أو "أخطب الأم قبل البنت" مقولتين يتم تداولهما بيننا إن لم تكن  تتردد على ألسنتنا. فلا شك أن مثل هذه المقولات موجودة في مجتمعاتنا شئنا أم أبينا. هذا ما ذكرني بالمثل الذي يتم تداوله في بلدي وربما تتشارك فيه أغلب بلاد الشام والذي يقول "طبّ الجرة على تمها بتطلع البنت لأمها" . يبدو أن من يؤيد هذه المقولة يردد هذا المثل بل يتخذه قاعدة يسير عليها!

ما جعلني أكتب حول هذا الموضوع هو أنني وجدت هذا الاعتقاد أو العادة موجودة فيمن حولي وحتى في الأوساط المثقفة، فمؤخرًا أرادت أم صديقتي أن تخطب لابنها وعندما ذهبت لخطبة الفتاة التي اختارها ابنها سمعت بعض الكلمات من هنا وهنالك حول والدة هذه الفتاة، وكيف أنها قوية وتتحكم في مصير ابناءها وحياتهم الخاصة، ولا سيما أن هنالك اثنين من أبنائها انفصلا عن زوجاتهم . حاولت أم صديقتي استيضاح الامر بشكل أدق وعن قرب. وجدت أنّ الأم قوية جدًا وتفتعل المشاكل مع زوجات أبناءها، ليس هذا فقط بل هي من ساهمت بشكل كبير في طلاقهن حسب ما تحدثوا جيرانها ومن يعيش في المحيط الذي تعيش به هذه السيدة. لكن الشيء المختلف هنا أنّ بنات هذه الأم مختلفات تمامًا عن والدتهن ولا سيما الابنة التي أراد أن تخطبها أم صديقتي. فهي هادئة تتمتع بدماثة الاخلاق. 

 هنالك وجهتين نظر حول الموضوع، الأولى تتفق مع المقولة وقد تتساءل،  أليست الأم بمثابة المدرسة تعلم و تربي ابناءها؟ هي من تزرع سلوكها وطباعها بهم؟ إذًا الابنة هي نسخة مصغرة عن أمها؟ وإن كانت هذه الفتاة أفضل ما يكون من أخلاق وطباع وتعليم، ألان تؤثر عليها أمها مستقبلًا وربما تعكر صفو حياتها، فمن منا لم يسمع أو يقرأ بأن ثمة أمهات كانوا السبب في طلاق بناتهن وتحويل حياتهن إلى جحيم!

لكن وجهة النظر الأخرى قد ترفض المقولة وبشدة وترى أن مثل هذا التفكير قد ولى بلا رجعة، فما ذنب الفتاة بسلوكيات وأفعال أمها! ما ذنب الشاب الذي أختار شريكة حياته وأراد أن يؤسس علاقة زوجية ناجحة أن يعيش طوال حيات وهو لم يتزوج بمن كان يحلم بها!

بين وجهتي النظر هاتين قد أقف حائرة، لهذا أرغب في معرفة آرائكم حول هذا الأمر، هل مع المقولة أم ضدها، وهل مازالت هذه العادة موجودة في بلدك؟