حينما يتعلق الأمر بالتبادل الاجتماعي فلا يوجد أفضل من هذا التصنيف لتوضيح الأنواع المختلفة من الشخصيات، حيث تنقسم إلى معطيين وآخذين ومعاملين بالمثل (مطابقين). فما الذي يميز كل نوع منهم؟

الشخص المعطي: هو الذي يعطي الأولوية لمساعدة الآخرين ويضع احتياجات الآخرين فوق احتياجاته، وهو يركز على العطاء أكثر من الأخذ، وغالبًا ما يبحث عن فرص لمساعدة الآخرين. يُعرف الشخص المعطي بكرمه ولطفه ونكرانه لذاته. إنه يقدّر العلاقات ويسعى إلى إحداث تأثير إيجابي على من حوله. وهو عُرضة للاستغلال من قِبل الآخذين الذين سنتحدث عنهم في النوع الثاني.

الشخص الآخذ: هو الذي يعطي الأولوية لمصالحه الخاصة ويسعى لكسب أكبر قدر ممكن من النفع من الآخرين، وهو يركز على التلقي أكثر من العطاء، وقد لا يأخذ في الاعتبار احتياجات أو مشاعر الآخرين. معظم أفكاره تتمحور حول ذاته، وقد يهرب منه الآخرون أحيانًا لأنهم يدركون حقيقة ما يسعى إليه.

الشخص المُعامل بالمثل: تمثل هذه الشريحة الأكبر من المجتمع. هذا الشخص يسعى للحفاظ على التوازن في العطاء والأخذ، حيث يعطي ويأخذ بنفس القدر، وهو يسعى لرد أي عطاء يحصل عليه. العلاقات التي يكوّنها هذا الشخص غالبًا ما تكون مستقرة وتسير بشكل جيد.

وعي الشخص بذاته ومعرفته بطبيعة شخصيته يجعله أكثر تقبلًا لصفاتها، وأكثر تصالحًا مع عيوبها، كما يجعله مدركًا لنقاط قوتها فينميها، ونقاط ضعفها فيتجنبها.

وليزداد وعينا بأنفسنا، نتوقف دقيقة ونسأل أنفسنا ونحاول أن نجيب بكل واقعية. ما هو تصنيفنا في المجتمع؟ هل أنت معطٍ أم آخذ أم معامل بالمثل؟

ومن برأيكم الأكثر نجاحًا من بين الشخصيات الثلاثة على صعيد العمل والإنتاجية؟