أنا في حالة دهشة حقيقية بفعل الفيضان الحالي من السلع والرغبات والحاجات، دهشة تجعلني أسأل: ما الذي يجعل معظمنا في ضيق مادي؟ الافتقار إلى الدخل الكافي للجميع أم استهلاكنا المتزايد بشكل أضعاف مضاعفة؟ في هذا السؤال أنا طبعاً لا أريد أن أوهِم نفسي والجميع في أنّنا ربما نعيش بلا مشكلة من حيث الدخل، نواجه مشكلة بكل تأكيد، الرواتب قليلة وقليلة جداً!.
ولكن هل هي مشكلة سببها الراتب فعلاً؟ أي عجزه عن تغطية ارتفاع تكاليف المعيشة، أم أنّ الأمر هو في الحقيقة ارتفاع سويّة رغباتنا جميعاً كمجتمع وتطلّعاتنا بشكل حتى لم نعد نلاحظه بسهولة؟ أي أننا نتوهّم مسألة حاجاتنا لمعظم ما نشتريه! قديماً مثلاً كان الإنسان، بمجرّد توفّر بيت يأوي وعائلة تحمي وأكل وشرب، يُعِد نفسه في أمان وغنى، اليوم الموضوع مختلف، كثيرة هي الحاجيات و الالكترونيات والمنتجات والمعايير للحياة وكلّها نضعها تحت اسم: تكاليف المعيشة. على أنّها برأيي في معظم الأحيان لا تكون إلا تكاليف رفاهية! حتى الضغوط الاجتماعية كاللباس ونوعية الأكل والسيارة أو حتى المواصلات التي نستخدمها والرغبة في الحفاظ على نمط حياة معين صرنا نضعها تحت ذات الخانة: تكاليف معيشة - دون أن نعي حجم الضرر الذي نُحدثه في حياتنا عبر هذه الأوهام السابقة.
هذا الاستهلاك فينا ليس منشأه الحاجات بل الرغبات، مثل موضوعة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والموبايلات تماماً، أمور نستطيع حذفها من حياتنا ولكنّ رغبتنا تمنعنا لا حاجتنا، ولذلك برأيي ليس علينا الاهتمام بعد الأن كأولوية بعلاج متوسط الدخل بالمجتمع بل بثقافته ورغباته، وأنت، ما رأيك بهذه المسألة وكيف تراها؟ شاركوني آرائكم.
التعليقات