في شهر فبراير من عام 2020 أعلنت الصين رسميا عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا وعلى إثره قامت بإغلاق البلاد، ثم لحقها العالم بعدها بعدة أيام بعد تفشيه فيها. صرّح الرئيس ترمب بكاريزمته المعهودة أن الصين صنّعت الفيروس عمداً قاصدتة الإطاحة بأمريكا، ونفت الصين ذلك مبررة أنها هي أيضا تضررت وبشكلٍ حادّ. فهل تم تصنيعه مخبرياً، وهل فعلاً كانت الصين هي المسؤولة عن ذلك، أم أنها أمريكا من قامت بذلك بهدف توريط الصين وتحميلها المسؤولية؟ أم هو انتشار طبيعي نتج عن انتقاله من الحيوانات إلى البشر؟
النظرية السائدة، انتشر طبيعياً
إن كنت ممن يتجنبون الإيمان بنظريات المؤامرة فغالب الظن أنك تعتقد أنه انتشر طبيعيا، انتقل الفيروس من الخفافيش التي تحمله الى حيوان وسيط ثم تم بيعه في سوقٍ يبيع لحوماً طازجة ومنه انتقل الى البشر، لو نظرنا الى آخر 5 فيروسات انتقلت الى البشر، نجد أن 4 منها انتشرت بصورةٍ طبيعية. دعم "فاوتشي" خبير الأمراض المعدية بأمريكا ورئيس معاهد الصحة الوطنية هذه النظرية على إثرِ تحقيق أجرته منظمة الصحة العالمية داخل مختبر ووهان للأمراض المعدية واستنتج أن احتمالية انتشار الفيروس مخبريا "شبه معدومة"، وأنه غالبا انتشر بفعل الطبيعة. حاول الإعلام الأمريكي تأصيل هذه النظرية باعتبارها حقيقةً ثابتة مع أن الواقع يقول بانها مجرد نظرية لا دليل قطعي عليها. وسبب ذلك ان الاعلام الامريكي (الديموقراطي) كان يحاول جاهداً اظهار ترمب بمظهر العنصري المصدق بنظريات المؤامرة المخالفة للحقائق العلمية، فنجد وسائل الإعلام الآن بعد أن هدأ الرّمي واستقرّ الرئيس بايدن في البيت الأبيض يعودون للتشكيك بأقوالهم مرة أخرى ويتساءلون حول مصدر الفيروس.
ماهو مختبر ووهان؟
مختبر ووهان هو منظمة بحثية تختص بدراسة الفيروسات مقرها الصين مدينة ووهان تحديداً، يقوم المختبر بسحب عينات فيروس كورونا المنتشرة بين الخفافيش ثم يقوم بتطويره ليكون خطيرا ضد البشر ثم يحاول إيجاد حلول تقضي عليه، والهدف من ذلك أن تكون البشرية قادرةً على التصدي لأي انتشار فيروسي مستقبلي. يتعاون المختبر مع منظمات أخرى من شتى أنحاء العالم مثل مختبر جالفيستون الوطني بأمريكا ومنظمات أخرى من كندا وفرنسا، كما يتلقى دعما مادياً منها.
تحقيق فاوتشي
بالرغم من أن فاوتشي الذي ذكرناه سابقاً يدّعي بأن التحقيق تم بشفافية وحيادية إلا أن العديد من الأدلة وجدت بأن المنظمة التي يرأسها فاوتشي قامت بدعم مختبر ووهان مادياً، مما يعطي دافعا لفاوتشي باخفاء اي ادله قد تشير بأصابع الاتهام عليه لارتباطه بها. كما أن مصداقية فاوتشي تراجعت بعد أن خرجت له إيميلات في بداية الأزمة يؤكد فيها عدم فعالية قناع الوجه ومع ذلك كان يخرج للعامة ويؤكد أهميتة بل ويحث الجميع على لبس قناعين بدل واحد.
مختبر ووهان وتسرب العيّنات
بالعودة إلى موضوع المختبر في عام 2017، حذر أحد منسوبي السفارة الأمريكية بالصين بأن ظروف تخزين العينات في المختبر غير مثالية وأن خطر تسرّب أحد العينات كبير. كما أفاد رئيس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بعد أن اطلع على آلية عمل فيروس كورونا وطريقة انتشاره بأنه يستحيل انتقالة الى البشر بفعل الطبيعة، وذلك لأنه في العادة عند انتشار الفيروس طبيعيا فإنه يبدأ بالانتشار بين البشر بصورة ضعيفة وبطيئة ثم يتطور تدريجيا، بينما في حالة كورونا فقد انتشر بصورة سريعة جدا وغير معهودة. وجد تقرير من صحيفة "الوال ستريت" أنه في شهر نوفمبر من عام 2019 (أي قبل إعلان كورونا بثلاثة أشهر) أدخل ثلاثة باحثين يعملون في مختبر ووهان المستشفى بأعراض مشابهة للمصابين بكورونا، وفي ذلك إشارة الى احتمالية انتشار الفيروس قبل الإعلان الرسمي له.
لم أكتب هذه المقالة لإثبات أن كورونا مصنّع مخبرياً، فأنا شخصياُ لا أعتقد أن الأدلة كافية لإصدار أي أحكام بعد، فالوقت كفيل بكشف الحقيقة، ولكني أعتقد أنه كان هنالك محاولة لتضليل الناس وتحييدهم إلى وجهة نظرٍ دون الأخرى.
ما رأيك؟
بعد أن اطلعت على ما في هذا المقال، باعتقادك، هل تم تصنيع كورونا مخبرياً أم انه انتشر طبيعيا؟ وفي حال كنت تعتقد انه انتشر مخبريا هل تعتقد أن هنالك دولة أو كيان مسؤول عن هذا الانتشار، من المسؤول ولماذا فعل ذلك؟ وهل يوجد لديك أي ادلة أخرى تعتقد أنها مهمة في سياق تحديد أصول كورونا؟
التعليقات