مشاركة المراة العاملة لمرتبها ليس تفضلا!

وهل هناك امرأة موظفة لا تشارك في شيء؟ بمعنى أنها تعض على الدرهم والدينار ولا تلبي حاجيات أبنائها ومنزلها الذي تعيش فيه؟ لا أظن أن المشكل هنا في مفهوم مال المرأة لنفسها بل في شخصية المرأة بذاتها وفي نوع العلاقة الزوجية.

لأنه في الحياة الطبيعية الأم ستلبي حاجيات أبنائها أكثر من الأب, وستنفق على بيتها لشراء مستلزماته, هي لن تشتري الطعام خفية عن زوجها لتطبخه لنفسها, أو تشتري سريرا جديدا لتنام عليه بمفردها.

المشكل يقع إذا كانت الزوجة امرأة بخيلة وهنا سواء شاركت أم لم تشارك, موظفة أو ربة بيت فإن الخلل بطبعها, أو أن يكون هناك مشاكل زوجية تدفع بالمرأة بالامتناع عن الإنفاق والاحتفاظ براتبها تراكمه بالأبناك.

لنكن واقعيين، لا توجد امرأة تبخل على بيتها، وعلى الإنفاق على أبنائها.

سواء كانت موظفة أو لم تكن، فبمجرد أن تملك بعض المال ستسعى للمساهمة بما تستطيعه لتحسين وضع بيتها وللترفيه عن أبنائها وأهل البيت.

أتعلم أين تكمن المشكلة؟؟

حين نناقش هذه الأمور بهذا الشكل... هل هي مجبرة أم ليست كذلك.. وأنه طوعاً منه وتكرّماً وافق على عملها وعليها أن تدفع ضريبة ذلك وترد له الجميل..

بالتأكيد أنا لم أعني مساهمتك.. انا أعني ما يجعل الأمر قضية تتكاثر حولها الآراء وتخدث الاختلافات في الرأي.

بالنهاية العلاقات اتفاق، والعقد شريعة المتعاقدين، ما اتفق عليه كلاهما هو الساري بينهما وإن جدّ بعد العقد في التفاصيل جديد يبقى الأمر بالشورى بين الاثنين والاتفاق.

في البداية وكما أشرتَ فإن نفقة الأسرة تقع على الزوج، فهو مسؤول عن الطعام والشراب والملبس والأمور الترفيهية إن سمح له مرتبه بذلك، وعلى الزوجة التأقلم على مرتب زوجها وعلى نفقاته. وهذا أمر متفق عليه بلا شك.

نأتي لنقطة أخرى عامة وهي عمل المرأة، إن كان قد تزوجها عاملة فلا يحق له الاعتراض على خروجها للعمل أو إجبارها على الإنفاق معه. وإن كانت بدأت العمل بعد الزواج فبرأيي طالما أن هذا العمل لا يقصر على حياتهما الزوجية، فما المشكلة إذًا؟!

المرأة بطبعها متعددة المهام، يمكنها العمل والاهتمام بالأسرة إن رتبت وقتها جيدًا، وإن لم تستطع التوفيق تجدها من تلقاء نفسها قد قدمت الأسرة على العمل أو استعانت بشخص ما ليساعدها في الأمور المنزلية وذلك من راتبها الخاص.

أما عن الشرع، فصحيح أن أفضل مكان للمرأة هو بعيد عن سوق العمل ولكن هناك الكثير من الأمور التي تُبنى على العرف السائد في البلد، فيصبح ذاك العرف هو جزء من الشرع.

العرف السائد حاليًا وأتحدث الآن عن مصر بالتحديد أن هناك الكثير والكثير من النساء يعملن ويثبتن أنفسهن في أماكن العمل، بالضبط كما هو الحال مع تجهيز منزل الزوجية، ففي الشرع الرجل مكلف بتجهيز شقته من الألف للياء، أما في العرف فأصبحت المرأة تشارك بنصف تجهيزات المنزل، حتى صار عرفًا متفقًا عليه.

بالطبع، فإن شكل الزواج اليوم اختلف، ومتطلبات الحياة باتت كثيرة، وأصبح كثير من الشباب يبحثون عن الفتاة الموظفة والعاملة لتساعدهم في تكوين الأسرة والصرف على متطلباتها، ولكن وعلى الجهة المقابلة يجب أن تكون عقود الزواج أيضًا تضمن حياة المرأة في حالة الطلاق، لأن كثير من النساء اليوم من خوفهن من المستقبل يدخرن أموالهن أو ورثتهن ، وهذا منطقي في عقود تعامل المرأة كالملكية، ولذا فحين نود النموذج الجديد من الزواج فالتغيير لا يشمل مشاركة المرأة في المصروف فحسب بل يشمل كل شيء بما فيها حقوق ما بعد الطلاق، وانا لا أتحدث عن الشرع، فقلة قليلة يطبقون الشرع، والباقي يستغل ثغرات قوانين الأحوال الشخصية تمامًا كما في مسلسل فاتن أمل حربي الذي يعرض حاليًا.

الرجل هو المسؤول والمنفق على البيت بشكل عام، والمرأة تتولى الرعاية البيتية، وأنا مع عمل الاثنين إذا توفر ولا ضير في ذلك،

لكن حذار من التعدي على قوامة الرجل، يعني الأمر بدو ميزان دقيق،

كذلك لا يجوز للمرأة أن تهمل زوجها وأسرتها وبيتها بحكم أنها تعمل.

فشرعا مكان المراة البيت وعدم الخروج الا لسد الحاجة الضرورية(وبغياب او ضعف حالة الرجل الشديدة)

حتى لا تكون الاحكام هنا مجردة يجب القول ان المراة يمكنها الخروج للعمل وفق الضوابط الدينية التي تحافظ عليها. ومسألة البقاء في البيت وعدم الخروج منه لا تنفي حقها في الخروج والعمل وفق شرع الله.

ثم ان راتب المرأة للمرأة وفي نفس الوقت يمكنها المساعدة في البيت وحتى للزوج مع انها غير ملزمة ولكن من باب المشاركة المجتمعية داخل الاسرة وتعويض الوقت الذي تخرج فيه للعمل والذي يكون على حساب البيت.

ولكن مراة تعمل لست او ثمان ساعات في اليوم امر اخر تماما! فهذه الساعات الطويلة تؤثر بشكل بديهي بقوة على عمل المراة التقليدي في البيت من رعاية الابناء والطبخ والتنظيف..الخ

حسب ما اعرف ليس هناك مطلب شرعي يطالب المرأة حتى باعمال المنزل التقليدية كالتنظيف والطبخ.

يجب على الرجل ان يغض عن مال المرأة، المرأة بطبيعة الحال كائن مرتكز على الاهتمام وبطبيعتهن يهممن بمن هن مسؤولات عنه، هي بتقديرها وارادتها تتصرف بالمال لنفسها ولاولادها ولضمان مستقبلها ومستقبلهن.

وغالباً الرجال الذين يحاورون في مال المرأة للاسف يريدون نصيباً منه سواء لادارته او التصرف به، وهذا لايصح الا بارادتها.

بل عدم مطالبة الرجل بالمرتب يعد تفضل بشكل كبير

عدم مطالبة الرجل بالمال هي الرجولة ومطالبته بها red flag كبير، حتى رسول الله كان غنياً عن من مال زوجته وهي التي كانت تبذل له المال وتواسيه به، حتى لما جاءت حليمة السعدية للرسول وهي بحاجه للمال خديجة هي من قررت ان تعطيها كرماً لرسول الله ولحليمة رضي الله عنها واستبشر الرسول بهذا. حتى ان الرسول قال فيما معناه مانفعني مال قط كمال ابي بكر، رغم انه كان متزوج خديجة ويعمل لديها بالتجارة.

من الاحسن ان يعترف الرجل انه غير قادر على ان يشيل المنزل وحده مادياً ويفاتح زوجته بالموضوع لاساعده بالتراضي بدل أن يخرج قلقه ومشاعر التقصير والنقص بهذا الشكل.

أختلف معك تمام الاختلاف يا صديقي في تعميم فكرة المرأة ربّة البيت، حيث أننا الآن أمام مجموعة من المتغيرات العصرية التي لا يمكننا مواكبتها أبدًا من خلال بعض المفاهيم القاصرة، والتي من أبرزها إنكار دور المرأة في الحياة المهنية، لأن دور المرأة في هذا السياق يعتمد اعتمادًا كلّيًا على مدى التطور المجتمعي الذي وصلنا إليه، ومن الجهة الأخرى ينطوي دورها المنحصر في المنزل على صورة متأخّرة جدًّا من المجتمع لا تتماشى مع العصر الحالي وكم التطور الذي حلّ به مجتمعيًا وتقنيًا.

وان كانت المرأة تقوم بكل الوظائف المطلوب منها؟ لاتحاول اقناعي أنه لاتوجد امرأة تستطيع ان تطبخ لبيتها وتغسل وتنظف وفي نفس الوقت تعمل, أين المشكلة في الموضوع؟

ان كان راتبك في الشهر 1000 دولار وزوجتك كانت تأخذ منك 250 دولار شهريا على نفقاتها وعلى الأثاث مثلا بعد العمل لن تطلبه منك وستصرف على نفسها فأين الخطب؟

مشاركة المراة لراتبها هذه مسألة اختيارية تخصها هي وحده ، ولكن لو اطلعنا على المرأة سنجدها تشارك مالها في شؤون المنزل ، فلما هي تزوجت اصلا؟ ولما هي تشتغل؟ كل مرأة عاملة موجودة على هذه الارض تصرف على بيتها من اجل تزينه وتحسينه، لان المراة بطبعها تحب ان تشعر بالامتنان لنفسها كونها تقدم اضافة قيمة في بيتها.

اختياري لها ان تصرف من مالها الخاص في البيت وللاولاد، وعليه لما لابد ان تشارك الزوج مالها اذا كان الرجل من الاساس هو عامل ايضا، ولا اظن انه يوجد رجل موظف ينتظر بشغف راتب امراته بل بلعكس يحاول الا يظهر بأن البيت ينقصه شئ لتصرف من جيبها هي، ومع كل ما تفضلت به انت وانا يبقى هذا الزواج تشارك وهذه المواضيع مسألة تختلف من العاىلة الى اخرى على حسب طريقة التفكير..

عن أي مرجع اعتمدت لتقول أن مكان المرأة البيت؟

ستقول المرجعية الدينية، لكن عن أي تفسير اعتمدت؟