فيما مضى -على ما يبدو- كان الاتصال هاتفيًا بصديق/ة أو زميل/ة من أجل تهنئته/ا بالنجاح أو بعيد ميلاده/ا؛ هو قمة التقدير، لكن الآن أرى أن التهنئة أمام الجميع عبر البوستات أو ستوري؛ صارت أهم.
فماذا بظنكم أسباب تلك الظاهرة؟
للأسف، أصبح الناس مهوسوون بالمظاهر التي يعرضونها على وسائل التواصل الاجتماعي، ويعاملونها كأنها تمثل الواقع بالكامل، وهذا الهوس يخلق مشكلة كبيرة في التواصل الاجتماعي الواقعي، فتخيل، في يوم من الأيام، كان هناك شخص يطلب من متابعيه الدعاء له لأنه يمر بصعوبات، وعندما تواصلت معه لأتحدث معه وأدعي له، طلب مني أن أكتب الدعاء في تعليق على منشوره! يبدو أن الناس أصبحوا مهووسين بوسائل التواصل الاجتماعي لدرجة أنهم يتعاملون معها كأنها الحقيقة الوحيدة، مما يؤثر بشكل كبير على طرق تعاملهم وتواصلهم في الحياة الواقعية
فتخيل، في يوم من الأيام، كان هناك شخص يطلب من متابعيه الدعاء له لأنه يمر بصعوبات، وعندما تواصلت معه لأتحدث معه وأدعي له، طلب مني أن أكتب الدعاء في تعليق على منشوره
لم أتخيل أن الأمر يصل فعلًا لتلك الصراحة!
تقريبًا وكأنه يرى أن قيمته عندكِ أو عند غيره لا تثبت صحتها إلا بشهادة بقية الناس!
ولمَ نرى الأمر بهذه النظرة السلبية؟ أعتقد أننا أصبحنا نعارض أي تغيير تحدثه السوشيال ميديا بحياتنا لأجل المعارضة. أعتقد أن التهنئة بعد السوشيال ميديا صارت أسهل واقل تكلفة وأسرع كذلك.
هل هذا معقول؟
لا لم نصل لهذا بعد على حد علمي، وهو غير منطقي كذلك.
معروف التهنئة من خلال السوشيال ميديا هي الحد الأدنى من الجهد المبذول في التهنئة، وأكثر من ذلك مرحب به.
للأسف حدث، وصار ما نظنه الأكثر قيمة غير مرحب به.
لدي مثال طرحت هذا السؤال بسببه، وذكرت @Sara11Rafek مثال آخر.
ربما لأن فكرة الصورة او "اللَقطة" أصبحت شائعة على وسائل ابتواصل وأصبحت الهدف منها نيل الإعجابات وتحقيق المشاهدات، فينظر البعض على أن عدد الإعجابات والتعليقات هي قيمته عند الناس.
أرى أن هذا الأمر واحد من أسوء نتائج السوشيال ميديا ومنصات التواصل، حيث ساهمت هذه التطورات في تدمير الروابط الاجتماعية وإصابتها بالهشاشة، فأصبحنا نهتم بصورة أفضل من ما نهتم بالمظهر الحقيقي، ونبارك على نجاح الغير ونهمل مباركة صديق أو أخ، أصبحنا نهتم بالمظهر الإلكتروني والضوضاء الخاصة به أكثر من اللازم.
التعليقات