دائما ما نرى الناس يتجهون لشراء الماركات من الملابس فهي الاجود والافضل تصنيعا ولو كان ليس الجميع لكن الاغلب لو كان يقدر كان ليقتني بعضا منها بكل تأكيد تسآئلت قبل فترة قصير هل الثقافة هي براندات وهل المثقف الذي يقرأ لكتاب مشهورين هو مثقف يملك جودة ثقافة افضل من شخص يقرأ للمبتدئين قد يبدو لك السؤال مبالغا فيه لكن نادرا جدا من تجد شخص ينشر اقتباسا لكتاب مبتدئين لعل هذا بسبب ان الكاتب المشهور معروف بعلم وثقافته الغزيرة فأنت تقرأ لشخص كذلك لابد ان تملك من العلم ليس بالقليل ام ان توافقت وجهة نظرك مع اقتباس لكاتب مشهور ستظهر اما الناس بابشخص النقدي المفكر او لربما لا احد سينظر للإقتباس اذا لم يكن بالهاية شرطة ثم اسم كاتب مشهور برأيك ايها القارئ هل الثقافة نوعا ما انتقائية ام هذه مجرد وجهة نظر عندي وهل يمكن لكاتب نشر اول كتاب له ان ينجح ام هذا من المستحيلات
براندات الثقافة!!
تسآئلت قبل فترة قصير هل الثقافة هي براندات وهل المثقف الذي يقرأ لكتاب مشهورين هو مثقف يملك جودة ثقافة افضل من شخص يقرأ للمبتدئين
بداية ليس كل من يقرأ الكتب هو مثقف، لأن معايير الثقافة قد تكون كثيرة ومختلفة. فليس كل من يقرأ كتب كثيرة سواء لكتاب مشهورين أم لا نقول عنه مثقف. برأيي المثقف هو من يبحث عن الحقائق ويسعى إلى حل مشاكله. بالإضافة إلى صفات أخرى يجب أن يتحلى بها.
هذا بداية نأتي إلى موضوع لماذا نقرأ لكتاب مشهورين، هذا لأننا المشهورين هم من يفرضون أنفسهم على الساحة، أي نعم هنالك كتاب ظلموا ولم تحظى كتاباتهم بالشهرة ولكن هم قلة جدًا. تأكد بأن الكاتب هو الذي يفرض نفسه بقوة وهذا يكون من الجودة التي يقدمها في محتواه
وهل يمكن لكاتب نشر اول كتاب له ان ينجح ام هذا من المستحيلات
ينجح، لماذا لا ينجح ولكن هذا يعتمد على المحتوى الذي قدمه و على اسلوب الطرح، على القوة والشجاعة، وعدم تضييع الوقت على المحتوى كي يرضى القاريْ. من يثق في نفسه ومحتواه سينجح بلا شك من أول نشر له؟
إن المطلع على دروب الثقافة لابد له أن يعرف القاصى والدانى فى شتى المناحى لكتاب صغار أو كبار، فإن العالمية تنطلق من المحلية، فلا يقصر نفسه على كاتب معين، نعم يقرأ للكبار، ولكن براعم الشباب فيها الخير والموهبة، فالثقافة هى أن تعرف شيىء عن كل شيىء، وهى تختلف عن التعليم فالثقافة أعم وأشمل، على المثقف أن يرتشف من كل بستان زهرة حتى تتكون عقليته الثقافية المتكاملة، فتوجد هوة بين الأجيال تنعكس فى الكتابات وهذا مطلوب وذاك مطلوب لكى نسد تلك الهوة الثقافية، فالثقافة الإنتقائية محدودة أما إفساح المجال للثقافة المطلقة للعنان هى أوج الثقافة الحقيقية ، إنطلق نجيب محفوظ من الأدب الشعبى إلى العالمية، وظهر أحمد خالد توفيق، وبرع مصطفى محمود بالمزج بين مختلف القراءات.
هل الثقافة نوعا ما انتقائية
أختلف معكي جزئيأ عزيزتي، للأسف من يطلقون الألقاب ليسوا بمخولين لهذه المهمة في عصرنا هذا.فعلى الرغم أن ماذكرته صحيح بخصوص البراندات والكتاب المشهورين؛ إلا إن ذلك لشريحة معينة بالمجتمع فقط وذلك لأنها المادة التي يتغذي عليها الإعلام بإدعاء مواكبة العصر والتقدم الحضاري. ولكن في أعتقد نجاح الكاتب أو البراند يعتمد على اسلوب الدعاية للمنتج ومدي إشباع إحتياج الشريحة الأكبر من المجتمع سواء ثقافيًا أو إجتماعيًا. ولإختلاف العوامل التي تحدد ثقافة أي مجتمع تتحدد شهرة الكاتب أو المؤلف. فعلى سبيل المثال ستجدين أن أشهر أفلام السينما أو الروايات هي التي تقص قصة حقيقية تلمس الشريحة الأكبر في المجتمع مثل مسلسل أبو العروسة مثلا . فبالرغم من بعض المبالغات فية بل وتكرار القصة في بعض الأفلام القديمة ؛ إلا أنها قصة تخص المجتمع الحقيقي لكل زمان ومكان . لكي أن تتخيلي لو كانت قصة المسلسل مجرد رواية لكاتب مبتدئ؛ كانت وستظل على رف المكتبة بل وربما في المخزن؛ لتكرارها وخلو الدعاية بها. فعلى المبتدئ أن يتسلق السلم ويصبح محترف بأن يدرس المجتمع جيدًا.
وهذا إجتهاد مني وربما الحقيقة ليست كذلك!
أنا برأيي المثقفون الحقيقيون نادرا ما ينشرون اقتباسات الآخرين، لأنهم منشغلين بصقل أفكارهم وتعميقها.
وأغلب أولئك الذين يملؤون حساباتهم باقتباسات وصور الكتب الأكثر مبيعا لو كانوا بذلك العمق من الإطلاع والثقافة لما وجدوا الوقت لفعل ذلك، ولربما بدأوا بنشر ما يعتقدون عن الحياة وبقية المفاهيم.
القراءة ليست مقياسا للثقافة، قد يقضي الإنسان عمره في قراءة الكتب دون أن يفهم أو يتغير وقد يقرأ كتابا واحدا حقيقيا يحدث ثروة في حياته.
وهل يمكن لكاتب نشر اول كتاب له ان ينجح ام هذا من المستحيلات
إن كانت أفكار الكاتب عميقة ومتجذرة فلما لا، لكن إن كانت سطحية ومكررة مستهلكة فستبقى حبيسة الرفوف.
لكن ليس دائما، بعض الكتب لم تنجح ولم يفهم القراء معناها الا بعد موت اصحابها، لذلك الانتشار والنجاح ليس مقياسا حقيقيا.
الثقافة لا تقاس بالكتب والاقتباسات ولكن أفهم فكرتك من أن العديد من الناس قد اتخذوا من "ادعاء الثقافة" شكلًا جديدًا لهم. وبهذا فهم يتبعون التريندات الثقافية وينظرون إلى السطح فقط فيجدون بعض الكتاب المشهورين الذين قد لا يكونون ذوي قيمة حقيقية.
وهذه الفكرة ليست في مجتمعاتنا العربية فقط بل انتشر في المجتمع الغربي أيضًا مثال كان يقول
smart is the new sexy
أي أن الشخص الذي يبدو عليه الذكاء والإطلاع والذي كان دائمًا محل سخرية في أغلب الأفلام الغربية خاصة المدرسية قد أصبح الآن له قيمة يسعى الناس لها لكي يصبحوا جذابين. ولذلك صار من الصعب التفرقة بين المثقف الحقيقي والشخص الذي يرتدي قشرة الثقافة ليبدو جذابًا. ولكن لمعرفة هذا علينا أن لا نأخذ بالمظاهر أيضًا ولا نحكم بالثقافة على شخص ما لم نحاوره ونمضي معه الوقت الكثير في مختلف المواضيع والنقاشات.
التفرقة بين المثقف الحقيقي والشخص الذي يرتدي قشرة الثقافة ليبدو جذابًا
هناك مثقفون وهناك متثاقفون وأعتقد أن المثقف الحقيقي ليس بحاجة إلى نشر الاقتباسات ليظهر ذلك وإنما يمكن معرفته من خلال النقاش والردود.
ينشر البعض بعض الاقتباسات لكن حيم تناقشينهم فيها لا يردون أو ربما يشخصنون النقاش ويهربون ويتهمونك بالحكم عليهم وغيرها من القوالب.
ألا ترون أن مواقع التواصل الاجتماعي وموجات الترند طالت كل شيء، وأصبح الجميع يسعى للظهور فيها وكأنها وسام شرف.
فعلًا دليلة السبب الأكبر في الأمر هي مواقع التواصل التي جعلت الفرصة لأي شخص أن يشتهر أو يكون لنفسه صورة شخصية مختلفة عن صورته الواقعية.
والمشكلة تكمن في أن تكون هناك فجوة كبرى بين النسختين بشكل يضر بالإنسان.
والمشكلة الأخرى هي المعايير التي نضطر للتعامل معها. قد تكون معايير جمالية أو شخصية وقد تدفع الإنسان للتزييف للوصول لها وبالتالي خسارة قيمته عند نفسه للأبد
والمشكلة تكمن في أن تكون هناك فجوة كبرى بين النسختين بشكل يضر بالإنسان.
هذا هو السبب الذي دائما يجعلني أحاول الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي لأنني أخاف أن تكون صورتي هناك أجمل وأفضل من واقعي، لأن فكرة أن يكون ظاهرك افضل من باطنك شيء مخيف.
وقد تدفع الإنسان للتزييف للوصول لها وبالتالي خسارة قيمته عند نفسه للأبد
صحيح، هي مواقع تواصل لكنها تفصل الإنسان عن نفسه.
أنا مُهتم بالشق الثاني من سؤال حضرتك فهذا السؤال هو قضيّة بحد ذاته: هل يمكن لكاتب نشر أول كتاب لهُ أن ينجح؟
في العالم الحديث ومع تسارع وتيرة النشر وسهولته في العالم، صار الإنسان يسأل كثيراً، خاصّة الإنسان الموهوب منه: هل عندي فرصة لنشر عملي الأدبي مثلاً والنجاح من أوّل مرة؟.
هذا سؤال مشروع طبعاً، ولكن هُناك أمر غريب جداً مع هذا السؤال: هل هذا السؤال هو لموضوع لم يُجاب عنهُ؟ لا أعتقد أبداً.
هذا السؤال بالذات نستطيع أن نُجيب عنه بالاستقراء التاريخي الأدبي وبالعين المُجرّدة أيضاً!
- بالاستقراء التاريخي للأدب: عبر قراءة الكتب التي تحدّثت عن شخصيات استطاعت الوصول إلى عالم الأدب ومن المرات الأولى، من الفترة الأولى لهم من التجربة، تستطيعين قراءة فصول من كتب تاريخ الأدب المقررة في أي جامعة قريبة ولا بد أن تجدي عدّة أمثلة عن كُتّاب سطّروا تاريخهم الأدبي من الفترة الأولى حتى مع انعدام فرص النشر تقريباً ومع إفلاسهم أصلاً!
- بالعين المُجرّدة: عبر الاستماع لشهادات من كُتّاب يعيشون بيننا الأن أو كانوا يعيشون من فترة قريبة، أمثالهم: كريستوفر باوليني - ج.ك.رولينغ - حسن سامي يوسف - جوردان بيترسون (كاتب غير أدبي - مدرس علم نفس) - ومن فترة قريبة جداً كانت هناك قصّة لكاتب مصري شاب اسمه: طارق إمام، عن روايته ماكيت.
وصدقاً هناك الكثير والكثير من هذه القصص!
مرحبًا. تسعدني مشاركتي في مساهمتك للمرة الأولى.
بالنسبة إلى تجربتي الشخصية، فقد نشرتُ حتى الآن بشكل رسمي ثلاثة كتب، رواية ومجموعتين قصصيتين. فيما يخص هذه التجارب، فإن واحدة من أصعب دروب الصناعة في الوطن العربي هي صناعة النشر والطباعة، حيث أن العديد من التقييدات على صعيد الجودة والرؤية الاستثمارية وخلافه تنقصنا في صناعة النشر.
لكن أهم ما يمكنني أن أنصح بها هو جمع مختلف وسائل التواصل لكل دور النشر قدر الإمكان، حيث أن التواصل الدائم والاستمرار في الكتابة والعروض المستمرة لدور النشر كي ننشر أعمالنا هو ما ساعدني في بداية الطريق على الحصول على مختلف الأشكال من النشر مع ثلاثة من دور النشر المختلفة.
وهل المثقف الذي يقرأ لكتاب مشهورين
المثقف أبدا ليس من يقرأ لكتاب مشهورين، الثقافة لها عدة معايير لا يمكن اختصارها في نقاط لكن المثقف على الأقل من يتمكن من قراءة عميقة في أمهات الكتب ويتمكن من التحليل وإلقاء الضوء على النقاط المهمة وحتى تبسيطها لشخص آخر لا يمكنه القراءة في الكتب العميقة، المثقف من يتمكن من تطبيق ما قرأه في الكتب على حياته اليومية والمواقف التي يتعرض لها وحتى يتمكن من استحضار تلك الجملة التي قرأها في كتاب معين على الموقف.
هل يمكن لكاتب نشر أول كتاب له أن ينجح أم هذا من المستحيلات
مؤخرا تابعت إحدى الأخوات الت نشرت كتابها الأول وبدأت تسويقه على منصات التواصل الاجتماعي وكخطوة أولى أجدها ناجحة جدا وشجاعة
البداية مهمة لكن الاستمرارية هي الأهم، المحتوى القيم سيجد مكانه يوما ما، لكن علينا أن لا تغفل عن الترويج لمؤلفاتنا والتسويق لها بطرق مدروسة وصحيحة، فحتى تكتب كتاب قيم في الوقت الحالي إذا لم يحظى بالتغطية الإعلامية الصحيحة فغالبا سيواجه مشاكل في الانتشار.
التعليقات