سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا          صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا

يطربنا الإمام الشافعي كعادته، فيقدم لنا إرث عظيم من الحكم التي لا تنضب، فهذه النصيحة والحكمة قد أودعها الإمام منذ قرون، ولكن بقي أثرها وعبقها حتى هذه اللحظة، حيث تتمثل قيمة هذه الحكم مع واقعيتها وملامستها للظروف منذ بداية الخليقة حتى يومنا هذا، ومما لاشك فيه قوة تأثير الصاحب بصاحبه، كما يقال بأن الصاحب ساحب، لذلك حري بنا أن نتخير الصحبة الصالحة التي ترنو بصاحبها نحو الحق، كما يجب علينا أن نحذر الصحبة السوء التي تجر صاحبها إلى طريق الشر والفساد، وقد تودي به الى سلوك المسالك الرذيلة، فقد أبدع أميرنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال:

فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه      فكم جاهل أردى حكيما حين آخاه

يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء ماشاه    وللشيء على الشيء مقاييس وأشباه

ولأن المرء اجتماعي بطبعه، ويميل إلى تكوين العلاقات الاجتماعية سواء بالمدرسة، أو الجامعة أو المسجد أو الحي، فيجب على كل إنسان اختيار الجليس الصالح الذي يعينه على طاعة الله، ويبث فيه دومًا روح التفاؤل والأمل، ويدفعه نحو القمم، ولكن هنا تستوقفنا بعض الأسئلة.

هل تطغى الصحبة الفاسدة على التربية الحسنة؟وهل صادفتم أصدقاء غلبت أخلاقهم على صحبتهم الفاسدة؟ وظلوا كالورد بين الأشواك؟