"السبب في شقاء الانسان أنه دائما ما يزهد في سعادة يومه ويلهو عنها بما يتطلع إليه من سعادة غده"!
بشكل أو بآخر وصف المنفلوطي بهذه الجملة حالتي قبل سنوات؛ حيث كنت أسعى دائما لتحقيق أحلامي، وبلوغ ما أتطلع إليه من أهداف، دون اهتمام بما قد أفقده من راحة نفسية وبدنية، خلال مطاردة تلك الأحلام!
لكن وبعد وقفة مع النفس، أدركت أنني بالفعل أضيّع الكثير مما أملكه، سعيا نحو ما لا أملكه!!
وهذا حال الكثيرين، الذين يقضون حياتهم كاملة داخل وهم ما يُعرف بمرحلة عنق الزجاجة، حيث يسعون دوما لتخطي حاضرهم باعتباره فترة إنتقالية متجددة!
فتجدهم على الدوام غير راضين عن حياتهم، متطلعين دائما لما هو آت، وإن أتى زهدوه وتطلعوا لما بعده، إلى أن تنتهي حياتهم في تخطيط وسعي دائمين نحو سراب المستقبل المثالي!!
قطعا لا نعيب الطموح والسعي المعتدل نحو تحقيق الأحلام المستقبلية، لكن دون إهمال الحاضر والاستمتاع بما يحويه من أحلام قد تحققت بالفعل!
"فالسعادة شيء قد يدخل إلى حياتنا من أبواب لا نتذكر حتى أننا تركناها مفتوحة"
فجزء كبير من لحظاتنا السعيدة تأتي دون تخطيط مسبق لها، ولعله ما يزيد من روعتها.. فليس ضروريا أن نرهق أنفسنا على الدوام في التخطيط الصارم والسعي دون توقف، لنظفر بالراحة والسعادة لبعض الوقت.
فأحيانا لا يتطلب الأمر سوى التوقف والتأمل، للاستمتاع بما نمتلكه وحققناه بالفعل، فالحياة ليست بمضمار للسباق!
ولذلك أظن أن أنسب حل للتوفيق ما بين الحاضر والمستقبل، يتمثل في التخلص من ثقافة "عنق الزجاجة" التي طالما سيطرت على تفكير أجيال كثيرة.. ولنستمتع بواقع وتفاصيل حياتنا قدر الإمكان، سواء تواجدنا بعنق الزجاجة أو خارجها أو حتى داخل الزجاجة نفسها!!
برأيكم، أيمكننا تحقيق التوازن بين الحاضر والمستقبل فعليا؟ .. وما هي أساليبكم الخاصة للنجاح في ذلك؟
التعليقات