وقت التحضير للامتحانات هو أكثر وقت أُسيء فيه معاملة نفسي. فيومًا أدرس 6 ساعات من دون توقّف، ويومًا أترك كل شيء هربًا من يوم طويل وممل مثل هذا.

أحب أن أحصل على درجات عالية، لم أدخل امتحان يومًا وأنا أفكّر بالنجاح فقط، ولا حتّى خرجتُ من امتحان وأحشائي لم تصطخب غضبًا على سؤال حللته بطريقة غبية.

عقلية مثل هذه من المفترض أن تُضحِّي في سبيل ما تُريد بكلّ شيء. رغم هذا، لستُ مضحيًا، لا أكون 100% مُلتزمًا دائمًا نحو أهدافي. لستُ مستعدًا لوضع تلك الساعة الاضافية في الدراسة، حين أتململ لا أقاتل وأصمد، حسب احصائية برنامج Forest في آخر سنة، حين تتعدّى العاشرة مساءً فمعدّل دراستي هو 8 دقائق فقط.

السبب في هذا ليس "قلّة التزام" بقدرما هو خشية من التوقعات.

عندما تحضّر لخوض امتحان ما، ففي نفسك توقّعات حول ما سيجري، خليط من التوقعات، مرّة ايجابية ومرّة سلبية. وهذه التوقعات مخيفة، لا يُطيقها كلّ أحد.

سيكون من الأسهل أن أهرب عند العاشرة مساءً من توقّعاتي حول ادائي في الامتحان، وأخدّر نفسي بحلقة من حلقات Better Call Saul الذي شاهدتُ 13 حلقة منه في آخر اسبوع.

الخوف من التوقّعات، تلك التي نضعها على أنفسنا، هو خوف لا يُطاق، والأسوأ: هو موجود في العقل اللاواعي، لن تُدركه بسهولة.

الواقع أهم من التوقعات

بعد سنة من الآن، من الذي سيصمد؟ توقّعاتك قبل امتحان لم تذكره؟ أم الواقع الذي يسير معك في كل يوم؟

التوقعات مؤقتة، امتحاني بعد تسع أيّام، لا بأس باحتمالها. لكن "العقلية" التي أعالج فيها مشاكل الواقع ستستمر معي العمر كله.

التوقعات تتجذّر في أساس من الشك، أنت لا تدري كيف سيكون أداؤك، فلماذا تُضحّي في أوقات الملل؟ ألا يكفي الوقت "المقبول" الذي تدرس فيه؟ لكن لو تقبّلتَ هذا، وعملتَ رغم هذا العائق النفسي، ستمتلك قوّة خارقة. ليس هناك كثير من الناس يستطيعون العمل حينما يسيطر عليهم الشك من المستقبل.

لكن عندما تهرب من التوقعات، فهناك احتمالية أن يظهر هذا السلوك عليك في مجالات أخرى، وللعمر كله.

التوقعات لن تستمر، أنت لم تذكر يومًا شعورك النفسي قبل امتحان من الامتحانات، لكن ما فعلته أمام هذه التوقعات وطريقة علاجها، هي التي استمرّت معك، وهي ما تُشكّل واقعك اليوم.