عندما نتعامل مع أشخاص يهمنا أمرهم يكون الموضوع أصعب قليلًا لاسيما عندما نريد أن نرفض اقتراحًا يقترحوه علينا، ويحتار عقلنا ويتلعثم لساننا لمحاولة اختيار طريقة وأسلوب وكلمات مناسبة للرفض دون أن نجرح من أمامنا أو نزعجه.

تعرضت كثيرًا لهذا النوع من المواقف، ولن أخفي عليكم وفقت أحيانًا ولم أوفق أحيانًا كثيرة في اختيار الطريقة الملائمة للرفض، فأحيانًا كان الموقف هادئ وراقي ووجدتني أرفض بلباقة وحسن تصرف، ومرات أخرى كان الموقف مشحون لأجدني أرفض بمنتهى القوة والحزم.

وأعتقد أن تحديد أسلوب الرفض يتوقف على عاملين مهمين:

أولها: طبيعة الشخص الذي سيرفض نفسه، ما إذا كان سلس التعامل وهادئ أم حاد الطباع.

وثانيها: طبيعة شخصية الطرف الآخر "متلقي الرفض"، ما إذا كان اقتراحه على سبيل الاقتراح فقط أم فيه شيء من الإجبار.

فربما نكون نحن شخصيات ذات طبيعة هادئة ولدينا قدرة على ضبط النفس، لكن اقتراح من أمامنا يكون بطريقة تثير حنقنا وتدفعنا للرفض بأسلوب مباشر وحاد.

وربما يكون الطرف الآخر هادئ ويقترح لمجرد الاقتراح، لكننا شخصيات حادة الطباع، فنرفض اقتراحه بعنف وحنق.

لذا لتحقيق شرطي المعادلة أعتقد أن الأمر يتطلب وسطية من الطرفين، وستكون النتيجة رفض مهذب وراقي، دون أن نحرج أو نجرح من أمامنا.

الشيء المزعج حقًا يكون في اقتراح شيء غير مُجدي ممن أمامنا، لكننا لا نستطيع الرفض المباشر والحاد لأنه مقرب منا بدرجة كبيرة، ولأن رفضنا بهذه الطريقة سوف يؤثر على علاقتنا.

ماذا تفعل أنت عندما يقترح شخص عزيز عليك شيء ترفضه؟ وكيف تقوله له "لا"؟