من فترة اشتكى زميل لي من مخطوبته وراح يكيل لها الاتهام بانها تسمع رنات هاتفه ولا تجيب! وعلى الرغم من تأخر الوقت ليلا – كما اعترف هو لي - فلم يفترض أنها نامت! بل افترض أنها لا تريد أن تجيبه. النتيجة أنه راح يغلي غيظاً وانفجر فيها في أقرب مكالمة هاتفية!!!
ثم دارت الأيام دورتها وحصل نفس الشي هو هو معه ولم يرَ في ذلك مشكلة!!! فهو يعرف من نفسه أنه في الواقع كان نائماً وأنه لم يسمع رنات الهاتف! الواقع أنه شعر بمدى خطأه وأحس بالسوء كثيرًا لأن مخطوبته لم تعامله بذات المعاملة وحكمت أنه كان نائماً فعلاً!!
هنا هذا الزميل وقع -فيما يبدو لي- بتحيزات الفاعل والمراقب. هذا التحيز يجعلنا نميل إلى أن نعزي أفعالنا أو ما يجري معنا إلى أحداث خارجية واقعية لا دخل لنا فيها فيما نميل إلى أن ننسب أفعال الآخرين غيرنا إليهم هم بحيث يكونون هم المسئولون أولا وأخيراً عنها! مثال آخر هو أننا نحن أنفسنا قد ننسب رسوبنا في امتحان ما لسبب خارجي وهو أن المعلم وضع كثيراً من الأسئلة التعجيزية أما نحن فقد فعلنا ما علينا وزيادة. أما حينما يتعلق الأمر بغيرنا في نفس الامتحان فهم كسالى ولم يجتهدوا فالسبب داخلي منهم وليس خارجي!
هذا التحيز يوقعنا في كثير من المشاكل وسوء الحكم: برأيك كيف نتخلص من تحيزات الفعل والمراقب؟ وما هو أكثر تحيز معرفي سبب لك مشاكل؟
التعليقات