في تركيا، يُسمح للأمهات المحتجزات بالاحتفاظ بأطفالهن دون سن السادسة داخل السجون.

أنا محتار… هل هذا في مصلحة الطفل حقًا؟

يبقى السؤال الإنساني الأعمق في هذه القضية هو المفاضلة بين الحنان والحرية؛ فبينما يمنح وجود الأم داخل السجن طفلها شعورًا بالأمان والانتماء، تبقى بيئة السجن بما تحمله من قيود وبرودة وجفاف عاطفي عائقًا أمام نموه النفسي والعقلي السليم.

فالطفل الذي يعيش خلف القضبان، حتى وإن كان في حضن أمه، يتأثر حتمًا بأجواء المكان التي تخلو من الحيوية والحرية والتجارب التي تصنع الطفولة الطبيعية. في المقابل، قد توفر الحياة خارج السجن فرصًا أكبر للتطور الاجتماعي والانفتاح على العالم، لكنها تفتقر إلى دفء الأم وحضورها العاطفي الذي لا يعوَّض.

وهكذا تظل المسألة بين خيارين متناقضين: البقاء مع الأم في محيط يفتقر للحرية، أو الانفصال عنها من أجل حياة أوسع وأكثر طبيعية، وكلا الخيارين يحمل كلفته الإنسانية العميقة.