كثيرًا ما يحدث معي أن آتي بهدية لصديقة ما أو آتي بمنتج يخصني ويخص اعتنائي بنفسي مثلًا، فتنبهر والدتي بأن التكنولوجيا قد وصلت لهذا الحد، أو حين اعرفها كيف يمكنها أن تسمع القرآن الكريم كله من تطبيق ما، أو عندما أخبرتها عن نزول خمس استجابات في الفيس البوك مختلفة كلها عن اللايك أو الإعجاب العادي، أو حين شاهدت ما يدعى بالكوب السحري الذي لا تظهر الطباعة فيه إلا بمشروب ساخن.
اشاهد كل مرة تعجبها واقول لنفسي يا ترى بماذا أثرت فيها أنا وأخوتي أكثر؟ افكر في السنتيين الماضييتين حينما اتخذت منهجًا مختلفًا تمامًا غير الوظيفة الحكومية، وخالفت عائلتي الموظفين كلهم، اتذكر أول مرة من أربع سنوات وأنا اشرح لها ماذا تعني كتابة المحتوى وماذا يعني التسويق، واتذكر الجدلات التي دارت بينا لخوفها علي أن اضل طريقي أو لا استطيع الحصول حقًا على العملاء الذين ابدأ بهم مسيرتي العملية، ومن خلفها العائلة كلها، اتذكر جدالاتي معهم في قضايا الدين والنسوية والزواج، واذكر الفرق بين رأيهم من سنوات ورأيهم الآن الذي أصبح فخر وإيجابية بعد أن كان ريبة واستخفاف، لا اقول هذا بداعي التفاخر، بالرغم من أنني نعم اعترف أنني كنت شجاعة وشجاعة جدًا، وطموحة للحد الذي يجعل مني صبورة لأصل لما أريد، ولكنني اسرد هذا لتأمل كيف نقوم نحن بتشكيل وعي آباءنا، كيف نفتح لهم آفاق جديدة لم يخيل لهم وجودها أصلًا!
التعليقات