أنتشر فيديو على منصة فيسبوك مؤخراً يظهر سيدة عجوز طيبة تحكي بتلقائية قصة عن لماذا تشاجر عليها عمال دليفري للتسابق على خدماتها لكونها تقوم بإحضار مقعد لمن يأتي منهم للجلوس بجانب الباب مع زجاجة مياه مثلجة وقطعة حلوى للراحة من مشقة الطريق في هذا القيظ، وتستعرض في الفيديو وهي سعيدة ما تقول وهي تشجع الناس لفعل المثل، لتأتي بعض التعليقات تهاجمها ، وأنه عليها أن لا تنشر فعل الخير لأن هذا يعد رياء ، وهنا يبرز السؤال هل التحدث عن فعل الخير على منصات التواصل تشجيع على فعل الخير أم رياء ؟
عرض فعل الخير على منصات التواصل تشجيع على فعل الخير أم رياء ؟
صديقي حمادة؛ ليس كل من تحدث عن فعل الخير مرائيًا؛ فالله تعالى يقول: ﴿إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ (البقرة: 271)، أي أن إظهار الصدقة حسن إذا كان الهدف تشجيع غيرك، أما إخفاؤها فهو الأفضل للإخلاص، وقال النبي: "مَن سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"، فالميزان هنا هو النية؛ إن كان القصد التفاخر والمدح فهذا رياء، أما إن كان القصد نشر الخير والإلهام للناس فهو عمل صالح مأجور، وما فعلته السيدة العجوز أقرب لنشر سنة حسنة لا للرياء. والسوشال ميديا ليس فيها إلا السب والشتائم؛ يا أخي هم يفتون على صفحة دار الفتوى فماذا تريد منهم.
لكن برأيك ما السبب في تفلسف الناس في غير مواضعه؛ يعني أفهم أننا يمكننا أن نفتي ونتفلسف في الطرقات والغرف المغلقة مع أن حديث النبي يقول: "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار" لكن كيف يجرؤ أحد في أن يُفتي الناس أمام المتخصصين في الفتوى؟ أما يخاف أن يُفتضح أمره؟
أظن أن الناس التي تفتي على دار الفتوى هم بالأساس يروا أنفسهم كمصدر معرفي أكثر موثوقية من دار الفتوى ، ولقد قابلت بعض الأشخاص يتمتعوا بالعقلية نفسها من التيار السلفي المتشدد ، وفي المعتاد أنا لا أدخل في أي نقاشات معهم لأنها تصبح جدليه ، وحيث أن (المتشددين منهم) يتجرأ على تقديم فتوي مرعبة قد تصل لتكفير المجتمع بأكمله بناءاً على الظاهر.
بالعكس أراه أمر إيجابي جدا، لأنه يمنحنا أفكار جديدة قد لا تخطر ببالنا. أنا شخصيًّا معتادة على القيام بالإطعام، لكن كثيرًا ما أشاهد في هذه المقاطع طرق وأفكار لم تكن في ذهني أصلًا، فهي تلهمني أن أقوم بأعمال لم أكن أفكر فيها مسبقًا. في النهاية، نحن كمشاهدين نستفيد ونستلهم الخير، أما نية من ينشر فهي أمر لا يعلمه إلا الله، فقد يكون قصده تشجيع الآخرين أو استعراض، لكن ذلك لا ينقص من قيمة الفعل ذاته.
كما لو انهم داخل قلبها ليحكمو عليها ، افضل ان ارى الكثير من الخير على أن ابقى محصور بحكم وشك انه اكيد هذا الخير ورائه نية سيئة او كما قلت رياء ، لهذا افضل ان ارى الخير كثيرا على أن لا أجده ابدا او قليلا هنا من حيث المشهد او ان ترى العين
وثاني أمر فعل الخير ان كان نابع من القلب صدقني ليس مهم ان يتم تصويره او ان لا يتم
ثالث أمر التشجيع على الخير الذي فعلته هي مثل تشجيع مدرب الرياضه لك على الرياضه
ومن جانب اخر يبدو ان البشر لديهم تجارب سيئة جدا انهم ممكن خدعو كثيرا من من يدعي الخير لهذا تاتي فوبيا من فعل الخير واظهاره
ولكن هذا لا يعني انه كل من يفعل الخير له نية خير حقا لكن ليس مهم بما ان التعامل مع البشر قائم على الظاهر وليس الباطن و ان علمت الباطن لا تتعامل معه مع البشر البشر تعامل معهم على اساس الظاهر كلمه فعل فقط
انا لم أشاهد الفيديو لكن هذا ما اشاركه بناء على النص الذي كتب
افضل ان ارى الكثير من الخير على أن ابقى محصور بحكم وشك انه اكيد هذا الخير ورائه نية سيئة او كما قلت رياء ، لهذا افضل ان ارى الخير كثيرا على أن لا أجده ابدا او قليلا
بالضبط وأنا أحترم وجهة النظر تلك وأشاركك إياها ، فحتى لو هو خير به شيء من الرياء فقد يساعد هذا لشخص نظيف آخر للقيام بالفعل نفسه بدون رياء ، ومن يستفاد بالخير من المحتاجين حقاً ستصل لهم الفائدة بأي حال، فقط تكون المشكلة إن كان من يقدم الخير هو شخص يفعل هذا من أجل الرياء فقط حينها قد يؤذي الشخص الذي فعل الخير من أجله مثل أنتشار صور لجمعية خيرية كانت تطبع لوجو الجمعية وتضعها تحت أسم تبرع مما عرض الأطفال الذين حصلوا على حاجاتهم المدرسية للتنمر من زملائهم والمعاييرة بأنهم فقراء .
وثاني أمر فعل الخير ان كان نابع من القلب صدقني ليس مهم ان يتم تصويره او ان لا يتم
التشجيع على الخير الذي فعلته هي مثل تشجيع مدرب الرياضه لك على الرياضه
ومن جانب اخر يبدو ان البشر لديهم تجارب سيئة جدا انهم ممكن خدعو كثيرا من من يدعي الخير لهذا تاتي فوبيا من فعل الخير واظهاره
عادتاً الشخص الفاعل للخير يحب التكتم عليه أكثر من مشاركته تجنباً شبهة الرياء.. ولكن من الأفضل للأشخاص هؤلاء مشاركة بعض من أعمالهم الخيرية لتشجيع الناس عليها ونشر السلوكيات الإيجابية لأن الذي يقوم بالرياء حقاً وبشكل واضح لا يشك فيما يفعله بل هو يفعل بشكل صريح دون تفكير ويتعمد إظهار وتصوير نفسه أو يطالب بتصويره من أجل تجنب الشبهة.
بصراحة لا أرى أي فائدة حقيقية من التحدث عن فعل الخير على منصات التواصل بهذه الطريقة، بل أراه قد يحول الخير إلى استعراض رخيص ومجرد بحث عن الشهرة.
الخير أصله في النية والسر، وليس في التصوير أو التفاخر أمام الآخرين، وعندما يصبح فعل الخير عرضًا على الملأ، يفقد كثيرًا من قيمته الأصيلة، ويشوه معناه الحقيقي. لذلك أنا ضد أن نستخدم منصات التواصل لإظهار ما نفعله من خير وكأنها مسابقة للمديح.
إن الرياء من عدمه مرتبط بالإخلاص، والإخلاص مرتبط بالنية، والنية لا يطلع عليها سوى الله ونفس المرء. بل إن المرء أحيانا لا يدري مع نفسه أهو مخلص في نيته أو لا!
الإخلاص سُلّمَ مُدَرِّج، و بلوغ نسبته الكاملة لا يُعرف، بل إن اقترابنا منها بالصدق في السعي لها يكمِلُ الله به ماتبقى لبلوغها.
حتى لو فرضنا أن المُجاهِر بالطاعةِ مُراءِ ليقال عابد، ولا يُأجر لفعله تلك الطاعة. فمادام قد اقتدى به غيره للولوج لها فقد ساهم في نشرها، أفاد.. وهو شيء جيد و يُجزى عليه (اذا كان لا يُجزى على فعله الطاعة لمراءاته فإنه يجزى عن كل مُخلص فعل تلك الطاعة بسببه!)
و عموما، أؤيد نشر الطاعات فوالله كثرة الرياء أهون من كثرة الجهر بالمعاصي فالرياء يمس صاحبه فقط و الجهر بالمعاصي يمس نفسه والاخرين! وكل هذا طبعا لا يمنع أن نعْبُدَ الله في خلوتنا (سرا) فتلك أتقى التقوى، وأفضل بكثير، وللخبيئة أنوارها وأسرارها..
ولكن هي إعادة بناء للمفاهيم لكي تنشر الطاعات في زمن طغت عليه المعاصي و لا نُدخِل الرياء مقاما غير مقامه!
ولكن قد يكون الأمر ليس بهدف الاستعراض، بل بهدف نشر الخير فهناك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ"، وهو حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه. القصة وراء هذا الحديث رائعة حقًا: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب مساعدة لأنه انقطع به الطريق، فقال له النبي: "ما عندي ما أحملك عليه، ولكن ائت فلانًا فلعله يحملك". فذهب الرجل إلى من دله عليه النبي، فأعطاه ما يحتاجه، ثم عاد ليخبر النبي بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة العظيمة التي تحمل في طياتها حافزًا مذهلاً: من يرشد إلى خير، سواء كان هداية لعمل صالح، مساعدة إنسان، أو حتى إرشاد إلى طريق الخير، ينال أجرًا يوازي أجر من قام بالعمل نفسه، دون أن ينقص من أجر الفاعل شيء!
إظهار الخير سلوك محمود يهدف إلى نشر الفضيلة والقدوة الحسنة. فتشجع فاعل، وتهدي آخر.
فالخشية من الرياء قد تكون مدخلًا من مداخل الشيطان لثني الإنسان عن فعل الخير أو إظهاره. الأصل فعل الخير ونشره بكل الطرق الممكنة، ما دام الباعث عليه هو ابتغاء وجه الله تعالى.
أما الخوف من الرياء فهو خوف محمود، لكنه لا ينبغي أن يثنينا عن نشر الخير،
بل يجب أن يدفعنا إلى إخلاص النية لله.
كما أن مدح شخص ما على فعل خير قام به قد يكون دافعًا له للمواظبة عليه، وقد يكون سببًا لهدايته، حتى لو كان ماضي هذا الشخص غير سليم.
وربما اهتدى شخص وهو يتظاهر.
الخلاصة
إظهار الخير،خير.
في الأصل تشجيعه لما فيه من الخير، ولصاحب العمل ما يستحق،له نيته وعمله، لا يصح عندما يكون هناك إهانة لمحتاج، أو ضرر بمخلوق.
وهو الأمر الذي توفر بالفيديو أنا لم أرى أي شبهة رياء، ولكن رأيت سيدة عجوز طيبة تحاول تشجيع الناس على سلوك بسيط إيجابي ، ولكن الناس بطبيعة الأحوال (جزء منهم) هم فقط ما يرون الجانب السيء من الكوب، أحياناً أشعر أن تلك الشريحة تعكس ما بداخلهم هم وليس ما هو يعبر حقاً عن الواقع، ةهو ما جعلني أشعر ببعض السوء إتجاه السيدة العجوز عندما تقرأ تلك التعليقات.
التعليقات