إن شعورنا بالذنب هو شعور فطري يدخل في تكويننا النفسي منذ الطفولة، ويختلف هذا الشعور من شخص لآخر. فقد يتمثل في صورة التعب الجسدي وهو ما يحدث معي، إذ أشعر بآلام في المعدة ووخزة في القلب عند شعوري بذنب اقترفته، والبعض يشعر بآلام نفسية دون الجسدية. وهذا الشعور ورغم كونه سيئًا إلا أنه سلاحنا النفسي الأفضل تجاه أنفسنا.

ولكن هذا الشعور قد يكبر بداخلنا لدرجة لوم أنفسنا في كل لحظة وعلى كل موقف نمر به، لنصبح ضحية النفس اللوامة في كل لحظة. وفي حالة أخرى نجد بعض الأشخاص لا يشعرون بالذنب نهائيًا، وبذلك تركوا أنفسهم عرضة للشر المطلق دون وجود رادع.

ولذا لابد أن نحدث توازن بين الشعور بالذنب من عدمه، وكأول خطوة يمكننا فعلها لهذا التوازن هي التنشئة الصحيحة. إذ يقع علينا دور تربية الأطفال بصورة جيدة، ويمكنني عمل مقارنة بين طفلين من دائرتي، أحدهما يُعامل بحنان واحترام وقد أسقط طعام زميله، فكان شعوره بالذنب ملائمًا للموقف وأعطاه من طعامه. وآخر ضرب زميله وغاب عن المدرسة عدة أيام، فلا منه اعتذر عما فعل ولا واجهه، بل لام نفسه لدرجة الانعزال.

ولتجاوز الشعور بالذنب يمكننا الاهتمام ببعض الأمور، مثل:

  • تقبل ضعفنا ومعرفة أننا لابد أن نفشل في تعاملنا مع الآخرين ولو مرة في العمر، وعلينا مواجهة هذا الفشل بحكمة.
  • معرفة الفرق بين الشعور بالمسئولية والشعور بالذنب، فالبعض يبتعد خوفًا من تحمل المسئولية وليس شعورًا بالذنب.
  • تعلم مسامحة النفس وأن نتعلم من أخطائنا ونسعى لعدم تكرارها دون تأنيب الضمير بصورة دائمة.

أعلم أنه لابد من الشعور بالذنب كي تستقيم حياتنا، ولكن إحداث التوازن في ذلك الأمر هي ضرورة ملحة.. فكيف يمكننا إحداث هذا التوازن بين الشعور بالذنب من عدمه؟ وكيف تتجاوزون الشعور بالذنب؟