كيف يمكن أن تؤثر أفكارنا اللاعقلانية على ثقتنا في أنفسنا؟

النقطة الأولى هي إدراك أن تلك الأفكار هي حالة دفاعية من العقل اللاواعي فقط حتى لا يخرج من منطقة راحته، لأنه وكما ذكرت، لا يحدث هذا إلا مع المهمات الصعبة التي تحتاج منا مجهود ذهني أو بدني ضخم، وسيدفعنا لمقاومة احتكاك شديد مع المخ، لذا نجد تلك الأفكار تحوم برأسنا ختى نتخذ أول خطوة في ذلك المشروع أو تلك المادة الصعبة، ونجد أن في الحقيقة هذه الفكار بدأت تختفي مع أول شعور بالإنجاز، ولكن الفكرة هنا أن الأمر يحتاج استمرارية، لا تضع المخ تحت صعوبات كثيرة، وفجأة تتركه بعدها في فترات راحة كبيرة، لأن ذلك سيعيد الكرّة من جديد مع المحاولة مرة أخرى.

هذا ما يُسمى بالمفارقة بين "عقلية الوفرة" و"عقلية الندرة".. فحين يمتلك الشخص النوع الأول فهو ينظر لكل مشكلة على أنه بالإمكان حلها ويبدأ بالبحث والعمل عليها في حين أن الشخص التاني يرى المشكلة في كل حل، وعقله يغرقه في سيل من الأفكار الوهمية ليدفنه بها. هو لا يرى أن هناك فرصة لتعديل شيء أو للحصول على ما يريد. دائمًا خائف من المستقبل، ويحسب لكل خطوة ألف مرة ويحسب التكلفة دون التركيز على ما قد يجنيه من المغامرة.

توجية العقل الى الإحساس بشعور معين بالتأكيد سيسيطر علينا بالكامل، حدثت معي كثيرا سابقا عندما وجهت عقلي بأني أستطيع فعل مشروع معين مع إني كنت لا أستطيع فعلا، ولكن تحفيزي الداخلي جعلني أكون مقتنع بأني أستطيع التغيير، مع إن المحصلة كانت غير مرضيه ولكن لابأس ، يكفي المحاولة وعدم الإستسلام

التشجيع له تأثير ايجابي جدا، وقد استفدت منه وافدت به غيري، للتغلب على تلك الأفكار التي تعيق الإنسان عن التقدم نحو الأمام، جميعنا نتعرض للحظات من الشك في أنفسنا وقدراتنا، وقد يكون الوعي والتحفيز الداخلي غير كافي، للقضاء على ذلك الشك، لذا دور الوسط المحيط هنا هام جدا، سماع كلمات تشجعك وتمتدح قدراتك وتؤكدها من شأنه أن يضرب بكل تلك الأفكار عرض الحائط، ويعطي طاقة تحفيزية هائله تجعل الشخص قادرا عن أخذ الخطوات الأولى بثقة وبدون خوف.

انا اكثر شيء أفعله في حياتي عندما أواجه أمر صعب واشعر اني لا استطيع تحقيقه هو أن أقول لنفسي مادام شخص آخر قد فعل ذلك فأنا استطيع ان افعله بالتأكيد، ففلان مثلاً ليس أذكى مني ولكنه قد وضع جهده في هذا الموضوع، وبالتأكيد ان أيضاً استطيع ان افعل ذلك.

ليس دائما الأفكار السلبية، علينا أن لا ننسى أن كل شخص له المقدرة الخاصة والمهارة الخاصة في التعلم والقدرة على اكتساب المعرفة والتعلم، لا يمكننا تحفيزه وتشجيعه وننتظر نتائج مبهرة وهو قدراته التعليمية متوسطة أو ضعيفة، صحيح التشجيع وحد الأفكار السلبية ممكن أن يعطيع دفعة لكن ربما عليه العمل الأكثر والدراسة أكثر وبذل جهد أكثر من باقي الناس وليس فقط تقديم جهد مقبول وهو قدراته ضعيفة وانتظار نتائج جيدة.

أعتقد أن الأفكار التي انتابت التلميذة في هذه الحالة لا تسمى غير عقلانية بل يمكن لان نسميها أفكار سلبية. فالأفكار الغير عقلانية تشمل التفكير مثلا بأن أفكر بممارسة الليل في منتصف الليل أو السير تحت الشتاء بشكل متعمد.

ولذلك فهذه الأفكار السلبية التي تفكر فيها الفتاة يمكن العمل على استبدالها بأفكار أكثر إيجابية من خلال مبادرة ووعي ذاتي بضرورة التغيير. فعندما تعي الفتاة أته يجب عليها أن تكون أكثر تفاؤلا وإيجابية سيتغير سلوكها فورا لأن معظم أدائنا مرتبط بما نعتقده ونفكر به عن أنفسنا.

هل يمكن لك، أن تجعلني أفهم الرياضيات، والبراهين على المعادلات، بشكل يجعلني غير قاصر في الإدراك على مختلف النظريات العلمية؟ بالنسبة لي، يبقى أهم حل لمشكلة مثل هذه، مثلا هو أن تجعلني أتعلم الرياضيات بالفعل، لأن الحاجز الأساس هنا هو عدم قدرتي على تعلم علم ما، ولا أقول مهارة ما (فهذه أصعب) بعض الناس يطورون قدرات بدنية أو حرفية، مثل الرسم، أو الحرف المصنعية. لكن ما الذي يمنع عقلي من إدراك مسألة علمية؟. أما إذا فهمت المسألة، على الأقل أحطت بكل جوانبها، وأخذت صورة ثلاثية عنها قلبا وقالبا، ربما يتحطم الحاجز هنا، وإلا ظل معي العمر كله.