رغم أن كلماته لها وزنها فهو مستثمر بارع جداً، إلا أنني لا أتفق معه، لأنني أرى بأنّ الكثير من الأشخاص لا يعد الجدول المزدحم عندهم بالأعمال مجرّد خيار يمكن أن يقبلوه أو لا، أحياناً يكون ضرورة. 

ببداية كلامي دعونا نعترف بأمر ما، هو إن ثروة بافيت ونجاحه أساس يتيح له التفكير الانتقائي الاختياري في جدوله، يمكنه تنظيم جدول أعماله مع إعطاء الأولوية للترفيه والأنشطة الشخصية،  هذه الحرية ليست متاحة للجميع وخاصّة للمبتدئين من روّاد الأعمال الذين منهم من يتنقلون بين الوظيفة والعمل الخاص والدراسات والالتزامات العائلية، ما يعني أن لكل دقيقة ثمن وضرورة في حالتهم، وأيضاً أريد أن ألفت النظر إلى أنّه تجاهل بهذه النصيحة بعض الشخصيات التي أنا متأكّد من أنّهُ قابل كثير منها، وهي الشخصيات التي تعشق الهيكلة وتنظيم جداول العمل بإحكام وازدحام شديد يرافقه التزام أشدّ، هذه الشخصيات تجد الرضا فقط حين تضع إشارة صح أمام كل مهمّة منتهية! وقد تكون أي دقيقة فراغ بالنسبة لهم مسألة مشوّشة فعلاً!

ما أقوله ليس دعوة لتكسير الأعصاب وصناعة جداول العمل الصعبة، بل هي تأكيد على أنني أرى الأمر معتمد على الاختيار الفردي والتفضيلات الفردية وفقط، حيث لا يصح مهما بلغنا من الخبرة على تعميم أسلوب حياتنا وعملنا على الآخرين!