تأخذ المدرسة حيزاً كبيرا من حياتنا، ما يجعلنا عرضة للقيام بأفعال قد لا نتقبلها، فما هي الأمور التي ندمت عليها في أيام دراستك؟
وفقكم الله.
ندمت على دراستي كلها تقريباً، وأظن هذا حال الأغلبية الساعية بصدق، أنا لا أتحدث عن من كانوا كما يدخلون الفصل كما يخرجون.
أنا أبن الفئة التي كانت تكتب وتذاكر أول بأول وتحصل على الدرجات النهائية، ولكن لم أعمل بما تعلمت، سعيت كثيراً ولم أوفق.
ولولا رحمة وكرم الله أن أنعم علي بعمل آخر ( لا علاقة له بمجال دراستي على الإطلاق) لكنت على المقهى جوار معظم أبناء الجيل الذين استسلموا لأعمال لا تليق على الأقل بكل عناء المذاكرة والدراسة.
أنني ظننت أنه يجب عليّ أن أختار فعلاً فرع جامعي وأكمل فيه، هذا الموضوع أسوأ ما وقعت به للأسف، مان يمكن من تلك الفترة أن أعلم أن واحد من تلك الخيارات التي كانت متاحة أمامي أيضاً هي أن لا أختار! يعني أن أدرس أمور لا علاقة لها بالكلية، كان ممكن أعمل على نفسي بموضوع الكتابة وأنجز فيها وكان ممكن أن أتوسع أكثر في مسألة السوشال ميديا وصناعة المحتوى، كلها أمور هي الآن تمثّل دخلي ولكن ظننت أنا في تلك اللحظات أن هذه المواضيع سخيفة وأن الجامعة أبدى وأهم ولكن ما تبيّن لي في نهاية المطاف العكس تماماً.
أعتقد أن أحد أكثر الأشياء التي ندمت عليها مؤخرا هو أنني كنت أقلق بشكل مبالغ فيه وكنت أولي الدراسة اهتماما أكبر من اللازم. لا أقصد أن التعليم غير مهم أو أنه مضيعة للوقت، لكنني كنت أصل في بعض الأحيان إلى أن تأتي الدراسة على حساب صحتي الجسدية والنفسية وهو ما ترك في أثارا لا زالت باقية إلى يومنا هذا. وبالتالي أتمنى لو استطعت تحقيق التوازن بين التفوق الدراسي والحفاظ على صحتي
كانت لدي كثير من الأفكار الخاطئة عن الدراسة والتي لا زال ضررها مستمراً للآن، منها ظني بأني لا أحتاج للإجابة على أسئلة الاستاذ لأثبت بأني ذكي، والذي تهربت به من الشعور بالخوف من أن أخطئ بالإجابة وتفكيري بنظرة زملائي لي، وظني أني لا أحتاج أي أصدقاء بحجة كون إهتماماتهم تختلف عن إهتماماتي، وتهربت بذلك من تكوين صداقات لأني كنت منعزل وغير إجتماعي وأعتبرت ذلك محبةً للعزلة والذي لم يكن صحيحاً ابداً
التعليقات