الكل حكيم ما دامت القصة ليست قصته. لدى الناس حلولًا لأغلب المشكلات تقريبًا. إن كنت في شك من ذلك، انشر مشكلة قد واجهتها في منتدى أو موقع تواصل اجتماعي، وستجد وابل من النصائح حول كيفية مواجهة وحل تلك المشكلة.

حين نرى ذلك، سنعتقد أن هؤلاء الناس لا يواجهون أية مشكلات؛ فلديهم حلولًا لجميعها تقريبًا. ولكن حين نعرف أحدهم عن قرب، سنجده يعاني من مشكلات عديدة في حياته، وهذه هي مفارقة سليمان Solomon paradox.

وهي أننا نكون أكثر حكمة في حل مشكلات الآخرين، ولكن حين تدخل نفس المشكلة لحياتنا، تتركنا حكمتنا وتخرج من الجهة الأخرى.

قد ترى أن هذه المفارقة تدعونا لعدم نصح الآخرين أو المساهمة في حل مشكلاتهم، وذلك لعلمنا أننا غالبًا سنعجز عن حلها لو كنا نواجه نفس المشكلة، ولكن هناك وجهة نظر أخرى: حين يواجه أحد مشكلة، فهو يحتاج لآخرين يقدمون له النصح والأفكار لمواجهة المشكلة. خاصةً حين نتحدث عن المشكلات بين شخصين أو أكثر، فإن كل فرد يكون منحازًا لنفسه ولا يرى المشكلة سوى من زاويته، مما يمنعه من التفكير بحيادية ووضع نفسه موضع الآخرين، ما يجعل حل مشكلته أصعب.

أما الآخرين خارج المشكلة، فهم يمكنهم الجمع بين عدة زوايا للمشكلة، وبالتالي تزداد احتمالية تقديم حلولًا فعالة.

عمومًا، حين نواجه مشكلة ما، ومهما بلغت حكمتنا، نحتاج لسماع نصائح ومقترحات الآخرين. كذلك من الجيد مساعدة الآخرين حين يواجهون مشكلة، حتى لو لم نمر بها؛ فقد تضيف لهم رؤى جديدة بالفعل، وذلك لا يقلل من قدرهم، فنحن نعرف الآن مفارقة سليمان.

ولكن يبقى من الصعب أو غير المقبول أحيانًا تقديم نصيحة للآخرين، مما يجعلني أسألك: كيف تفعل ذلك خاصةً إن كنت تعلم أنك أقل سنًا وخبرة ممن أمامك؟ كيف تقدم نصيحة دون أن تبدو نصيحة؟