ماذا لو كان بإمكانك زراعة شريحة إلكترونية لمراقبة عقل إبنك أو شريكك، هل تفعل؟

حتى لو كان بإمكاني زراعة شريحة إلكترونية في عقل ابني أو شريكي، لن أفعل تحت أي ذريعة، لأن الامر تعدى كل الحدود المنطقية والعقلانية، في الحفاظ على الحد الأدنى من علاقة سوية بين طرفين، ( ابن_ والد) أو (شريكين عاطفيين). بهذه الطريقة، يكون الانسان قد سمح لنفسه بتجاوز خطير في حق غيره، والتدخل في أدق خصوصيته، بل واستعباده وامتلاكه. وهاته علاقة مرضية، تروم التحكم في الغير وعد أنفاسه عليه، بداعي الخوف أو الحب أو مهما يكون، فلا يجوز البتة انتهاك حق خصوصية الفرد، واحترام حريته، وشخصيته، وإرادته وميوله، وإنسانيته.

لا بصراحة مراقبة الاخرين يزيد الهم ويضيع الوقت هههه

أنا من الذين يحبون ويخافون على من يحبون. أنا أحب أن أرى من أحبابي سعداء وآمنين ومتوفقين. أخاف عليهم من الأذى والضرر والفشل. لكن هذا لا يعني أني أرغب في زراعة شريحة إلكترونية لمراقبة عقلهم. بل هذا يعني أني أحترم خصوصيتهم وحريتهم وإرادتهم.

أعتقد أن زراعة شريحة إلكترونية لمراقبة عقل إبني أو شريكي هو تصرف خطير وغير مقبول. فهذا يعتبر انتهاكًا لحقوقهم الإنسانية والشخصية. ويعتبر تجسسًا وتدخلاً في شؤونهم الخاصة. كما يعتبر تحكمًا وإجبارًا على مشاعرهم وأفكارهم.

أعتقد أن الحب والخوف ليس كافيان كمبرر ليجعلاني أتدخل في خصوصيات وحريات من أحب. بل على العكس، فإن الحب الحقيقي يجعلني أثق بهم وأدعمهم وأساندهم. وإن الخوف المفرط يجعلني أضعفهم وأزعجهم وأغضبهم.

أعتقد أن الحماية ليست أهم من الخصوصية في هذه الحالات. بل على العكس، فإن الخصوصية هي جزء من الحماية. فإذا احترمت خصوصية من أحب، فإني بهذا أحافظ على كرامته وسلامته وسعادته. وإذا اخترقت خصوصية من أحب، فإني بهذا أضر بثقته وعلاقتي به.

أعتقد أنك كإنسان ملزم بحماية نفسك من فشل الآخر في ذلك، لكن ليس بطرق تضر بالآخر. فإذا رأيت من تحب يفعل شيئًا خطيرًا أو ضارًا، فلا تستخدم شرائح إلكترونية لإجباره على التغير، بل استخدم حوارًا صادقًا وودودًا لإقناعه بالتغير. فإذا كان من تحب يحترمك ويثق بك، فسيستمع إليك ويتقبل رأيك. وإذا كان من تحب لا يحترمك ولا يثق بك، فلن تنفع معه شرائح إلكترونية أو غيرها.

أم تعتقد أن الحماية أهم من الخصوصية في هذه الحالات؟

وهل هذه المعرفة تضمن فعلاً مستوى حماية أعلى؟ هذا ما علينا أن نسأله فعلاً لأنفسنا قبل القيام بهذه الحركات التي تعبّر برأيي في المقام الأوّل عن آنا ضخمة وتتضخّم فعلاً فينا توهمنا بأنّنا نحن من نمشي بكل وضوح وأمان في الحياة وعلينا مراقبة الناس وإجلائهم إلى سفينتنا الخاصّة ورؤيتنا الخاصّة للحياة، لا أؤمن للأمانة بهذا العبث خاصّة ولو ارتبطت التكنولوجيا بهذه الأمور، قد أقبل فعلاً بوضع شريحة تراقب وضعه الصحّي، أنا مهتم بهذه الأمور القابلة للقياس، لكي أتّخذ قرارات حقيقية وبسرعة في سبيل وقايته وحمايته بناءً على معطيات صادقة، أما الحكم على تجربة غير بناءً على رؤيتي فهذا أمر غبي برأيي جداً، ولأضرب لحضرتك مثال على ذلك، هُناك طفل مثلاً الأن يأخذ في المدرسة 0 +1 = 1 وهو لديه قانون راسخ بذهنه في أنّ هذه العملية أصغر عملية رياضية، حين يرى في صف آخر متقدّم عليه يأخذ 0 -1 = -1 سوف يضحك ويعتقد بأنّ ما يأخذونه هؤلاء الطلّاب عبث وغير حقيقي، حكم خطأ وطالبهم بالرجوع إلى جادة الصواب الذي هو هوَ باعتقاده ولكنّه لم يستنتج صح، هذه مصيبة المراقبة، أنّها برأيي تولّد أفعال وسلوكيات بناءً على أرضيتنا المعرفية وتقديراتنا الشخصية، وهذا قد يسبب خلافات أكثر من عدم المعرفة أصلاً.

الشعور بالخوف من نوايا الآخر هو ما يدفع للرغبة في كشف خصوصياته و ما بداخل عقله و مشاعره لكي يحمي الخائف نفسه من الغدر و الخيانات و المفاجآت غير المتوقعة .. لأن هناك متسللين يستطيعون أن يفعلوا أشياء لا تخطر على البال و لابد من كشفهم و فضحهم عند الاشتباه فيهم .. و الايقاع بهم يتطلب ذكاءا و حذرا حادا جدا .. !

هناك من يغدر بك و يكيد لك لأسباب تتعلق بالغيرة و الحسد مما عندك و لا يملكه .. و كأنك أنت من قطعت رزقه و طعامه .. فهؤلاء الأشخاص الساخطون الناقمون من قدر الله و قسمته .. منتشرون كثيرا يجب الحذر منهم .

هذا يزكرني بنقاش ابسط حصل في جمعة مع اصدقائي وزوجاتهم ..

وهو مشاركة كلمة سر الموبايل بين الزوجان.

- انا وزوجتي نتشارك كلمات السر للموبايل والحواسيب منذ ١٠ سنوات . يمكننا استخدام أي منه للتصوير او تصفح الانترنت او استخدام GPS . مثلا قد اكون اقود السيارة وتساعدني زوجتي بالرد على رسالة ووو مع الحفاظ على الخصوصية بشكل منطقي ... فلن ادخل ابدا لمحادثاتها

- صديقي الاول ... يتشارك كلمة السر ... وكل منهما يحق له التفتيش بمحادثات الاخر ...

صديقي الثاني ... ترفض زوجته بشكل قاطع مشاركة كلمة السر ... وهو يقوم بالمعاملة بالمثل ...

اما بخصوص زرع الشريحة ... لو زرعنا شريحتان ... لا اعرف اذا كانت زوجتي سوف تستحمل افكاري بإنقاذ البشرية هههه او انا سوف لتخمل تفكيرها الغير متناهي عندما تقرر الدخول لموقع علي بابا والتسوق ....

موضوع دقيق والبحث فيه جارٍ والله وحده يعلم ما قد تأتي به الأيام.. سؤالك يا خلود: "ماذا لو كان بإمكانك زراعة شريحة إلكترونيةلمراقبة عقل إبنك أو شريكك، هل تفعل؟" سؤال وجيه.. كلنا لديه استراتيجيات مرنة (أنا أحبذ الاستراتيجات المرنة) لمتابعة الأبناء. لكن أن تصل الدرجة إلى زراعة شريحة إليكترونية. فهذا لعمري فيه من التجاوز إلى مستوى قد يعود بالسوء على العلاقة أكثر مما نرجوه من خير.. وما دام الشيءُ بالشيء يُذكر، فبالمناسبة فقد حضرت يوما دورة تدريبية حول موضوع التربية العاطفية .. كان من ضمن محتواها سؤال: هل بإمكانك التحكم المرن في مشاعر غيرك، لا سيما مشاعر الغضب والتوتر ما إليها مما يمكن أن يدمر العلاقات ويفك العقود .. ولقد حظينا حقا في هذه الدورة بأفكار بديعة ومرنة في تتبع تربية الأبناء والتعامل مع الشريك عاطفيا، دونما لجوء إلى وسائل مراقبة صريحة قد تسيء أكثر مما تحسن.

مع الأطفال نعم .. مع الكبار فلا.

الغالبية من الباحثين والمتخصصين في مجال التربية يقولون أنه يجب علينا أن نراقب تصرفات وأفعال أطفالنا وأن نوجههم ناحية الأشياء الإيجابية السليمة ونحفظهم من كل شيء قد يسبب لهم ضرر أو سوء.

أنا متفق مع هذه المدرسة وغير مقتنع بالأشخاص الذين ينادون بالحرية والتحرر والإنفتااااح للأطفال!! الطفل مسؤول منا ويحتاج من يوجهه ويرشده، ويحتاج منا المراقبة والنصح .. هذا واجبنا تجاهه وهذا هو الصواب.

- أما الكبار .. ف بالطبع ليس من حق أحد أن يراقب تصرفات أحد .. كل شخص بالغ لديه الحرية أن يفعل مايريد طبقا لقناعاته، ولا ينبغي أن يكون تحت المُراقبة.

ومحاولة مراقبة الغير في هذا الحالة تكون غير مقبولة.

شكراً لك..

أنا أعتقد أنّ وجود هكذا تقنيّة لا تعمل إلاّ على إضعاف العلاقة بين الأهل والأبناء. فعلى مبدأ مقولة "أبنائكم ليسوا لكم، أبنائكم ملكٌ للحياة" من قال أنّه يحقّ لي كأم أن أراقب أبنائي بهذا الشكل الهوسي؟ ومع انتزاع أبسط الحقوق وهي الحريّة، كيف سيحافظ الإبن أو الإبنة على القيمة من وجوده/ا وهو/هي مسلوب/ة أبسط القيم والحقوق؟ أعتقد أنّه من الأولى بنا كأهل أن نعمل على تفعيل نظام الرّقابة الداخليّة للأبناء والذي من خلاله فقط تنهض المجتمعات فنستطيع عندها منع الرّذيلة ونشر السلوك الحسن. وأما الرقابة الخارجية فهي شكلية وغير سلوكيّة إذ أنّها تؤثر على ظاهر السلوك فقط وبينما الرّقابة الداخليّة فإنها تعمل على تغيير السلوك ككل.

لا يمكن