إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام

ولكنه سيكون مؤقتا!

أتفق مع آلان دونو في أن التافهيين باتوا يسيطرون على مناحي حياتنا سواء كان في مجال التعليم، الثقافة أو في الفن وغيره، وهذا ما نراه اليوم عبرو وسائل التواصل الاجتماعي، اذ أضحت لبنة أساسية لتوليد وتنمية التفاهة!

انظر للمحتوى الذي يقدم عبر التيك توك، والانستغرام وغيره من الوسائل الأخرى، محتوى ركيك وضعيف تمامًا. وللأسف نحن أي الجمهور هو من يشجع هؤلاء على الاستمرار في نشر التفاهة. وذلك من خلال دعمهم ومتابعتهم وتشجيعهم على الاستمرار.

التعليم هو الأخر بدأنا نشعر بأن التفاهة هي من تسيطر عليه، قبل فترة بسيطة شاهدت فيديو لخريجة جامعية مصرية ترقص في حفلة تخرجهها، وهنا انتابني تساؤل، هل حقًا هذه خريجة جامعية! هل فعلا هذه مثقفة؟ أم أن الجامعات باتت تفرز التفاهة!

ناهيك عن مصادر الحصول الأموال وتكوين الدخل، بعضنا بات يجمع المال بغض النظر عن مصدره أو الوسيلة التي نتبعها في جمع المال، وهذا قد يتمثل في المحتوى الركيك الذي ينشر عبر السويشال مديا. أو عبر اليويتيوب. أليست وسيلة يتبعها البعض لجمع المال!

لكن في يومِ ما قد لا نرى هؤلاء الأشخاص، لا أعلم متى سيكون هذا اليوم، ولكن مهما تأخر سيأتي في النهاية بلا شك. وربما الحل يأتي من خلال القطيعة الجمعية التي ذكرها الكاتب في كتابه.

ليس جديداً بالمرّة، دائماً للتفاهة الشهرة الأكثر، هذا ليس جديداً على العالم إنّما برأيي أًصبح واضحاً بعد وصول الإنترنت إلينا، حيث صار الإنترنت بناءً على عوامل الرواج يبرز هذا الأمر بشكل واضح جداً، من قال لنا بأن العصور السابقة لم تكن عصوراً أيضاً للسخافة؟

يأتي السؤال الآن، إذاً لماذا يبدو هذا العصر هو الأكثر سخافة؟

فقط لإننا لم نطّلع على حال التاريخ سابقاً، في كل حقبة تاريخية الكثير من السخافات بين عامة الشعب وحتى النخبة منهم من سياسيين وأغنياء، ألم نسمع كثيراً بأن سبب سقوط دولة أو حكم معين في التاريخ كان بسبب حقبة إنحطاط شعبي أو حكومي مرّت بها المملكة أو المنطقة؟ ألم نقرأ هذا في التاريخ؟ بالطبع قرأنا الأمر ولكننا ننكره فقط لإننا لم نجد علامات له، وهذا طبيعي، الزمن غربال، سيغربل كل سخافة في أي حقبة وينقل فقط منها ما ينفع فعلاً او يمتع فعلاً، كل سخيف سيبقى في الماضي، يمكنك أن تتبين ذلك الأن، أين هم نجوم السخافة الذين أتوا قبل ال 2010؟ لا وجود لهم الآن، وبالمثل سيتعامل التاريخ مع حقبتنا هذه.

لن يدوم طويلا ذلك، سرعان ما سوف يهزمون أو يفشلون في تصنعهم، ولكن من جانب أخر لو ننظر نجد أن التافهين بحكم حيلهم قد تفوقوا على الأذكياء المترددين وغير واثقين بقدراتهم.

ولكن لنعترف أن البعض منهم هم الساسة قد تمكنوا من تحقيق النجاح الكبير من خلال استخدام استراتيجياتهم الفائقة والمبتكرة. فقد قاموا بتكوين تحالفات قوية وتوظيف أعضاء ذوي خبرة عالية في مجالات متعددة. واستغلوا تكنولوجيا حديثة. كل ذلك من أجل التأثير في جماهيرهم وقاموا بتحليل البيانات بعناية لتحديد نقاط القوة والضعف واستثمروا في تعزيز الجوانب الإيجابية وتحسين الجوانب السلبية. ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا أيضًا بتوسيع نطاق تأثيرهم من خلال إقامة شراكات استراتيجية مع الأطراف ذات الصلة ولها قدرة في التأثير على المجتمع هم المشاهير أنفسهم.

لذلك لن أقول سحقا لهم، بل اعترافي مني لهم أنهم استطاع التافهين تحقيق الفوز المستحق لقدرتهم على التأثير في الجماهير الذين يبحثون عن محتواهم التافه لمتابعته.