سمعت قصة من إحداهن وقد تقدم لخطبتها رجل يبدو عليه الثراء، إلا أنها لم تقبل به رغم كونها كانت في تلك المرحلة من حياتها لا تمتلك أمانًا ماديًا وربما كانت أيضًا في أمس الحاجة إلى وضع أموال هذا الشخص في جيبها بعدما تكون زوجته. عندما جلسا ليتحادثا بشأن الزواج للمرة الأولى كشف نفسه أمامها بكل سهولة أو بالأحرى كشفته هي من قوله إنه سيستفيد من تواجدها في بلد أوروبية معينة ولأنها ذكية بأن يجعلها تدير له مشروعًا يفتتحه قريبًا في هذا البلد، ولأنه طبعًا لن يجد أفضل من زوجته لتدير له هذا المشروع.

قد تبدو الجملة بريئة ونقول ما المشكلة بأن يطمح الرجل في مشاركة زوجته بعمله، بل حتى قد يبدو أمرًا رائعًا.

لكن لا، هذا جميل فعلًا لكن بعد أن تكون زوجته وليس في أول نقاش بينهما وكأنه سيتزوجها لهذا السبب. إضافةً إلى ذلك، لقد كان معظم كلامه خلال اللقاء عن البيزنس والمال، لذا أنا أتطلع إلى أن تشاركوني رأيكم حول هذه القصة، وماذا لو كنتم بموقف الفتاة؟ هل تقبلون الزواج من شخص لأن زواجكما سينعكس إيجابًا على المستوى المادي لكل منكما؟

عن نفسي أرى أن المادة لا تصلح لأنْ تكون أساسًا تقوم عليه علاقة كالزواج. هي جزء من الأمر وليست كله. لكن ليس سرًا أن الزواج المبني فقط على المشاريع المادية أو كما أحب أن أطلق عليه زواج البيزنس، موجودًا من حولنا خصوصًا بين الطبقات الأرستقراطية مثلًا أو التي يشكّل المال جانبًا كبيرًا من حياتها إن لم يكن كلها، ويمثّل البوصلة التي تتوجه بها المشاريع الحياتية الأخرى، وكم من مرة تجسدت هذه الأمثلة في الأفلام والمسلسلات حين يزوّج أب ثري ابنته لابن رجل الأعمال الثري الآخر ليكون البنت والابن بمنزلة وسيط لعمل مشاريع ربحية مشتركة.