بعد عام من العمل كمستقلة، أصبحت أخشى مقابلة الناس، بماذا تنصحني؟

14

التعليقات

والآن هل طاردكم شبح الخوف من مقابلة الناس؟ كيف شعرتم تجاه هذا الشبح؟ وما هي مقترحاتكم للتغلب على هذه المشكلة؟

بالتأكيد أنا من أنصار العمل المستقل والحر لأنني أمتلك نفس النوع من الهواجس، ولا أفضل في معظم الأوقات الاختلاط بالناس. لكنني تخطيت المسألة عندما أقدمت خلال الفترة المنصرمة على العمل في إحدى الشركات المعنية بخدمة دعم العملاء والشركاء عبر الهاتف.

بالتأكيد كان الأمر مرهقًا، ولا أنكر أنني عدتُ بعدها إلى العمل الحر كي أستكمل الرحلة وفضلت مهنتي مستقل في مجال العمل الحر. لكنني استفدتُإلى حد كبير من خلال تعاملي مع ذلك التنوع في نماذج البشر، بالإضافة إلى أنني تخطيت أزمة تهربي من مواجهة الناس بهكذا طريقة.

لكنني تخطيت المسألة عندما أقدمت خلال الفترة المنصرمة على العمل في إحدى الشركات المعنية بخدمة دعم العملاء والشركاء عبر الهاتف.

لكن هذا حل قد لا يكون متاحا للجميع بالعمل الحر، فلسنا جميعا متاح لنا كهذه فرصة لنتغلب على هذه المشكلة الناجمة عن عزلتنا نتيجة العمل.

المكوث الطويل بالبيت يسبب أثرا جد سلبي على الدماغ, قد يطور الإنسان بعض الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب, قد يسبب مشاكل جسدية حتى.

وكما للعمل الحر إيجابياته فله سلبياته ومنها أنه يسبب الإدمان على العمل, عكس الموظف الذي ينال راتبه آخر كل شهر..فإن الموظف الحر سيحصل على مكافأة كلما عمل أكثر وهو لا يدري متى قد يأتيه عمل جديد يكسب منه المزيد وهي عوامل تسبب الإدمان, الإدمان على العمل يدفع بالإنسان لعدم الاستمتاع بممارسة أي نشاط اجتماعي فكل ما يرغب به هو العودة للجلوس أمام الحاسب والهاتف لمكافأة الدماغ.

للتغلب على هذه المشكلة لابد من وضع برنامج يومي, وتخصيص حيز للحياة الشخصية بعيدا عن العمل الحر, ليس من الضروري أن يكون البرنامج صارما يمكن التخطيط كل ليلة ليوم الغد.

حتى لو كان الخروج من البيت مزعجا وملاقاة الأصدقاء مقلقة إلا أنه نشاط ضروري لتطويع الدماغ ومحاولة العودة به للاستمتاع بالأنشطة الاجتماعية, ومع مرور الوقت سيعود هناك توازن في الاستمتاع بالعمل والأنشطة الحياتية.

يمكن للإنسان أن يدمن أي سلوك مهما كان مادام يحقق متعة عقلية. الحكم على التصرف كونه سيئا أم حسنا هو نسبي ويختلف من ثقافة لأخرى.

نعم لقد قرأت لك مساهمة سابقة ذكرت فيها Art journaling وقد بحثت عنه وبدت لي هواية جميلة جدا, لو أنك تنظمين لجمعية ما وتعرفي هذا الفن لطلاب المدارس أو تخلقي معرضا مصغرا بالهواء الطلق أو أي أنشطة جمعوية أظن سيكون ذلك ممتعا.

مرحباً إسراء،

بالنسبة لي لطالما وجدت راحتي بالبقاء بعيدة عن الناس. فالكثير منهم لا يحبذون قول أي شيء إيجابي أو بناء. لذا أبقى دائرتي في الأشخاص مع الناس الذين أحبهم والذين وجودهم له أثر إيجابي في حياتي.

لا تكوني قلقة من عدم ارتياحك بوجود الناس، لكنني أقترح أن تجعلي لك جدولاً للخروج مع صديقاتك أو عائلتك حتى لا تعتادي الجلوس وحيدة طوال الوقت. لأن الوحدة المبالغ بها تنتهي بآثار غير محمودة أبداً.

الحل في نظري هو اجبار الذات على الخروج كيف ذلك؟ان تذهبي وتنخرطي بناد للرياضة او مركز للغات او جمعية للأنشطة وان تجبري نفسك على الحضور المستمر والالتزام ماهي الا حصتين وستلتقين باناس ليصبح الأمر جميلا وستزال كل تلك القيود ليصبح الأمر عادة لديك المهم هو المحاولة ان يتغلب عقلك على نفسك وروحك التي تبحث عن منطقة الراحة الخاصة بها التي هي العزلة. فالعزلة جميلة مريحة احيانا وهي شر لابد منه فهي فترة لبناء الذات، ترتيب الافكار ،الابتعاد عن الطفيليات التي تحاول بناء ذاتها على شتاتنا بعيدا عن الضوضاء والضجيج الا انه لا يجب أن تتعدى مدة معينة لكي لا ينقلب مفعولها فإن تجاوزت الحد ستدخلين في قلق حاد ،توتر مستمر، تشاؤم ،تفكير في المستقبل والحاضر وهاجس الخوف الذي يغمر الوسط يوم سعيد

مرحبا إسراء، شكرا على الموضوع المهم لكل مستقل

هل تصدقين إذا أخبرتك أن المال الذي أحصل عليه الآن أقل بكثير مما كنت أجنيه في العمل الحر وعملي على مشاريعي الخاصة بصفة عامة من خلال النت؟ وصلت إلى مرحلة محددة كنت مستعدا لقبول أي تدهور أو تراجع في حياتي الاقتصادية مقابل أن تتحسن نفسيتي، وصل بي الأمر إلى صعوبة بالغة في التواصل الحقيقي مع الناس، والتضايق من كل شيء بدرجة كبيرة جدا. عندما تتواجد أمام حاسوبك لديك ما يكفي من الخيارات للتحدث مع من يشبهك وتنتقي كل شيء تفعله، هذا من جهة، في حين أن التعامل الواقعي مليء بكل الاحتمالات ومختلف العقليات التي سيصعب عليك التأقلم معها إذا أطلت الاعتزال مع حاسوبك. لأجل النتائج النفسية الوخيمة دائما نجد مقالات تتحدث بحرص عن أهمية العمل في بيئة مناسبة وتخفيف الضغط. بعد أن طورت فكرة متجري "متجر إلكتروني" إلى محل مع الابقاء على الفكرة الأولية "محل يمكنني فيه مقابلة الناس ومشاركة بعض التجارب اللطيفة، أنت ترى العالم بشكل أكثر تجسيدا واحساسا" ، تحسنت نفسيتي كثيرا رغم زيادة المسؤوليات وانخفاض العائد المادي وأزمة ديون.

هنالك مكاتب يمكن استئجارها مخصصة للعمل لا أعرف إذا توجد في دولتك، لكن هي موجودة في العواصم على الأقل والمدن الكبرى. إذا كنت تعتقدين أن لديك ما يكفي من المشاريع التي تعملين عليها فيمكنك المبادرة لتجربة العمل من خلال هذه المكاتب.

أعدتني لأتذكر الكثير من القسوة والحياة غير الطبيعية التي كنت أعيشها، من القاسي جدا أن يعيش الانسان في غرفة واحدة، وأن يبقى طوال الوقت في مكان العمل نفسه، حيث يفعل كل شيء.

مهما بدا لك الاحتكاك بالآخرين أمرا مكلفا إلا أنه ضروري، الحد الأدنى من التواصل مع الناس وتقبل اختلافهم عنا أو حتى رداءتهم سيساعدك كثيرا.

أخرجي من الجحر. ستمضي سنوات حياتك سريعا لتجدي نفسك قد استهلكت دولارات العمل الحر في محاولة علاج صحتك النفسية.

لكن لابد من وجود حلول وسط أخي، فأريد أن يكون لي دخل ثابت وكبير من العمل الحر ونفس الوقت أمارس حياتي بشكل طبيعي دون أن أعرض نفسي لأي أمراض نفسية أو عضوية، أليس هذا ممكنا؟

لا يمكن الجزم بامكانية الأمر من عدمه، الأمر يعتمد على ظروفك وقدرتك على التحمل وتفاصيل صغيرة تعرفها وحدك.

أهلا إسراء.. يؤسفني حقا ما تمرين به، ولكنه مع الاسف عزلتك هذه كانت صنع يديك..!

لي أربعة أشهر أعمل كمستقلة، نعم ليست فترة طويلة مثلك، ولكنني ألتقي بالناس بشكل يومي!

بل وأصبحت منظمة جدا في وقتي أكثر من ذي قبل.

المشكلة عزيزتي تكمن في أنك أحببت العزلة، واستغرقتِ بها، بل وأعجبتك حتى أصبح لديك نوع من الخوف من لقاء الناس، واستغراب أحاديثهم وانزعاجك منها.

لا أريد أن أقول لكِ أنه يمكن حل هذا الموضوع ببساطة، ولكن يمكنك فعل الكثير حيال تغيير الحياة لو أردتي.. مثلا استقطعي من يومك نص ساعة تمشين مع صديقة في مدينتك.

مرة في الاسبوع اخرجي مع العائلة لساعتين للخارج.

جهزي حوار مسبق تتحدثين حوله، إذا لم يكن مواضيع الأصدقاء تعجبك.

مواضيع حسوب جميلة كنقاش، يمكنك مناقشة موضوع مثير معهم، وبهذا تتخلصين من أسئلتهم الخاصة عنك، والتي تزعجك.

رافقي الأشخاص الذين ترتاحين لهم.. وانفضي عنك هذه العزلة.

أهلك يزعجهم ما أنت به، لأنهم لا يريدون أن تبقي حياتك فقط للعمل، لا تنسي آلام الظهر، والبصر، فجسدك له حق أيضا.

تمنياتي لك بحياة مختلفة، جديدة، من أجلك ومن أجل عائلتك حاولي التغيير.

إن العزلة المؤقتة مفيدة جداً ولكنها ممرضة إن طالت، عملنا كمستقلين يتوجب بالضرورة قضاء الكثير من الساعات أمام أجهزة حواسيبنا لذا لا بد برأيي أن يتم جدولة وقت العمل ووضع استراحة عمل خلال ساعات العمل نفسه، وكذلك أخذ أيام إجازة بشكل مستمر للتنزه ومقابلة العائلة والأصدقاء وتكوين صداقات ومعارف جديدة، إلا أنك في هذه الحالة لا يزال لديك الوقت الكافي لتدارك نفسك من الوقوع في العزل الاجتماعي ولا بد من كسر حاجز الخوف الذي كوّنه العمل لساعات في وحدة بعيداً عن المجتمع.

لماذا الاكتفاء بزملاء الجامعة الذين أصبحن أصدقاء؟ إن الإنسان برأيي ليس له حد زمني يتوقف عنده احتياجه للأصدقاء وحتى الجدد منهم، ربما على المستوى العقلي فإن كل مرحلة عمرية لها مستوى نضج معين تتطلب معه أن تصادق أشخاص من نفس المستوى الفكري..

الحقيقة أن سبب رغبتي للعمل كمستقلة هو رغبتي الشديدة في اعتزال الناس ونفوري للكثير ممن حولي لأسباب متعددة..

منذ فترة تعرضت لصدمات عديدة في العديد ممن كنت أظنهم أصدقاءا حتى سأمت العديد ممن حولي وكرهت الصدمات ورؤية الغير، أصبحت أبحث عن كل سبل الهروب بالأخص من هؤلاء الذين يصعب الهروب منهم..

ما حدث معكِ ومعي يفكرني بالمقولة الشهيرة "ليس كل من نعرفهم أصدقاءا فنحن من نتسرع بإطلاق لقب الأصدقاء على البعض"

من الجيد أنك تداركتي المشكلة قبل أن تتطور

أنصحك بالتحول إلى العمل الجماعي بدلاً من العمل الفردي.

وتذكري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "يد الله مع الجماعة" وحديث "إنما أكل الذئب من الغنم القاصية" مع أن الحديث الأخير عن صلاة الجماعة، إلا أنه يصلح للتنبيه لأخطار الانفراد

هل تقصد معتز بيئة عمل افتراضية أو بيئات عمل مشتركة خاصة (cowork spaces)، فمثلا يجتمع المستقلون فيما بينهم وفي نفس مساحة العمل وبشكل متزامن وبالتالي سيخرجون من فخ العزلة ، ناهيك بأنّ هناك سيكون تطور في اداءهم، نتيجة تبادل الآراء وتقديم النصائح حول العمل. كم أنهم يقومون بتنفيذ أنشطة أخرى خارج اطار العمل؟

نعم هذا أقل شكل من أشكال العمل الجماعي، وهو العمل في بيئة جماعية لكن منفرداً.

اﻷفضل منه العمل في مشروع جماعي حقيقي.

في عملنا تضررنا مؤخراً بالعمل الفردي خصوصاً عندما يغيب من يعمل في ذلك المشروع أو يترك العمل، وبالمقابل شجعنا العمل الجماعي ووجدناه هو الخيار الوحيد في عملنا في مجال البرمجة، خصوصاً للعمل مع شركات كبرى وتحتاج لدعم عاجل. حتى على صعيد تطور الشخص فإن الشخص الذي يعمل مع فريق يستفيد أكثر.

وهذه النقطة متعلقة ومشابهة لموضوع آخر وهو العمل عن بعد مقارنة بالعمل في مكتب الشركة. فالعمل عن بعد يُشجع على العمل الفردي أما العمل الجماعي فيصلح معه العمل من المكتب.

النقطة التي أثارتها اﻷخت إسراء هي في نظري موضوع مهم جداً ولم ننتبه له من قبل، يجب أخذه في الحسبان عند مقارنة العمل عن بعد بالعمل في مكتب أو بيئة عمل حقيقية

نعم هذا أقل شكل من أشكال العمل الجماعي، وهو العمل في بيئة جماعية لكن منفرداً.

كنت قد طرحت الفكرة سابقًا، كان أحد الاقتراحات على فكرتي هو لأحد الأصدقاء عندما طرح فكرة الكافيتيريات وأنها تحتوي على coworking spaces، هل جربت العمل بها أم أن تخصص البرمجة قد لا تناسبه هذه الفكرة؟

لا لم أجرب العمل بها، لكن بالتأكيد هي أفضل من العمل في المنزل

حتى في بيئة العمل يعمل عدد من المبرمجين في مشاريع منفردة، لكن تواجدهم مع بقية المبرمجين يحفزهم أكثر على العمل. كمثال عندما يعمل أحد أفراد شركتنا في بيته لا يزيد عن ساعة أو ساعتين في اليوم، لكن إذا تواجد في المكتب فيمكن أن يعمل ثماني ساعات في نفس المشروع

قد يكون رأيي مخالفًا لما تودين سماعه، ولكني لا أجد في ذلك مشكلةً أبدًا.

الاجتماع مع الكثير من الناس لم يكن أحد نشاطاتي المفضلة أبدًا، ومع زيادة انشغالي قلّت هذه الاجتماعات وآلت إلى الصفر.

لكنني لا أتضايق من ذلك، يكفيني لقاء القلة القليلة الصادقة الذين أستمتع وأستفيد من وقتي معهم. لا حاجة لي بالناس أصحاب التعليقات السلبية والانتقادات التي لا تنتهي.

أصبحت أنظر لحياتي هذه على أنها فرصة لرسم دائرة صغيرة مقرّبة صادقة واكتفيت بها، واختفى هاجس مقابلة الناس عندي.

أتمنى ألا تشعري بأي ضغط عليكِ لمقابلة أشخاص لا ترتاحين معهم، ولا تضعي أي لوم أو ضغط على نفسك لتجبريها على القيام بأشياء لا تودين فعلها.

من المحتمل ان الموضوع يعتمد على الاعتياد فكما تضمر العضلات نتيجة عدم الاستخدام فان المهارات الاجتماعية قد تنخفض او تندثر اذا ابتعد الانسان عن الميادين الاجتماعية وانكفئ على نفسه وتعود هذه المهارات بالممارسة مررت بتجربة مشابهة فبعد جائحة"كورونا" وعدم وجود فرصة عمل متمثلة بوظيفة اصبحت كسولا جدا ولكن اجبر نفسي على الخروج لئلا يتطور الموضوع اكثر.

طبيعة عملي مختلفة عنك إسراء ، ف أنا على تواصل مباشر و مستمر مع الناس لذلك اتمنى لو أستطيع اعتزال المهنة أو الناس بشكل عام لو ليوم واحد بما يتوافق مع طبيعتي الغير اجتماعية بالأصل ، فيما يخص حالتك أجد أن تضعين الاولوية في راحتك ، إن كنتِ تجدين الراحة في العزلة فلا ضرر في ذلك أما إن شعرت أحيانا أن التواصل جزء مهم من كينونتك و مهم لتقويم شخصيتك و حياتك فاسعِ لتحسين ذلك .

انا اري ان مشكلتك تتحل عندما تذهبى يوميآ الى السوق وشراء الخضار او الفطار من السوبر ماركت او المطاعم

او مارسي رياضة المشي نصف ساعة يوميآ او صلى الرحم الذهاب للأقارب كل شهر مرة

شعورك يرجع إلى تعلقك بمجال العمل الحر والأهمية التي منحتها لهذا العمل، فبالنسبة للدماغ هو يصنف الأولويات حسب ممارساتك لها، فإن قررتي تأجيل نزهة أو جلسة لأجل إتمام مشروع عميل ما، فإن التكرار لهذا العمل يجعل عقلك يصنفه أوليا بينما يضع العالم الخارجي ثانويا..

أعتقد أن لدي فكرة يمكن أن تساعدك، بدل نصحك بالابتعاد عن الانطواء في غرفتك مع أجهزتك وترك العمل لفترة، أقترح أن عليك مشاركة خططك و أعمالك مع من تقابليهم خارجا؛ من جهة ستساهمين في نشر ثقافة العمل الحر ومن جهة أخرى تدفعين بعقلك ليتأقلم مع الوضع الاجتماعي مجددا

مرحباً إسراء،

أنا أيضاً أصبحت أميل للعزلة أكثر بعد تجربة الحجر المنزلي اعتدت الجلوس بالمنزل لأيام طويلة وصنعت روتين يومي مليء بالمهام ، وخرجت من العزلة بشخصية أنضج وصرت إنتقائية أكثر في علاقاتي.

لكن مثل ماذكرتي فقدت تواصلي مع الكثير من الأقرباء والأصدقاء ولاحظ الكثير اختفائي ..أخطط للعودة بالتدريج ولكن لن أهدر وقتي بالزيارات الطويلة المملة.

العزلة جميلة مريحة احيانا وهي شر لابد منه فهي فترة لبناء الذات، ترتيب الافكار ،الابتعاد عن الطفيليات التي تحاول بناء ذاتها على شتاتنا بعيدا عن الضوضاء والضجيج الا انه لا يجب أن تتعدى مدة معينة لكي لا ينقلب مفعولها فإن تجاوزت الحد ستدخلين في قلق حاد ،توتر مستمر، تشاؤم ،تفكير في المستقبل والحاضر وهاجس الخوف الذي يغمر الوسط يوم سعيد

لي اجابتين حسب شخصيتك ما ان كانت قوية ما يكفي للمواجهة ام العكس فلكي حرية الاختيار لا يمكننا ارضاء الجميع خصوصا ما إن كان الأمر على حساب ذواتنا فلنفسنا علينا حق فمن يقوم بمحاولة تدميرك من خلال طرح عدة اسئلة ذات أجوبة معروفة عليك بقطع الصلة التي تربطك به فأنت في غنى عنه خصوصا في هاته الفترة الحساسة وانت طبعا ادرى بالنوايا ومن جهة أخرى يجب عليك ان تكوني فخورة بنفسك فبمجرد اشتغالك لفترة وجيزة فهذا بحد ذاته انجاز والتوقف فرصة لبداية مسار مهني ارقى واحلى فالسهم يرجع للوراء ليتقدم اكثر نحو الامام ينبغي فقط ان تتسلحي بالعزيمة والقوة والايمان بالذات والقدر اضافة إلى التصدي الكافي امام كل هاته الطفيليات التي تحاول بين الحينة والاخرى بناء نفسها على دمارك

نصيحة من القلب...بما انك احتكيتي بالكثير من الشخصيات الجيدة والسيئة بحكم عملك كمستقلة، ولكن ربما وجدتي الواقع شي مختلف عما كنت تحلمين به من عالم جميل، فنصدمت بالواقع ،وربما لتعرضك لمواقف لم تكوني راضية بها او وجدتي نفسك احيانا مرغمة على التكلف والتصنع مع بعض الناس حتى لا تزعلي احد، وهذا صار له في نفسك ردة فعل سيئة اتجاه الناس...

نصيحتي...لابد ان تركز على تطوير نفسك، وان تقتنعي من الان انك سوف تواجهين ناس منهم شياطين وقليل ملائكة، ولهذا لابد ان لايكون تعاملك مع الكل بنفس المقياس، لان بعض الناس مهما عملت فلن يرضوا عن عملك ...

نصيحة اخرى : عيشي حياتك، بدون تكلف ولا ترفعي سقف الاحلام اكثر من اللازم، لان هذا سيجعلك تصدمين بناس وواقع مختلف ،عما اختزلته الذاكرة، مما يسبب لك مشاكل ومن ثم تبداين تنفرين من الناس...

البساطة والصدق وعدم التصنع او التكلف مع قليليل من الصراحة احيانا....كنوز بداخلي حاولي تنميتها...

على فكرة... اعتقد انت في بداية ما يسمى الرهاب الاجتماعي....اقراء عنه، وانظري هل فعلا نفس الاعراض التي تنتابك..

مرحباً عزيزتي إسراء،

من خلال تجربتي السابقة بالعمل ضمن مؤسسة الكترونية، كنت أواجه الأمور التي تطرحينها الآن. فكان علي أن أنجز العديد من الأعمال، فأشعر بمسؤولية كبيرة تمنعني من الاستمتاع بالخروج وقضاء النزهات العائلية. كنت أقضى وقتي معهم وأفكر بالعمل الذي علي إنجازه وأطلب منهم الرجوع إلى البيت على عجلة.

ولكن ضمن عملي كمستقلة، أنا لست مجبرة على قضاء جل وقتي بالعمل. وهذا ما أنصحك به أولاً: لا تختاري العديد من الأعمال لتنجزينها في آن واحد. اتركي مساحة لنفسك فإن لبدنكِ عليكِ حق. أنا أفهم أنكِ تريدين تطوير قدراتك والحصول على أكبر قدر من الأعمال. ولكن التوازن شيء أساسي بجميع تصرفاتنا في الحياة.

فإن لم تفعلي ذلك الآن، سيزداد الأمر سوءاً لاحقاً. كذلك، أنتِ لست مجبرة على لقاء أفراد لا تستمعين بالخروج معهم. اختاري الخروج مع أصدقاء يمتلكون نفس الاهتمامات وأصدقاء تستطيعين البوح لهم بكل ما يزعجكِ في هذه الحياة، بحيث لا تشعري بالملل بالجلوس معهم.

  • ابحثي عن Local Communities لناس تشاركين معهم نفس الاهتمامات كبداية لعودتك الى شخصيتك السابقة الاجتماعية.
  • ابحثي عن منظمة مدنية/جمعية NGO وتطوعي معهم بضع ساعات كل أسبوع أو أسبوعين. (مثلا قد تجدين جمعية في حاجة الى مهاراتتك في التصميم او البرمجة أو أيا كان تخصصك وهذا سيكون مدخلا جيدا لتبني شبكة علاقات اجتماعية مع أعضاء الجمعية وايضا تساهمين ايجابيا في تحسين مجتمعك من خلال التطوع..)
  • فكرة الذهاب الى مساحات العمل المشتركة أيضا فكرة جيدة.
  • الخروج ولو لمفردك للمشي لساعة يوميا والتعرض لأشعة الشمس جيد وضروري من أجل صحة نفسية متوازنة.

سمعت مقولة أعجبتني جدا بالعامية المصرية قال صاحبها " إنت مش فكسان زي ما إنتا فاكر"

الحل لديك في نظري بسيط جدا... واضح أنك بذلتي جهدا في عملك و هذا يحسب لك و هي نقطة جميلة جدا

ما ينقصك الآن هو إتخاذ مهلة للراحة و إعادة الإتصال بالواقع تماما كما يفعل شخص مدمن على شيئ ما، توقفي عن العمل لمدة من الزمن أطفئي الاجهزة و لا تخرجي من المنزل لكن قومي بأشياء محببة عندك كالطبخ و الكتابة و شغل البيت قومي بتغيير الديكور في منزلكم أجري تغييرا ما ... تقربي من الله خاصة

رويدا رويدا سيعود نمط حياتك إلى الاصل في مدة قصيرة أتحدث من تجربة خاصة، ثم حددي مخاوفك كلها و ابدئي في إقتحامها دون الإكتراث لأي من مشاعرك السلبية

شعور التحرر من القيود التي تضعها لنا عقولنا رائع جدا ، ثم بعد العودة للتوازن إبدئي في العودة لعملك لكن وازني بين الواقع و المواقع... الرحلة غلى هناك صدقيني ممتعة لأنها ستكون خليطامن المحاولات الإنتكاس و النجاح، فقط لا تحكمي على نفسك بالفشل و لا النجاح و قومي بالأمر بشكل طبيعي بكل سلام ممكن

تحياتي لك


العمل الحر

مجتمع يشارك المستقلون من خلاله أسرار الحرية المالية، وتجاربهم المتنوعة عبر منصات العمل الحر، مثل: خمسات، ومستقل.

103 ألف متابع