فُجعت حقًا بالأمس عندما سمعت حادثة اقدام موظف على الانتحار من الشركة التي يعمل بها في مصر. هذا الموظف يتم معاملته معاملة سيئة من قِبل مديره الذي يهدده بالطرد ويوبخه مرارًا وتكرارًا كونه يدخل الحمام كثيرًا، مع العلم أن هذا الموظف يعاني أيضًا من أمراض معينة كما تقول زميلته. 

على إثر هذه الحادثة تبادر إلي ذهني تساؤل أشعر بأنه أصبح يلّحَ عليّ بشكل لافتِ بعد هذه الحادثة ربما هو مختلف لكن بشكل عام نحن نتحدث عن مسؤول العمل، ف كموظف، أيهمّا الأفضل لك زيادة راتبك مع العمل مع مدير سيء وقاسِ لا يتمتع بالمرونة المعقولة؟ أم تفضل أن تحصل على راتب معقول إلى حد ما أو لنقل قليل مع التعامل مع مدير جيد يعدُ بالنسبة لك قائدٌ وليس مدير، ناهيك بأنك ستشعر بين كل فترة وفترة أنّ هذا المدير أحدث فرقًا كبيرًا في سعادتك وخبرتك وانتاجيتك كموظف؟ 

عندما حاولت الإجابة على السؤال، تذكرتُ تجارب بعض الأصدقاء وكيفية تعامل مديرهم معه في العمل، فلطالما كان يفرض رأيه عليهم، لا يمنح موظفيه الثقة في أنفسهم بل يسعى دائمًا إلى الانتقاد السلبي، عندما كان يشتكون لي كنت أخبرهم بأن راتبكم مرتفع وأن مع مديركم الحقٌ في تصرفه إزاءكم، واستعجب منهم حتى أنني شعرت بأنّ معانتهم وشكواهم هي ضربُ من ضروب الخيال. لكن مع التجارب وقراءة الأحداث المزعجة التي تحدث من حولنا، يتضح لي بأنني مخطئة تمامًا فالراتب ليس كل شيء. فأحيانًا نشعر بأنّ عقولنا توهمنا زورًا وبهتانًا بأنّ السعادة في العمل تكمن فقط في زيادة الراتب! لا أنكر أهمية الراتب ولكن لا يمكنني أننا أعيش في بيئة عمل سامة!

صادفتُ دراسة أمريكية تفيد أن 65 % من الموظفين سيقبلون تخفيض رواتبهم في حال كان عملهم مع مدير أفضل. بينما سيختار 35٪ سيفضلون الزيادة في الراتب.

عالمة النفس ميشيل ماكويد تقول أنّ الموظفين الذين يحملون الكره والضغائن تجاه مدرائهم يحصلون في المتوسط على 15 يومًا مرضيًا سنويًا أكثر من غيرهم!

ارتأيتُ مناقشة الموضوع بيننا كأعضاء هنا، لِمَ لا نتبادل الآراء ما بيننا حول تفضليكم لمدير عمل جيد وأفضل أم الزيادة في الراتب؟ هل قابلتم مدراء سيئون في عملكم؟