تشير الإحصائيات الحديثة إلى زيادة مقلقة في معدلات الانفصال حول العالم في الآونة الأخيرة؛ ففي مصر على سبيل المثال قُدّر معدل الطلاق لعام 2022 بـ739 حالة في اليوم. هذا رقم كبير جدًا ويثير تساؤلات حول طبيعة العلاقات المعاصرة وما الذي جدّ فيها، ولماذا صارت أقل قدرة على الصمود في وجه تحديات العصر؟

وأحب أنّ أشير هنا إلى أحد الجوانب المرتبطة وهو أنه لا شك أنّ الاستقلالية المتزايدة لدى كل من الرجل المرأة لعبت دورًا كبيرًا؛ فمع تزايد الفرص المتاحة للنساء والرجال على حد سواء أصبح الاعتماد المالي والعاطفي على الشريك أقل ضرورة وأصبح كلا الطرفين أكثر استعدادًا للتخلي عن الطرف الآخر بسهولة. ولكن الأمر أعقد بكثير من ذلك والتغير الذي أصبح فلسفة مجتمعية هذا احتاج إلى سنين لتكوينه وقد اجتمعت الكثير من الأسباب التي جعلت -في النهاية- العلاقات العاطفية أشبه بأكياس التي تُستخدم لمرة واحدة ثم تُرمى.