ماذا إن تجاوزتُ الثلاثين ولم أتزوج؟ وتجاوزتُ الخامسة والثلاثين؟ هل أنا من تضع الأقدار في الطريق؟ بالطبع لا. أنا من درست وتفوّقت، واشتغلت، وكنت خير ابنة بارة بوالديها، ونِعْمَ الإنسانة التي يتحدث الجميع عن أخلاقها. لكن لم يكن لي الحظ الوفير مع الرجال. لم أجد نصفي الثاني الذي أستطيع أن أكمل معه دروب حياتي. لم أجد السند الذي أتكئ عليه ويتكئ عليّ. فهل هذا عيب أم حرام؟ المشكل أنني في مجتمع يعتقد أن الفتاة عندما تتقدّم في العمر، وجب عليها
وحيدة والديها ....
يعتقد الكثيرون أن الفتاة الوحيدة هي المدللة، التي تُلبّى كل رغباتها، ويظنون أنها لا تسمع كلمة "لا"، وأن الحياة تُفرَش لها بالورود. لكنهم لا يعلمون... أن الفتاة الوحيدة هي من افتقدت دفء الأخ وحنان الأخت. هي من تحمل على عاتقها ثِقل النجاح، أن تكون متفوقة في دراستها، حسنة الخُلق، أن تكون الفرحة الوحيدة لوالديها، وفخرهم الوحيد. لا أحد غيرها سيحمل هذا الحمل. هي من يُنتظر منها أن تحقق حلم أمها، وأن ترفع رأس أبيها عالياً بين الناس. لكن، من يفهم