هذه تجربة مؤلمة أخرى سأخبركم عنها ولا بد أن بعضكم يعاني منها أيضا، مشكلة التعلم الفاشل، باعتباري محبة للغات حاولت مرارا البداية في تعلم لغة جديدة لكن سرعان ما أتوقف لسبب ما بعد احراز تقدم بسيط، ودائما ما أسمع قصص عن علماء قدماء تعلموا لغة كاملة في ثلاث اشهر، ونرى الآن أشخاص عاديون يتحدثون أكثر من أربع وخمس لغات بشكل عادي، وهذا لا ينطبق فقط على اللغات الحية، بل أيضا على لغات البرمجة ومهارات معقدة أخرى، وأسأل هل الحل الأسرع للتعلم هو تخصيص ساعات متفرقة في الأسبوع شيء واحد مثلا أربع ساعات في الأسبوع على مدار عامين أو ضغط عدد ساعات كبيرة في وقت أقل 40 ساعة في الأسبوع لمدة 6 أشهر؟
الإجابة معقدة وتحتاج تفاصيل كبيرة، لكن يقول خبير التعلم " سكوت يونغ" أن المسألة متعلقة بدرجة تأثر المهارة المتعلمة بما يسمى بتأثير التباعد spacing effect، فهناك مهارات تحتاج إلى مدة زمنية متباعدة من أجل التثبيت، بينما تحتاج مهارات أخرى إلى مدة أقل أو ربما لا يهم فيها المدة أصلا، فالمونتاج مثلا يمكن أن نتعلمه في عشر ساعات متواصلة دون اهتمام بالتباعد الزمني، بينما إذا اردنا تعلم لغة جديدة لا يمكن أن ندرسها بكميات كبيرة جدا في نفس الفترة، لأن اللغة تستهدف ذاكرة طويلة المدي تحتاج إلى التعزيز والتكرار على فترات بعيدة، فيمكن أن ندرس عشر ساعات أسبوعيا، بشكل جيد، لكن سرعان ما سننسى كل ما حفظناه، وسيحتاج المتعلم إلى الرجوع بعد فترة إلى نفس المعلومات التي درسها ثانية من أجل التثبيت.
باختصار أحسن طريقة حسب قراءاتي هي استخدام التعلم المكثف والبطيء في نفس الوقت، بحيث يتم تخصيص ساعات مكثفة للتعلم وفي نفس الوقت يتم تمديد تلك الساعات على فترات طويلة بحيث يتم التثبيت المستمر مع التكرار والممارسة.
أخبرني عن تجاربك: وماهي الطرق التي تتعلم بها بأحسن كفاءة وأقل وقت؟ وماذا عن مشكل النسيان في التعلم كيف تتغلب عليه عند تعلمك أي مهارة جديدة؟
التعليقات