في كتاب إدارة الأعمال في عشرة أيام يقول الكاتب سيلبيجر في اقتباس عن أحدهم أنه واجه معضلة تعليق حياته المهنية للحصول على ماجستير إدارة الأعمال فقد تكتفي بقراءة كتاب مثله أو غيره, فهل في رأيك هو مهم لهذه الدرجة؟ خصوصاً أنه يستخدم في حياتك العملية بشكل غير نظامي أو رسمي أو هي شهادة تحتاجها في وظائف معينة
في رأيك هل الحصول على ماجستير إدارة الأعمال MBA مهم عملياً بدرجة كبيرة ؟!
الدراسة الأكاديمية مهمة بالطبع لكن التجربة العملية أهم.
فلو خيرتني بين أن أعمل ميدانيا لمدة عامين مع أحد أهم رواد الأعمال في العالم ولا آخذ راتب أو أن آخذ ال MBA وأحصل على ألف دولار شهريا فسأختار التجربة الأولى؛ لأنها ستجعلني أتعلم أشياء وأكون علاقات ربما لن آخذها في ماجيستير إدارة الأعمال.
لكن من ناحية أخرى لو أخبرتني بأن ماجيستير إدارة الأعمال ستكون في ستانفورد فهنا الأمر سيختلف لأنني سأكون حينها محاطا بأهم رواد الأعمال بالعالم والسمعة التي سآخذها ستبني لي مستقبلي بعد التخرج.
الشاهد أنك ستستطيع اتخاذ القرار بناءا على ظروفك لكن لو كان قرار الماجيستير سيتم اتخاذه بناءا على الشهادة التي سنأخذها منه فقط إذن فلا داعي له من الأساس.
ويذكرني هذا بموقف طريف كان يحدث دائما مع الشباب الذين يدخلون منحة ريادة الأعمال في شركتي، ومعظم هؤلاء يسأل سؤال متكرر واحد: هل هذه الدورات لها شهادة )معتمدة(؟ فتكون دائما إجابتنا: هل ستذهب للمستثمرين وتخبرهم بأن لديك شهادة في ريادة الأعمال فيوافقون على الشراكة معك؟!
ومعظم هؤلاء يسأل سؤال متكرر واحد: هل هذه الدورات لها شهادة )معتمدة(؟ فتكون دائما إجابتنا: هل ستذهب للمستثمرين وتخبرهم بأن لديك شهادة في ريادة الأعمال فيوافقون على الشراكة معك؟!
يذكرني بالمقولة الشهيرة "بلد بتاعت شهادات صحيح" المشكلة أن معظم الوظائف "التقليدية" تهتم بالمؤهلات والشهادات الخاصة بدورات تدريبية حصل عليها الشباب دون النظر إلى ما إذا استفادوا منها بالأساس أم لا.
لكن في عالم ريادة الأعمال أظن أن الأمر مختلف لكن الشباب لا يدركون هذا بعد، فهم يبحثون عن التسلح بأي نوع من الشهادات في سبيل الدخول لمجالات العمل بكامل عتادهم، حتى أن بعضهم ينسي البحث عن المهارات العملية، لكن للأسف يدركون الواقع متأخرين.
معظم الوظائف "التقليدية" تهتم بالمؤهلات والشهادات الخاصة بدورات تدريبية حصل عليها الشباب
في الدول النائمة فقط، فجوجل مثلا لا تهتم بالشهادات في التوظيف بل بالمهارة.
وأنا مثلا حتى الآن لا أفهم لماذا يبحث الناس عن شهادات معتمدة في اللغات فمن في العالم مهما كان اسمه يمكنه إعطاء شهادة مُسلم بها في اللغات غير اختبارات اللغات؟! وهذا شيء من أغرب الأشياء التي رأيتها في حياتي.
أتفق معك. الحالة الوحيدة التي يمكنني التفكير بها بحيث تكون الشهادة هي المهمة بالنسبة للشخص أكثر من التجربة العملية هي إذا كان الشخص يسعى لمنصب معين يتطلب ماجيستير (وهي ليست كثيرة، لكنها موجودة). أما من يبحث عن المعرفة العملية لتطوير مهاراته دون الحاجة إلى الاعتراف الرسمي أو تغيير جذري في المسار المهني، فإن الكتب والدورات التدريبية قد تكون كافية.
صحيح رأيك صائب, الخبرة السابقة التي ستخبر بها الناس الذين ستعمل معهم أهم مثلاً تقول له أنك عملت في مشروع كذا أو مع فولان الشهير,, معك حق أكثر مايثيرني هو سؤال المتوجهين لشئ مثل الMBA للسؤال عن الشهادة, فقد قال لي أحد الموجهين من قبل الشهادة هي دليل فقط على أنه معك مال وحصلت على شهادة ولا تؤكد خبرتك بهذا المجال ! حقاً يجب النزول إلى هذا البحر وخوض التجارب من وجهة نظري
على حسب طريقة نظرتك له ومدى احتياجك له في المستقبل لأننا نتحدث عن دراسة أكاديمية وبالتالي ستدرس بجانب العمل بنسبة كبيرة، فلو كان لديك هذه القدرة وأيضا القدرة المالية لتنفقها على هذه الدراسة ومتأكد بنسبة كبيرة أنها سيكون لها عائد على توظيفك في منصب أعلى أو تمكنك من إدارة عملك الخاص بشكل أفضل فلما لا! ولكن في العموم لن يتمكن الجميع من دراستها بسبب اختلاف الأهداف لكل فرد منا.
حسب ما رأيت فالمتقدمين لهذه الدراسات ٣ أنواع، خريجين جدد ويحاولوا التسلح بشهادات تقوي من سيرتهم الذاتية، والثاني موظفين ويحصلون على الشهادة للترقية، والثالث رواد أعمال بدأوا مشاريعهم بالفعل وناجحين ولكن يريدوا تعلم أمور متخصصة أكثر لن يتعلموها بالخبرة، وهذا أكثر نوع يستفيد من الدراسة، على عكس النوع الأول الذي تكون استفادته معدومة كونه ليس لديه خبرة أو واقع عملي يطبق عليه ما يتعلمه
أنا أرى أنها شهادة تكميلية ليس إلا لما هو ينقصنا، لكن إن كنا فى الإدارة جيدين بما يكفي أن ندير بشكل جيد فلن يشغلنا شهادة أو غيرها.
فعلاً هذا ما أرمي إليه حقاً, فهل يجب عليك أن تكون حاملاً لتلك الشهادة لكي تعمل بهذا المجال أم سيسألونك عن الشهادة دون الخبرة ؟!
في مجالات إدارة الأعمال والتسويق لا أعتقد أن مثل هذه الشهادات ضرورية بقدر ما أن الخبرة والكفاءة تكون مهمة وضرورية، ولا أقلل من جدوى التعليم مطلقًا ولكن كشهادة الماجستير أنت لست بحاجة إليها لتكون رائد أعمال ناجح ولكنها ستكون إضافة ممتازة لك إذا ما قررت أخذها.
المشكلة أن هناك من يروّجون لترك التعليم الجامعي كليًا بحجة أنه ليس إلا تضييع وقت وأنك لست بحاجة إلا لعدة كورسات في التسويق والإدارة لتصبح مستعدًا لإدارة مشروعك اللامع بنجاح وكفاءة، ما رأيك في هذا الخطاب المنتشر حاليًا؟
حقيقة ياتقوى كيفما تقولين ولكن لو قارنا الماضي بالآن فقد كانت شهادة MBA لها ثقلها واسمها وليس أي أحد من السهل يحصل عليها, ولكن بعد موجة التعليم الأون لاين ظهرت العديد والعديد من الجامعات المعتمدة والغير معتمدة بمبلغ بسيط يمكن الحصول على الشهادة بسهولة بالغة وحتى نرى الكثير ممن حصلوا عليها لا يفقهون شيئاً في ذلك التخصص أو أي من فروعه
عن نفسي سأفضل جمع الخبرة العملية من أماكن مختلفة وكذلك الخبرة النظرية من أكثر من مصدر، فماجستير إدارة الأعمال أصبح طريق مزدحم ولا أحب أن أسير حيث أسير الجميع ربما أخسر ولكن خسارة لن تشبه خسارة الجميع أيضاً.
اعتمادًا على الهدف، فإن كانت درجة الماجستير متطلب وظيفي أو يمنحه أفضلية في الالتحاق بمناصب أو الحصول على ترقية فهنا لديه دافع، مع العمل أن هذا لا يمنعه عن الاستمرار في مهنته بينما يدرس الماجستير فأحدهما لا يمنع الآخر.
أما إن كان هدفه يعتمد على المهارات العملية فالأولى أن يبحث كيف ينمي مهاراته ويكتسب خبرة عملية في مجال عمله، فإن كان سيعمل في مجال ريادة الأعمال فما أعرفه أن المجال يعتمد على عدة مهارات وأفكار وليس أهمها الشهادات الجامعية غير ذات الصلة بمجال المشروع نفسه وليس ماجستير إدارةالأعمال بالضرورة.
التعليقات