في كثير من بيئات العمل الحديثة، يُنظر إلى الموظف القادر على القيام بمهام متعددة خارج وصفه الوظيفي كـ"كنز استثنائي" يجب استثماره. يُشاد به، يُوصف بأنه مرن، وأنه يفهم مصلحة الشركة ويضعها فوق كل اعتبار. لكن الحقيقة التي لا تُقال بصوت مرتفع هي أن هذه "المرونة" قد تكون ستارًا يُخفي وراءه استنزافًا ممنهجًا لقدرات الأفراد ووقتهم دون أي مقابل مادي أو حتى تقدير معنوي حقيقي.
يبدأ الأمر غالبًا بمهمة صغيرة "لن تأخذ منك وقتًا طويلًا"، ثم تتسع الدائرة تدريجيًا حتى يجد الموظف نفسه يتحمل أعباء لا علاقة لها بوظيفته الأصلية، بينما يُغلف هذا الوضع بعبارات مثل "روح الفريق" أو "الولاء المؤسسي".
في النهاية، سواء كان ذلك ناتجًا عن إدارة تستغل قدرات موظفيها، أو عن موظف يخشى الرفض، تظل النتيجة واحدة: بيئة عمل مرهقة، وموظفون فاقدون للحماس، وشركات تدور في حلقة مفرغة من الإنتاجية الهشة التي تعتمد على استنزاف الأفراد لا تمكينهم.
فى رأيك لماذا يُرهق الموظفون أنفسهم في مهام غير مدفوعة الأجر؟
التعليقات