أملك وسائل التواصل الاجتماعي و لم يسبق لي يوما أن فكّرت في نشر أي شيء عن تفاصيل حياتي أو ما شابه، و صراحة لا أنصحك بذلك فأنا أراه نوعا من التفاخر ليس إلا. يمكنك درس الإيجابيات و السلبيات. أو إيجاد سبب واحد مقنع لتنشر ذلك.
أياً كانت الأسباب وراء ذلك، فأنني من جهة أخرى أعتبر الأمر إيجابيًا بالنسبة للمسوقين وللشركات وحتى للباحثين عن أفكار لمشاريعهم ومنتجاتهم لأن رؤية العملاء أمامي بكل تفاصيل حياتهم يجعلني افهم عميلي بشكل افضل حتى وأن كانت متقمص شخصية ما يمكنني أن احلل ما هي المنتجات المناسبة له لأقترحها عليه أو اوجدها في السوق الموجود فيه ..
لذا لا بأس بنشر المزيد من تفاصيل الحياة بل إن مثل هذه التفاصيل تجعل الناس تقلد بعضها ومن سينشر صورة وهو ياكل في مطعم ما سيحرض الكثير بالقيام بهذا الامر وزيارة نفس المطعم والامر بالنهاية لصالح المطعم.
أختلف معكِ في هذا الصدد يا ديما، فأنا بالتأكيد أعلم مدى أهمية هذا الانخراط والتماهي مع هذه المنتجات بالنسبة لحركة الإنتاج الاستثماري والنشر التسويقي. لكن من جهة أخرى، لا أستطيع الجزم بأن ذلك مهم بالنسبة للأفراد. أنتِ تعرفين وجهة نظري حيال منصات التواصل الاجتماعي، فأنا لست معاديًا على الإطلاق لهذه المنتجات، وأعترف بدورها في تشكيل وعينا وتغييرنا إلى الأفضل في العديد من النقاط. لكن على هذا الصعيد بالتحديد، فأنا أرى أن الحدود الاجتماعية التي يجب أن نعيش في إطارها واجبة من أجل الحفاظ على توازننا الداخلي، دون أن نكون عرضة لتدخل المجتمع إلى هذا الحد.
لا بأس يا علي، يمكنك عدم نشر خصوصيتك للآخرين ودع الخلق لأهوائهم، لى فالأمر في النهاية يرجع لكل شخص على حدى هناك أشخاص تنشر خصوصيتها العائلية وغيرهم ينشر يومياته العملية ويخفي حياته الخاصة على الرغم من أن العمل أيضًا من الخصوصيات فماذا سيهم الناس حين اخبرهم أنني اشتركت بمؤتمر أو قمت بفعالية معينة؟ العامة لن تستفيد شيء ولكني أسوق لنفسي لدى شركات أو منظمات سيكون اسمي مقترحاً عند الكثير من المهتمين بالمجال الذي أقدمه هكذا يفكر البعض ونفس الشيء ينطبق على من ينشر حياته الخاصة هو يسوق لنفسه بأنه شخص يعيش في مستوى معين وأنه يسهل عليه التواصل وبناء علاقات مع أشخاص من نفس الطبقة التي يحاكيها حتى ولو لم تكن حالته الأصلية..
أجل الحفاظ على توازننا الداخلي
أرى اننا في فترة انتقالية ليس إلا، وبعد ذلك سنتزن تلقائيًا ونعتاد كل شيء. فمواقع التواصل لم تدخل إلينا نحن من دخل إليها فمثلاً منصة فيسبوك كانت انطلاقتها 2004 وكانت مقتصرة على طلاب جامعة هارفرد وبعد ذلك توسعت لتضم طلاب جامعات اخرى، هذه المنصة كانت تستهدف تبادل المعلومات والتواصل بين الطلاب بشكل سلس حتى عام 2006 بدأ الدخول إليها من كافة الطبقات والأعمال والمركز الاجتماعي ولم تعد مقتصرة على نوع واحد من الانشطة لأنها كلما زاد عدد أعضائها كلما فرضوا أنفسهم وثقافاتهم وميولهم فنحن من حول فيسبوك لمنصة نميمة واستعراض
أولا أنصحك بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي
لانها بمثابة إدمان وانا أقوم لتحدي مع نفسي بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي لما اكتشفته عن مشاهده فلم socia dilama أقسم أن هذا الفلم يكشف خدع هذه الشركات التي تأخذ من وقتك وتركيزك .
ثانيا هذه المواقع ادما وعندما يتفاعل أحد مع مشاركاتك تأخذ دفعة من الدومامين وهذا الهرمون هرمون السعاده .
وهذا الهرمون عندما يندفع بتكرار مستمر يصبح هذا هذا الفعل إدمان .
1- توفر الوقت لدى هؤلاء الفئة وعدم وجود مايشغلهم سوى الدخول على هذه المواقع فيعتادون على ذلك فتصبح اسلوب حياتهم اليومي.
2- الهوس والعشق المرضي للشهرة وابراز الذات بطرق سهلة ليست مبنية على اي حرفة او مهارة واضحة.
3- مصدر دخل حيث توفر الدعاية والاعلانات المتوفرة في مواقع هؤلاء مداخيل شهرية قد لا توفرها وظائف حقيقية.
4- اذا لم تستحي فاصنع ماشئت وهؤلاء القوم او لنقل بعض منهم لم تتوفر لديهم معايير تربوية صحيحة وحياتهم اغلبها الفراغ والكسل والفشل فلم يبقى لديهم سوى هذا الطريق السهل لابراز ما يعتقدونه وهم متوهمين انه مهارة و نجاح وشهرة.
5- التشجيع من قبل جمهور المتابعين لهؤلاء الفئة الهلامية من المجتمع.
هذا يختلف على حسب طريقة المشاركة، فمثلًا إن دخلت لى يوتيوب ستجد أن الكثيرين من الأشخاص صناع المحتوى المرئي يعمدون إلى تقديم محتوى يعرض تفاصيل حياتهم تقريبًا، والهدف من ذلك بالطبع جذب اكبر كم من المشاهدات ومن ثم الوصول إلى الحرية المالية.
إن كنت تقصد فيسبوك مثلًا وكتابة تفاصيل الحياة حقيقة لا استطيع تحديد سبب معين، ولكن ربما يكون لنقص الاهتمام بهم في الحياة الواقعية فيسعون إلى جذب الاهتمام بشتى الطرق. ربما رغبة في التقليد. في بعض الأحيان يكون نشر اليوميات سبباً في تعزيز ثقة الشخص بنفسه عبر عبارات الإطراء والتشجيع التي يتلقاها من المتابعين.
قد يسعى بعض الأشخاص إلى نشر حياتهم عبر هذه المنصات بسبب حالة نفسية أو تجربة فاشلة مروا بها ظنًا منهم أن ما يوجه لهم من إطراء واهتمام يساعدهم أن يجتازوا هذه التجارب بسلام مع أنفسهم.
بغض النظر عن الدوافع يا صديقتي، فالمسألة نفسها تمثّل أزمة اجتماعية كبيرة، من الممكن أيضًا أن تودي بالعديد من أركان العلاقات الاجتماعية في هذا الصدد. دعيني أفترض أنني على اطلاع كامل بالشأن الداخلي لأسرتي. ففي حالة مثل هذه، لو أقدمتُ على تقديم محتوى على يوتيوب يمثّل حياتي الشخصية بأدق تفاصيلها وأكثرها خصوصية، سأجني الكثير من الأرباح بالطبع نظرًا لجاذبية هذا النوع من المحتوى. لكن من جهة أخرى، ما هي التحوّلات التي سوف تطرأ على علاقاتي الأسرية؟ ما هو أثر أن نستغل حياتنا اليومية وأزماتنا الشخصية مع بعضنا البعض ومشكلاتنا في تصديرها للعامة بدلًا من العمل عليها بشكل شخصي؟ إنه أمر خطير على الصعيد الاجتماعي، حتى وإن كان هدفه الربح.
الأثر الاجتماعي نستطيع رؤيته الآن من خلال الأمثلة التي عمدت إلى هذا، علاقات اجتماعية زائفة، كوارث تُكشف عن هذه العلاقات من حين لآخر، اطفالهم يتيهون في هذا العالم والعلاقات التي لا استقرار أو خصوصية فيها والنتيجة أنه سينتج جيل بلا تربية.
التعليقات