بدأ انتشار هذا المصطلح في التسعينات احتجاجا على الأفلام التي ظهرت في السبعينات والثمانينات والتي بلغ بها حد الجرأة إلى تمثيل مشاهد لا ترتقي لأي نوع من الأخلاق ولا تتناسب أبدا مع تقاليدنا العربية وشعوبنا المحافظة، بدت تلك الحقبة من الزمن حقبة هوجاء انتشر فيها العري والمشاهد اللاأخلاقية والتي أثرت على الجيل بشكل كبير وأبعدت الناس عن دينها وعاداتها وسببت مشاكل كثيرة لا حصر لها، وكانت سنوات الثمانينات تسمى بسينما المقاولات والتي تصدر بها عدد من النجوم مثل سعيد صالح وسمير غانم، وانتهت حقبة الثمانينات مع انتهاء للأفلام غير النظيفة - كما سميت- وبدأ عهد جديد من السينما قاده مجموعة من النجوم أطلق عليهم اسم " المضحكون الجدد" وهم «محمد هنيدي، وهاني رمزي، وعلاء مرسي، ومحمود البزاوي، وأشرف عبد الباقي»
الصراع بين من يؤيد هذا المصطلح ومن يعارضه!
تنافس نجوم الفن بين مؤيد ومعرض وبين مصرح برأيه وبين من ينفذ هذا المصطلح من دون تصريح بتأييده، الأمر الذي أثار هذا الصراع هو التسويق لهذا النوع من السينما بعبارات ترويجية مثل:
«فيلم تستطيع مشاهدته أنت وأسرتك»
و«فيلم لا يخدش حياء الأسرة» والكثير من العبرات الترويجية التي أثرت بشكل كبير وأعادت العائلة إلى قاعات السينما وتصدر نجوم هذه الفترة وأصبح المنتجون يحققون إيرادات كبيرة مع التخلي عن المشاهد الجريئة والقبلات... الخ، ولكن المعادون لها النوع من السينما برروا موقفهم بعدة حجج منها:
- أن السينما المسماة بالسينما النظيفة سببها تجاري بحت، إذ استغل صنّاعها الجانب المحافظ في المجتمع المصري حتى يتمكنوا من جذب العائلة كاملة لتشاهد الفيلم
- أن منتجو هذه الأفلام استغلوا الاتجاه المحافظ للمجتمع والدولة، وقدموا أعمالًا ليست خالية من المايوهات والقبلات فقط، لكنها خالية أيضًا من أي مضمون فني حقيقي
- ادعى المعارضون لهذا النوع أنه بالرغم من وجود صناع هذه الأفلام المسماة نظيفة، لم يستطيعوا تغيير شيء في المجتمع، ويروا أن المجتمع بات أكثر تحررًا من السابق، بل أكثر انحلالًا، وبالتالي لم يُقدم هؤلاء فنًا خالصًا يتسم بالجدية، وكذلك لم يُصلحوا من حال المجتمع أخلاقيًا كما كانوا يروجون
- السينما النظيفة لم تستطع ترك أثرها في المجتمع ولا حتى في صناعة السينما، فإنها تركت بعض الأثر على بعض الممثلات، اللواتي خِفن من نظرة المجتمع الذي تغير وأصبح يقيّم الجميع أخلاقيًا حتى لو كانوا لا يطبقون هذه الأخلاقيات، فاضطر بعضهن للعزوف عن تقديم أدوار جريئة
هل تعتقد بأن السينما النظيفة نظيفة فعلاً، وهل تؤمن أصلا في هذه التسمية؟
التعليقات